يتشوق كل طفل لسماع قصة ما قبل نومه، فلكل مرحلة عمرية لها ما يناسبها من القصص، وإليكم أمثلة منها:
أولا/ قصة القط الحيران:
كان هذا القط فاقد الثقة تماما بنفسه، ولا يحب نفسه أيضا، وكان يتمنى أنه لم يكن قطا أبدا وأن يكون حيوانا آخر، فتشبه بالطيور محاولا الطيران ولكن تنتهي محاولاته بالفشل فيسقط؛ وحاول أيضا تقليد البط فيسبح إلا أنه يفشل أيضا؛ وأخذ يجرب حياة الآخرين مرة تلو المرة وتفشل كل محاولاته، حتى قرر أن يصبح فاكهة وأحضر قشور من نوع فاكهة ما، ووضعها على جسمه وجلس حتى غلبه النوم فنام؛ فاستيقظ ليجد حيوانات أخرى محاولة أكله والتهامه، ففر هاربا من تلك الحيوانات مكتشفا أن لديه مهارة السرعة، فأحب نفسه ومهارته، وقرر عدم تقليد الآخرين.
ثانيا/ قصة الثعلب المكار:
من المعروف أن ملك الغابة “الأسد” أقوى حيوان بالغابة لا يقدر عليه حيوان آخر، فاتفقوا جميع الحيوانات على حبس الأسد دون أن يدري، فأحضروا قفصا كبيرا وحبسوا الأسد بداخله، وفي يوم كان الأرنب يمر بجانب القفص؛ فيقول له الأسد: “أخرجني من هنا”، فقال له الأرنب: “لا لن أخرجك لتأكل الحيوانات وتعذبها”، فقال له الأسد: “أعدك أنني لن أفعل ذلك مرة أخرى”، ففتح له الأرنب القفص، فيخرج محاولا أكله كأول فريسة له؛ ثم حضر الثعلب، وكان شاهدا على الحوار الذي دار بينهما من بدايته، إذ يخاطب الأسد قائلا: “سمعت أنك كنت محبوسا في قفص”، فيجيبه الأسد: “نعم هذا صحيح”، فيستنكر الثعلب قائلا: “أنا لا أصدق هذا، وأنا أعرف قوتك وكبر حجمك”، فيؤكد له الأسد مخبرا: “سأثبت لك هذا”؛ فيدخل الأسد القفص، فيسرع الثعلب في قفله مرة أخرى، ويقول للأرنب: “لا تصدقه مرة أخرى، فهو لم يفي بوعده لك”.
ثالثا/ قصة من نوادر جحا:
تدور هذه القصة عن “جحا” والحمار، حيث كان “جحا” ذاهبا إلى السوق يحمله حمارا صغير يمسكه له ابنه، وإذا هما في طريقهما يقابلهما مجموعة من الناس يلقون اللوم الشديد على “جحا” لأنه على ظهر الحمار تاركا ابنه الصغير يمشي سيرا على الأقدام؛ فنزل “جحا” ووضع ابنه مكانه، وتوجه في طريقه مرة أخرى، وإذا هو في طريقه يقابلونه مجموعة من النساء عند البئر فيلقون عليه لوما شديدا على سيره على الأقدام وهو عجوزا، وابنه الشاب على ظهر الحمار؛ فسمع كلامهم وركب بجوار ابنه على الحمار، ثم توجه للسوق مرة أخرى، وكان هذا اليوم شديد الحرارة، فيقابلوه التجار بكلامٍ فيه توبيخا له”جحا” لأن الحمار صغير يشتكي من ثقل الحمل عليه وشدة الحرارة، فنزل هو وابنه من على الحمار، فيلومه آخرون على ترك الحمار دون حمل عليه، وهم يسيرون على الأقدام، حتى قال أحدهم ما ينقصك إلا أن تحمل أنت الحمار؛ فعرف “جحا” أن إرضاء الناس غاية لا تدرك.