قصص الأنبياء

قصص الأنبياء بعنوان يوسف عزيز مصر

إن قصة سيدنا “يوسف” عليه السلام تعد من أهم قصص الأنبياء والمرسلين، القصة بها عبرة واضحة لكل من يعقل، كما أنه جاءت آياتها تصديقا كل ما جاء بالكتب السماوية المنزلة قبل القرآن الكريم.

ذكرت قصة سيدنا “يوسف” عليه السلام بالقرآن الكريم بسورة كاملة سميت على اسمه عليه السلام (سورة يوسف)، أما عن ذكر اسم نبي الله “يوسف” عليه السلام بالقرآن الكريم فقد ذكر ستا وعشرين مرة، منها أربعة وعشرون مرة بسورة يوسف وحسب.

نزلت سورة “يوسف” على نبينا “محمد” صلى الله عليه وسلم قبل هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، حيث أنه التقى بعضا من كفار مكة اليهود وتباحثوا فيما بينهم أمر نبي الله “محمد”، فقال اليهود لكفار مكة أن يسألوا محمدا لم انتقل آل يعقوب من الشام إلى مصر، فنزلت سورة يوسف على نبي الله “محمدا” تحمل قصة حياة سيدنا “يوسف” كاملة.

القصـــــــــــــــــــــــــــة:

نعلم السبب وراء دخول نبي الله “يوسف” عليه السلام إلى السجن، لقد دخل نبي الله السجر مؤثرا ذلك على فعل ما لا يرضي خالقه سبحانه وتعالى، وكان السجن إليه بمثابة حصنه المنيع من الفتن التي اشتدت، وكان هذا السجن نفسه هو طريق “يوسف” عليه السلام إلى الملك الذي جعله الله سبحانه وتعالى بين يديه.

سجن نبي الله “يوسف” مع أشخاص آخرين، وسرعان ما اكتسب محبتهم ونال ثقتهم الكاملة بأخلاقه السامية وعلو نفسه ورجاحة عقله ونفاذ بصيرته، وكان مرجع التفسير لأحلامهم التي يرونها داخل جدران السجن.

كان نبي الله “يوسف” عليه السلام يدعو كل من بداخل السجن إلى الله الواحد القهار، كان يبين لهم وحدانية الله سبحانه وتعالى وأنه تعالى أحق بأن يعبد دون سواه من الآلهة والتي تعجز عن نفع أو ضر نفسها فالآلهة لا تملك من أمرها شيئا؛ وبيوم من الأيام سأله شابان من رفاقه بالسجن عن رؤيا رآها كل منهما، أحدهما رأى بمنامه أن يعصر عنبا ويصنع منه الخمر، أما الآخر فرأى بمنامه أنه يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه.

أخذ نبي الله “يوسف” عليه السلام في تأويل رؤيا كل أحد منهما، فأخبر الأول بأنه سيكون ساقي الخمر لسيده، وأخبر الآخر بأنه سيصلب والطير ستأكل من رأسه، وأنهى تأويله بأن كلا الأمرين قضاء من الله لا مرد له ولا دافع.

طلب “يوسف” عليه السلام من الشاب الذي توقع نجاته أن يذكر أمره أمام سيده (عزيز مصر) أن يفك أسره ويطلق سراحه، وعندما خرج الشاب انشغل بأمور الحياة ونسي أمر “يوسف” عليه السلام؛ فرأى ملك مصر رؤيا أقضت عليه مضجعه، ولم يجد أحدا من بين صفوف حاشيته بأكملها يؤل له إياها، وبينما كان ملك مصر في ضيق وضجر ويعجز كل من حوله عن تأويل رؤياه إذا بصاحب “يوسف” الذي نجا يتذكر أمر صاحبه فينطلق إلى السجن مسرعا ويقابل “يوسف” عليه السلام ويطلب منه تأويل رؤيا ملك مصر، وما إن ذكر عليه تأويلها عاد مسرعا لملك مصر ووضع تأويلها بين يديه، فلقيت استحسانا عن الملك الذي أرسل في إحضار “يوسف” في الحال ليكون مستشارا ومعاونا له في إدارة شئون البلاد.

أبى نبي الله “يوسف” عليه السلام الخروج من السجن إلا أن يحقق الملك في أمر سجنه، وبالفعل مثلن النسوة في مجلس الملك لكشف الحقائق والملابسات في سجن “يوسف” عليه السلام، وحقق الملك في السبب وراء سجنه وما كان من زوجة العزيز إلا أن تعترف بحقيقة ما جرى، أخبرت زوجها بأنها من راودت “يوسف” عن نفسه وطلبت منه أن يفعل معها الفاحشة ولكنه أبى وامتنع وآثر السجن على فعل ذلك.

اشتدت رغبة ملك مصر في لقاء “يوسف” بعد أن باتت كل الأدلة واضحة جلية على براءة “يوسف” وعفته ومروءته، وجد ملك مصر في سيدنا “يوسف” عليه السلام الرجل سديد الرأي صادق النصح حسن التدبير، فتخلل قلبه الرجاء يقبل “يوسف” ليكون لجانبه ليتمكن به من إقامة ملك عظيم على ركائز ودعائم قوية.

وهكذا بات سيدنا “يوسف” عليه السلام عزيز مصر بجانب ملك مصر، وكان يشرف على كل موارد الدولة الاقتصادية ويدبر كل صادراتها ووارداتها.

وانقضت الأيام و”يوسف” عليه السلام عزيزا لمصر قائما بكل شئونها الاقتصادية، ووقعت المجاعة بأرض كنعان حيث أبيه نبي الله “يعقوب” وإخوته، كانت مصر بفضل التدابير التي اتخذها “يوسف” عليه السلام قد أعدت للأمر جيدا فادخرت الكثير مما زرعت وحصدت، وفي تلك الحقبة كانت مصر محط رحال الوافدين إليه من يبتغون الزاد والغذاء.

وقد إخوة “يوسف” عليه السلام مصر طلبا للزاد كحال الكثيرين، وقدر الله سبحانه وتعالى أن يجتمعوا بأخيهم “يوسف” والذي بات عزيزا لمصر، فتعرف عليهم ولكنه لم يعرفوه، وتدور الأحداث بأن يخبرهم “يوسف” بأنه أخاهم ويطلب منهم أن يذهبوا بقميصه إلى أبيهم ويلقوا بالقميص على وجهه ليعود بصيرا، ومن ثم يأتوا إلى مصر بأهلهم أجمعين.

وبالفعل يأتي نبي الله “يعقوب” عليه السلام وأبنائه وأهله أجمعين إلى مصر، وما إن دخلوا على “يوسف” يخروا له ساجدين، فتكون تأويل رؤياه التي رآها صغيرا فيرفع أباه على الماكن المخصص له احتفاءً به، ويتوجه إلى خالقه سبحانه وتعالى حامدا شاكرا له على ما أنعم عليه وعلى جزيل عطائه.

وللمزيد من قصص الأنبياء والمرسلين على موقعنا المتواضع يمكننا من خلال:

قصص الأنبياء قصة سيدنا يونس عليه السلام والدروس المستفادة منها

وأيضا/ قصص الأنبياء في رمضان قصة نبي الله إدريس عليه السلام أول من خط بالقلم

بحث عن قصص الأنبياء بعنوان سيدنا “محمد” والخروج بالدعوة خارج مكة

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى