إن للقصص فوائد عديدة ومتنوعة، تحمل السعادة إلى قلوب أبنائنا وأيضا الكثير من الأهداف القيمة مع المتعة بالقراءة والسرد، لها أثر على نفوس الكبار أثناء قراءتها ونفوس الصغار أثناء الاستماع لها، تنير من عقول الصغار وترسخ لديهم العديد من الأفكار التي ستصطحبهم معها طوال حياتهم؛ كل منا من صغر سنه أحب القصص وأحب قراءتها عندما كبر وصار قادرا على القراءة لذلك ينبغي علينا أن نحبب أبنائنا في قراءة مثل تلك النوعيات من القصص الجميلة الدينية الهادفة حتى نفتخر بأخلاقهم في كبرهم ونتمكن من مقابلة الله عز وجل ونحن قد ربينا أبنائنا بطريقة جعلتنا نفتخر بهم.
جزاء الله على الأمانة:
قبل بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يتاجر بمال السيدة خديجة رضوان الله عليها، كانت السيدة خديجة تبعث معه بغلامها الصغير ميسرة أثناء الرحلات إلى الشام الذي كان يعود ويقص عليها كل ما يراه من محمد ومن معجزاته أثناء الرحلة، فكان يحكي لها عن حسن أخلاقه وأمانته وطريقة أسلوبه الصادقة في البيع والشراء مما جعلها رضي الله عنها برسل إليه صديقتها بعرض الزواج منها، ولكنه صلى الله عليه وسلم اعتذر نظرا لسوء أحواله المادية، فأخبرته صديقتها بأنها السيدة خديجة من أرسلت بها إليه وأنها تريد الزواج منه، فوافق على طلبها صلى الله عليه وسلم وذهب لخطبتها مع أعمامه فطلبوا يدها من عمها “عمرو خويلد”، وهكذا كان الجزاء من رب العباد على أمانه الصادق الأمين.
قصة كبر إبليس وتعجرفه:
لقد خلق الله سبحانه وتعالى آدم من الطين وخلق الملائكة من النور وخلق الجن والشياطين من النار، وفضل آدم عليه السلام على الملائكة فقال سبحانه وتعالى :”اسجدوا لآدم” فسجد كل الملائكة إلا إبليس عليه اللعنة أبى واستكبر وبدلا من أن يعتذر عاند وطلب من الله سبحانه وتعالى أن ينظره ليوم البعث وأنه سيضلل كل بني آدم حتى يكون مثواهم النار إلا العباد المخلصين منهم لله سبحانه وتعالى، ومن يومها وكل بني البشر في صراع مع الشيطان الرجيم حتى تقوم الساعة، فكبر النفس يجعل الإنسان يخسر كب شيء فإبليس كانت لديه مكانة قريبة للغاية من الله سبحانه وتعالى ولكن بسبب كبره خسرها وأصبح مطرودا من رحمة خالقه.
قصة النملة الطيبة:
بيوم من أيام الشتاء قارص البرودة والمطر ينهمر من كل مكان، كانت هناك نملة صغيرة للغاية وصغارها الأعزاء في جحر ما تحت شجرة كبيرة للغاية وقد حمل المطر المنهمر كل الطعام والحبوب التي قامت بجمعها لصغارها خوفا من مثل هذه الظروف العصيبة، وعندما اشتد الجوع على صغارها وبدءوا بالبكاء الشديد لم تجد حلا إلا الذهاب إلى جارتها النملة الأخرى لترجوها أن تعطيها شيئا مما عندها حتى تتمكن من إطعام صغارها ولكن هذه الجارة امتنعت عن إعطائها أي شيء وأخبرتها بأنها لا تمتلك أية حبوب ولا أي طعام وكانوا صغار هذه النملة يأكلون بالداخل والطعام متوفر لديهم ويكفيهم أيام طوال؛ شكت النملة همها لربها الذي سبحانه وتعلى لم يخذلها فتوقف المطر وتمكنت النملة من جمع الكثير والكثير من الحبوب والثمار وحملتها على مرات متكررة إلى جحرها وأطعمت صغارها؛ وبعد يوم واحد جاءت نملتها الجارة تشكو إليها بكاء صغارها من شدة الجوع فقامت النملة الطيبة باقتسام كل ما جمعت من حبوب وطعام مع جارتها وحملت معها كل ما أعطتها حتى جحرها.
قصة الثعلب المكار وجزاؤه:
في يوم من الأيام كان هناك ثعلبا جائعا للغاية ومن بعيد رأى أرنبا يجول بالغابة فقرر أن يحتال عليه ليحصل على لحمه الشهي ويشبع جوعه، فعمد إلى خطة محكمة وجعل من نفسه مريضا لا يقوى على المشي وطلب مساعدة الأرنب الذي عزم على مساعدته لطيبة قلبه ولكنه أيضا شعر بالخوف تجاهه ففكر سريعا في خطة ليساعد بها نفسه على الهرب من شرك الثعلب المكار، فأخبر الثعلب بأنه صغير ولن يقوى على حمله بمفرده وأنه سيذهب لإحضار السلحفاة ليحملاه سويا، فرح الثعلب كثيرا لأنه سيأكل الأرنب والسلحفاة الاثنان معا وفي وقت واد لذلك سمح له بالذهاب والانصراف، وبعد لحظات عاد الأرنب الصغير ولكنه كان قد أحضر معه الكلب بدلا من السلحفاة والذي حينما رآه الثعلب تعافى على الفور وفر هربا بعيدا ولم يرجع مرة أخرى.