قصص أطفال مختصرة لتعليم الوفاء بالوعد وضبط النفس
إن لقصص الأطفال الكثير من الفوائد على أبنائنا الصغار والكبار، فبكل قصة هناك قيمة نعلمها لهم ونتعلمها أيضا، قصص الأطفال جمة مليئة بالعبر والأخلاق السامية، كل ما علينا فعله هو انتقاء القصة وقراءتها على مسامع صغارنا بحب واهتمام.
القصة الأولى بعنوان الوفاء بالوعود:
في يوم دراسي دق جرس المدرسة معلنا عن بدء الفسحة، فنزل “مصطفى” من فصله مع الكثيرين من الطلاب كعادتهم لكي يتناولون طعامهم ويتبادلون أطراف الحديث ويلعبوا، وأثناء حديث “مصطفى” مع زميله “إبراهيم” قال: “لقد اشتريت اللعبة الجديدة التي أخبرتك عنها الأسبوع الماضي”، فسأله مصطفى وقد بدا على ملامحه بالكامل الاهتمام للأمر والتحمس: “وهل وجدتها ممتعة كما توقعنا سويا الأسبوع الماضي؟!”، فرد عليه إبراهيم قائلا: “إنها فاقت كل التوقعات في روعتها والمتعة التي تمنحك إياها، لم لا تزورني ونلعبها سويا، مصطفى ما رأيك أن تزورني في الجمعة المقبلة؟!”؛ فوافق على الفور مصطفى على اقتراح صديقه ووعده بزيارته بالجمعة المقبلة، وقال إبراهيم متحمسا وفي سعادة بالغة: “سيكون يوم الجمعة يوما رائعا للغاية”.
وطوال أيام الأسبوع كانا الصديقان يتحدثان في كل حديث يدور بينهما عن لقائهما المرتقب والترتيبات التي يتطلعون إليها، وفي يوم الخميس وقت الانصراف من المدرسة سأل “إبراهيم” صديقه مصطفى عن طعامه المفضل لتعده له والدته غدا بيوم الجمعة، كان مصطفى مسرورا للغاية باهتمام صديقه إبراهيم به وبزيارته له وبأدق التفاصيل ومدى حفاوته بلقائه بمنزله وحفاوة أهله بذلك أيضا، وآخر جملة قالها مصطفى لصديقه: “أراك غدا بمشيئة الله يا إبراهيم بالمنزل”.
وعندما عاد مصطفى لمنزله انتظر عودة والده من عمله بلهفة وعلى أحر من نار الجمر ليأخذ إذنه بزيارة صديقه بمنزله غدا، وعندما جاء والده للمنزل وعرض عليه مصطفى الأمر صدم عندما أعلمه والده بأن يوم الغد ليس مناسبا معه، وأنه ذاهب للعمل لينهي عملا متأخرا لديه، لذا فلن يتمكن من إيصاله لمنزل صديقه!
وقعت كلمات والده عليه كالصاعقة فكل ما حلم به وأعد له بات هباءً منثورا، حزن مصطفى حزنا شديدا وقال لوالده: “ولكنني يا أبي قد وعدته بأن أزوره بمنزله غدا، يا أبي لقد أعد صديقي الكثير من الأشياء لهذا اليوم المنتظر لدرجة أنه والدته أعدت لي طعامي المفضل خصيصا لأجلي”، تناثرت الدموع من عيني مصطفى من شدة حزنه، فسأل في قلق: “أبي هل من الممكن أن توصلني والدتي غدا؟!”
فقال له والده: “لا أستطيع أن أجيبك عن هذا السؤال قبل أن أسألها يا بني”، صمت مصطفى قليلا ثم قال لوالده: “ولكني يا أبي إن لم أذهب سيحزن صديقي إبراهيم كثيرا لأنني لم أفي بوعدي له”؛ سر الأب كثيرا برغبة والده في وفائه بوعده لصديقه، قال له والده: “أمر جميل للغاية رغبتك الشديدة في وفائك بوعدك لصديقك، ولكن كان يلزمك يا بني شيء واحد أن تتأكد من قدرتك الكاملة على الوفاء بوعدك قبل أن تعطي كلمتك لأحد، فأنا مثلا لم أعطك كلمة قبل أن أسأل والدتك عن قدرتها في توصيلك غدا لمنزل صديقك، وأنت أيضا يا بني الحبيب كان عليك أن تسألنا قبل أن تعطي وعدا لصديقك وتتفق معه وترتبا كل شيء سويا”.
أعرب مصطفى عن ندمه الشديد لعدم سؤال والديه قبل أن يعد صديقه، وأوضح لوالده أنه ما دفعه لفعل ذلك أنه كان شديد التحمس لتجربة اللعبة الجديدة التي اشتراها صديقه إبراهيم ولم يفكر في أمر آخر، كان يبدو على مصطفى الحزن الشديد، فاحتضنه والده قائلا: “لا تقلق يا بني سنحاول أنا والدتك إيجاد حل لهذه المشكلة”.
فذهبا سويا للمطبخ حيث كانت تعد الطعام الشهي لهما، وشرح لها مصطفى كل ما حدث ووعدها بأن يفكر جيدا في المرة المقبلة قبل أن يعطي أي وعد في مدى قدرته بالوفاء به، ابتسمت له والدته وهي تضمه لحضنها وقالت: “لا أمانع في توصيلك غدا يا بطلي”، بات في غاية السعادة وضمها بقوة وهي تحتضنه.
وإن أردتِ مزيدا من القصص المعبرة اغتنميها لصغيركِ يمكنكِ من خلال: 3 قصص أطفال باللغة العربية
وإن كنتِ تملكين أطفالا في سن العاشرة يمكنكِ إفادتهم من خلال: قصص مفيدة للأطفال 10 سنوات
القصـــــــة الثانيـــــة بعنوان ضبط النفس:
في يوم من الأيام عاد الابن الأصغر من المدرسة، وكان يحمل عبئا كبيرا في نفسه فكان عليه أن يقوم بواجباته المدرسية جميعها ليستعد للاختبار في اليوم التالي، والذي يتوجب عليه أن يدرس له جيدا ليحصل على درجة كاملة.
وبينما كان يذاكر ويحل واجباته الدراسية توقفت معه مسألة بمادة الرياضيات، فكانت مسألة تحتاج الكثير من الفهم والتركيز لإجادة حلها؛ وعلى الرغم من استغراقه وقتا كبيرا في فهمها وحلها إلا إنه لم يتمكن من ذلك، فطلب المساعدة من والدته والتي لم تدخر وقتا ولا مجهودا في إيصال المعلومة إليه بشتى الطرق والوسائل، باتت تشرح له المسألة بأكثر من طريقة وأكثر من كيفية ففي النهاية والدته مهندسة في الأساس.
وبالفعل استطاع أن يفهمها وحلها ببساطة ويسر، وشكر والدته على مجهودها وتعبها معه، واستكمل واجباته الدراسية وعندما انتهى منها جميعها أراد أن يقضي قليلا من الوقت في اللعب قبل ذهابه للنوم.
كانت حينها والدته تعد لهم طعام العشاء، وكانت تحتاج شيئا تشتريه من البقالة، فطلبت من ابنها الأصغر أن يهذب لأنه قد انتهى من واجباته مسبقا، ولكنه أبى الذهاب لأنه يريد اللعب، حزنت والدته على رفضه لطلبها، وعندما لاحظ حزنها وتذكر الوقت الذي أمضته لتفهمه المسألة الرياضية ولم تمل منه اعتذر منها بشدة، وأخذ من يدها المال ونزل واشترى ما أرادته من البقالة، وعندما أتاها آثر أن يساعدها بالمطبخ على اللعب، أشادت والدته بما فعل لأجلها وأعلمته أن هذا جزءا من ضبط النفس وهو أن يؤثر ما أرادته والدته على ما أراده ويكمل ما تفعله بكل حب على الرغم من إرادته للعب وحبه لذلك.
اقرأ أيضا لأبنائك: 3 قصص أطفال تعليمية هادفة