قصص الأنبياء سيدنا موسى عليه السلام
إن الأنبياء هم رسل الله سبحانه وتعالى إلينا لهدايتنا إلى الطريق القويم والمنهج السديد الذي أنزله الله إلينا لنصلح من شأننا ونعمر الأرض؛ والأنبياء هم الذين أوحى الله إليهم برسالته وأمرهم بالتبليغ عن شريعته ودعوتهم بالتي هي أحسن إلى عبادة الله الواحد الأحد.
لقد ذكر بالقرآن الكريم العديد من قصص الأنبياء والرسل، وذلك من أجل العبرة ومعرفة أحوال الأقوام الذين سبقونا والاعتبار بما حدث وما التشابه بين حياتنا وحياتهم، يحثنا الله سبحانه وتعالى على الثبات على الحق مهما عظمت الظروف ومهما اشتدت الابتلاءات، الدفاع عن الحق دائما وأبدا ومعرفة الباطل واجتنابه ومحاربته بكل السبل الممكنة التي أتاحها الله سبحانه وتعالى لنا.
قصص الأنبياء سيدنا موسى عليه السلام:
إن قصة سيدنا “موسى” عليه السلام تعتبر القصة الأشهر على الإطلاق من بين قصص الأنبياء والأكثر ذكرا من حيث سور القرآن الكريم، فقد جاء ذكرها في العديد من السور والآيات الكريمة.
لقد جاء ذكر قصة سيدنا “موسى” عليه السلام بالقرآن الكريم بأكثر من عشرين سورة كريمة، بسور جاءت بشكل مفصل كسورة البقرة والأعراف وطه والشعراء والقصص، وبسور جاءت بشكل مختصر كسورة الروم والدخان وغيرهما.
كما أنه ورد ذكر سيدنا “موسى” عليه السلام بالقرآن الكريم أكثر من مائة مرة، وكان رسولنا “محمد” صلى الله عليه وسلم يقول عندما يشتد عليه الأذى: (رحم الله موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر).
نسبه عليه السلام:
سيدنا “موسى” عليه السلام من بني إسرائيل، ينتهي نسبه إلى سيدنا “يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم” عليهم السلام، وقد أرسله الله سبحانه وتعالى إلى فرعون وقومه ليدعوهم إلى عبادة الله الواحد القهار ولا يشركون به شيئا.
ولادته عليه السلام:
لقد جاءت الآيات بسورة القصص بالقرآن الكريم في أكثر من أربعين آية تناولت الظروف التي ولد خلالها سيدنا “موسى” عليه السلام، بداية بما أوحى الله به لأمه، وحاله عندما اشتد واستوى، وهجرته لأرض مدين، وتشريفه بالنبوة أثناء عودته من أرض مدين إلى مصر، ودعوته لفرعون الطاغية وقومه وأنواع العذاب الذي لحق بهم، وكيف لفرعون أن بات عبرة، وأفعال بنو إسرائيل مع نبيهم…
ولد سيدنا “موسى” عليه السلام في ظروف كان فيها فرعون قد تمادى في ظلمه وتعاليه في الأرض وملأ الأرض عتوا وفسادا، كان يذيق بني إسرائيل أشد ألوان العذاب، وبينما بنو إسرائيل في أشد أنواع العذاب والبلاء من أفعال فرعون، إذا بكاهن يتقدم لفرعون ويخبره بأن زوال ملكه وهلاكه على يد مولود لبني إسرائيل، فيأمر فرعون في الحال بذبح الأبناء ويستبقي النساء أحياء.
أم سيدنا “موسى” عليه السلام:
كانت أم سيدنا “موسى” عليه السلام على وشك أن تضع مولودها، فكانت خائفة قلقة ولما جاءها المخاض ووضعت حملها أخفت أمره عن الناس من حولها خشية أن يصيبه ما يصيب أمثاله، فألهمها الله سبحانه وتعالى أن تضعه في صندوق وتلقي به في اليم.
وما إن فعلت ما ألهمها الله سبحانه وتعالى به طلبت من ابنتها أن تتبع أثر أخيها وترى ما سيحدث معه، وبالفعل تتبعت أخته أثره وهلعت عندما توقف الصندوق أمام قصر فرعون نفسه!
وما إن وقعت عيني امرأة فرعون على المولود حتى ألقى الله سبحانه وتعالى محبته بقلبها، فطلبت من زوجها فرعون أن يتخذه ابنا لهما، وفي نفس الحين كان فؤاد أم موسى يكاد ينفطر ويكابد من شدة الخوف والحزن على وليدها، ولكنها كانت واثقة بأن الله لن يضيعه وسيحفظه بحفظه الذي لا يرام.
فحرم الله سبحانه وتعالى جميع المرضعات على سيدنا “موسى” عليه السلام، وعلى الرغم من صرخاته المتواصلة من شدة الجوع إلا إنه أبى جميع المرضعات، فهدى الله أخته واقتربت من قصر فرعون وقالت: (هل أدلكم على مرضعة؟)، فطلبوا منها أن تأتي بها مسرعة، فأتت الابنة بأمها على أنها مرضعة من المرضعات، فاستجاب لها “موسى” عليه السلام.
وكان وعد الله حقا، رد عليها ابنها “موسى” عليه السلام بل وعادت به إلى منزلها لتعتني به ريثما يكبر ويتم فطامه؛ وما إن أنهت أم “موسى” فطامه أعادته للقصر ليكبر داخل جدرانه ويكون ذا شأن عظيم.
رسالته عليه السلام:
وعندما بلغ سيدنا “موسى” عليه السلام الأربعين من عمره أوحى الله سبحانه وتعالى إليه بالرسالة، فبلغ الرسلة إلى فرعون وقومه وكان ملاذا لكل المستضعفين من القوم والمظلومين والمكلومين ليحميهم مما أثقل كاهلهم من ظلم مبين وألم عظيم.
بدت من سيدنا “موسى” عليه السلام مجاهرة لفرعون وقومه بما يكرهون فغاب عن الأنظار، وذات يوم بينما كان يسير بشوارع المدينة استنصر به أحد من قومه، فأغاثه “موسى” عليه السلام وكان شديد القوى فضرب القبطي فكانت له القاضية، فندم “موسى” عليه السلام أشد الندم.
استغفر ربه وتاب إليه وأناب من فعلته، كان قلقا مترقبا بعد قتله للرجل، وبينما كان على هذه الحالة إذا بالرجل العبري نفسه يستغيث به مرة ثانية من قبطي آخر، فغضب منه سيدنا “موسى” عليه السلام وقال له: “إنك لغوي مبين”.
وانتشر خبر قتل “موسى” للرجل بالمدينة، وأمر فرعون القوم بالبحث عنه للانتقام، فجاء رجل لموسى مسرعا وأخبره بأن القوم يبحثون عنه، فخرج “موسى” عليه السلام من المدينة تحت جنح الظلام.
توجه “موسى” عليه السلام إلى أرض مدين (الأردن حاليا)، وكان فيها نبيا من أنبياء الله “شعيب” عليه السلام؛ وصل سيدنا “موسى” إلى مدين بعد رحلة شاقة محفوفة بالمخاطر.
وللمزيد من قصص الأنبياء يمكننا من خلال:
قصص الأنبياء قصة سيدنا يونس عليه السلام والدروس المستفادة منها
وأيضا: قصص الأنبياء في رمضان قصة نبي الله إدريس عليه السلام أول من خط بالقلم
قصص الأنبياء بطريقة مبسطة للأطفال بعنوان نبي الله نوح عليه السلام