إن أمتع إحساس بالحياة إحساس أم عندما تقرأ لأطفالها قصة قبل النوم، تشعر حينها بمدى انتباههم البالغ وتركيزهم الشديد معها ومع كل حركة تصدر منها؛ إنها دائما تبحث وتنتقي خلاصة قصص الأطفال الجميلة والقصيرة لكيلا يصابوا بالملل.
قصص أطفال جميلة وقصيرة:
كثرت قصص الأطفال بجمالها وعبرها وعظاتها، وأصبح من السهل جدا العثور عليها لقراءتها لأطفالنا الصغار قرة أعيننا.
قصة الأقزام الثلاثة:
قدم ثلاثة أقزام من أرض الجنيات إلى أرض البشر بهدف سامي وهو إدخال السعادة والسرور إلى قلوب بعض الفقراء؛ كان هناك رجل كبير بالسن يسكن مع زوجته العجوز، يعمل بمهنة صناعة الأحذية، يحيكها ويبيعها ومن المكسب يصرف شئون منزله الصغير بجزء وبالباقي يشتري جلدا ليصنع منه أحذية أخرى؛ وذات يوم بعد منتصف الليل وجد الثلاثة أقزام طريقا لتحقيق هدفهم حيث وجدوا الرجل صانع الأحذية عائدا إلى منزله القديم بعد شرائه لقطعة جلد تكفي لصناعة حذاء، فتركها وذهب لغرفة نومه ليأخذ قسطا من الراحة لمواصلة عمله، وعندما استيقظ بالصباح الباكر تناول فطوره الذي أعدته له زوجته الحنون، وذهب كعادته لورشته التي كانت بمنزله، فوجد قطعة الجلد قد أصبحت أجمل حذاء رأته عيناه بكامل حياته، فاندهش من الأمر وصاح مناديا على زوجته واقتنع في نهاية الأمر أن الأمر نتيجة لتقدمه بالعمر؛ فوضع الحذاء الجميل بالعرض والذي أعجب به رجل ثري جدا فاشتراه على الفور، والرجل لم يطلب منه أكثر من حقه على الرغم من رغبة الرجل الثري على شرائه بأي ثمن، إذ أن الحذاء قيما وصُنع بدقة فائقة وليس له مثيل ولا نظير.
متابعة أحداث غامضة:
وكعادة الرجل ذهب إلى السوق لشراء جلد لصناعة أحذية أخرى لبيعها بالفائض من مصاريف منزله، ولكن هذه المرة استطاع شراء قطعة تكفي لعمل حذاءين، وبمنتصف الليل قدم الأقزام الثلاثة وقاموا بصنع حذاءين رائعين، وجاء الصباح فوجدهما الرجل على الطاولة فاندهش وقرر بعد بيعهما وشراء الجلد أن يخبأ نفسه بورشته لينظر في أمر صانع أحذيته ذي الشخصية الخفية؛ وبمجرد حلول منتصف الليل قدم الثلاثة أقزام، وأخذوا يعملون بجد وهم يتغنون بأجمل الأغاني وتعلو ضحكاتهم، فقاموا بصناعة عدد لا حصر له من الأحذية الجميلة النادرة، وقاموا بتركها للرجل على الطاولة ورحلوا.
الحقيقة الصادمة:
وفي الصباح أخبر الرجل زوجته عن كل ما رآه ليلة أمس، وقام بعرض ما تمكن من عرضه بالمحل من الأحذية التي لا حصر لعددها، وقام أناس كثيرون بالتردد على محله لشراء أحذيته التي لا مثيل لها، وأصبح الرجل ثريا في غضون أيام قلائل، والفضل كله يرجع للأقزام طيبي القلب الذين تمكنوا من إسعاد رجل فقير وزوجته.
مكافأة للشكر والامتنان:
وبتلك الليلة قامت الزوجة بتحضير وليمة طعام بها كل ما لذ وطاب، ووضعتها على الطاولة امتنانا للأقزام الثلاثة، فأكلوا الطعام الشهي بكل حب ومضوا في طريقهم يبحثون عن منزل آخر ليجد أصحابه السعادة كحال صاحبهم وزوجته.