قصص الأطفال وسيلة مفيدة للغاية في توصيل الكثير من القيم الهادفة والبناءة لأطفالنا الصغار، كما أنها وسيلة أيضا نافعة في تقبل المعلومة والعمل بها، فمن المشهود أنها دائما تقدم معلومة سلسلة وبسيطة لكونها مخصصة للصغار.
القصــــــــة الأولى
كان هناك رجلان اتفقا على السفر سويا بحثا عن الرزق، وأثناء رحلة سفرهما اضطرا للدخول بإحدى الغابات، وبينما يتسامرون ويضحكون إذا بدب ضخم وكبير ومفترس يقترب منهما، الرجل الأول دون كلمة واحدة ولا سابق إنذار صعد لأعلى شجرة عالية واختبأ بين أغصانها المتفرعة بطريقة لن تجعل الدب يلاحظها منها.
أما الثاني فغلب عليه الخوف ولكنه لم يستسلم وبخاصة عندما رأى ردة فعل صاحبه، تذكر أن الدب لا يقترب من فريسته عندما تكون ميتة، فانبطح على الأرض في الحال وادعى بأنه شخص ميت بالفعل، ومازال الدب يقترب منه رويدا رويدا حتى وجده منقطع الأنفاس بالفعل فتركه ورحل بعيدا عنه.
وما إن رحل حتى نزل صاحبه الذي صعد الشجرة، وكان بباله سؤال واحد، ماذا همس لك الدب عندما اقترب منك؟!
قال الرجل لصاحبه: “لقد أوصاني ألا أسافر ثانية ولا أصاحب من يقذف بي بالنار لحظة الخطر ولا يفكر إلا بنفسه”.
اقرأ: قصص للاطفال لعمر سنتين قصص جميلة قبل النوم
القصـــــة الثانيــة
كان هناك طفلان صغيران اعتادا الذهاب سويا للمدرسة بكل صباح، واعتادا أيضا العودة منها سويا، كانا هذان الطفلان يحبان بعضهما البعض إلا أن أحدهما كان كاذبا، وبسبب كذبه المتعدد دائما يقع في المشاكل بل ويجلب المشاكل لصديقه الذي اعتاد السير معه دوما ومرافقته في كل مكان.
وذات مرة قرر صديقه على الرغم من صغر سنه ألا يرافقه مرة أخرى، لأن بمرافقته لا يحصل إلا على المتاعب والشقاء، لقد كان دائما يحدث الفوضى والمتاعب ويتهم صديقه زورا وبهتانا عليه.
وذات صباح جاءه الصديق الكاذب ليذهبا سويا للمدرسة كما تعودا، لكن صديقه كان قد سبقه لمدرسته، وهناك بالمدرسة طلب من معلم الفصل أن ينقله لفصل آخر لأنه لا يريد أن يكمل بفصله واحتفظ بالأسباب لنفسه، وكلما حاول صديقه الكذوب محادثته تهرب منه، حتى فهم الصديق الكاذب سبب تهرب صديقه الوحيد منه، وأنه وأخيرا دفع ثمن كذبه الدائم بأن خسر أكثر قلب أحبه بصدق، فتوقف عن كذبه وعادا صديقين وفيين لبعضهما البعض كما كانا وتوقف عن الكذب للأبد.
اقرأ: قصص للاطفال ليلى والذئب أشهر قصص الأطفال
القصــــــــة الثالثــــة
بيوم من الأيام كان هناك طفلا صغيرا يتيم الأبوين يجوب الطرقات ليبيع أوراقا وأقلاما، كان منهكا ومتعبا ولا يقوى على السير ولكنه واصل عمله، كان إذا وجد أحدا في حاجة للمساعدة يساعده على الرغم من شدة ضيق حاجته ولا ينتظر المقابل، لقد كان طيب القلب وحنون أيضا.
ذات مرة رأى عجوز تحمل أشياء ثقيلة فقام بحملها عوضا عنها، فشكرته العجوز على طيبة قلبه؛ وبعدها مر بمجموعة من الأطفال الذين يلعبون، فطلبوا منه أن يلعب معهم ولكنه اعتذر لأنه يريد أن يبيع الأشياء التي معه ولا وقت لديه ليتمتع معهم باللعب؛ وعندما انصرف بعيدا عنهم سمع صرخات أحدهم فعاد مسرعا، كان أحدهم قد سقط على قدمه أثناء اللعب، وتضررت قدمه إثر ذلك، طلب منه الطفل إحضار مياه باردة وقطعة قماش.
قام الطفل بإغراق قطعة القماش في المياه الباردة ومن ثم قام بربطها على قدم الطفل، وطلب منه ألا يحركها لقليل من الوقت وبعدها يمكنه العودة لمنزله دون أن يضغط عليها، وعليه أن يريحها ولا يستخدمها لمدة أسبوع كامل، وبذلك سيتحسن ويصبح بأفضل حال.
وبالفعل شعر الطفل بزوال الألم فور وضعه للماء البارد عليها، اقترحوا عليه الأطفال أن يصبح طبيبا في المستقبل؛ بالفعل لقد كان الطفل يحلم بأن يصبح طبيبا بيوم من الأيام، ولكن كيف ستتسنى له الفرصة، وهو جائع وبالكاد يستطيع تأمين ثمن رغيف من الخبز.
جلس الطفل وقرر أن يوفر ثمن رغيف الخبز حتى يتمكن من جمع المبلغ المطلوب لرسوم المدرسة ليحقق حلم عمره؛ وبينما كان منهكا وتعبا وجائعا إلا أنه واصل بيع الأوراق التي معه والأقلام، فطرق أحد الأبواب ففتحت له فتاة، أخبرته بأنها رأت أعماله مع الناس وكيف أنه يساعدهم جميعا دون أن ينتظر منهم مقابل، طلبت منه الدخول ليستريح ولو لقليل من الوقت، غابت عنه قليلا ومن بعدها عادت وبيدها كوب من الحليب الطازج، لقد كان الطفل جائعا وعطشا للغاية، لذلك شربه بأكمله وكان ذلك الكوب له بمثابة أفضل وجبة حصل عليها منذ زمن بعيد.
وما إن انتهى من شربها سألها عن ثمنه، أخبرته أنه مدفوع الثمن بطيبة قلبه ومعاملته الحسنة مع الآخرين؛ لقد أعطته الفتاة مع كوب الحليب الكثير من الأمل، كبر الطفل وأصبح طبيبا كما تمنى، وتمر الأيام فتمرض نفس الفتاة والجميع يعجز عن تقديم المساعدة لها إلا الطفل الذي أصبح طبيبا، شفيت الفتاة من أسقامها وعندما سألت عن فاتورة العلاج أخبرها بأنها مدفوعة الثمن بكوب من الحليب ومعه الكثير من الود والمحبة.
اقرأ: قصص للاطفال عن الايثار، قصة إيثار الأصدقاء الأوفياء