إن تربية أطفالنا بالقصة وذكر الأمثلة الصالحة والاقتداء بها من أفضل الطرق والأساليب التي تدر علينا بالنفع والفوائد والنتائج الممتازة المرضية في جميع الحالات.
ولا توجد أمثلة صالحة أفضل من أنبياء الله ورسله، وبكل قصة من قصص الأنبياء الكثير من الفوائد والعظات والأخلاق التي يجب علينا نحن الكبار قبل أطفالنا الصغار التعلم منها ولأخذ بها وتعلمها والسير على نهجها طالما حيينا بالحياة لنضمن الدار الدنيا والآخرة قبلها.
قصــة يونس عليه السلام
بعث الله سبحانه وتعالى سيدنا يونس عليه السلام لقومه الذين كانوا يسكنون بمدينة “نينوي” ليدعوهم لعبادة الله وحده لا شريك له ولا يشركون به أحدا، ولكنهم كذبوه وتمردوا عليه وأبوا أن يستمعوا له على الإطلاق.
استمر سيدنا “يونس” عليه السلام في دعوة قومه والذين كان عددهم يفوق المائة ألف، وجعل همه الوحيد إخراجهم من ظلمات الكفر والشرك إلى نور التوحيد وعبادة الله خالقهم وحده دونا عن سواه، ولكنهم أصروا على استكبارهم وكفرهم وضلالهم.
صبر سيدنا “يونس” عليه السلام على استكبار قومه وتحمل آذاهم وعذابهم وكفرهم بالله سبحانه وتعالى، تحمل إصرارهم على الكفر ولبث فيهم ثلاث وثلاثين عاما يدعوهم للتوحيد والإيمان، وعلى الرغم من كل ما فعله مع قومه أثناء دعوته إلا أنه لم يؤمن معه إلا رجلين وحسب.
أصاب اليأس سيدنا “يونس” عليه السلام فخرج من بلدته دون أن يأذن الله سبحانه وتعالى له بالخروج.
يأس ورحيل:
ولما ذهب سيدنا “يونس” عليه السلام من قومه الذين كذبوا به، أقبل عليه السلام على قوم وجدهم يصعدون على سفينة فركب معهم، وعندما باتت السفينة في عرض البحر باتت الأمواج تضربها من كل مكان، أصبحت السفينة تهتز بشدة وتتمايل حتى أنها كادت تغرق.
هلع جميع الركاب للإلقاء بالمتعلقات التي على السفينة حتى ينجو بحياتهم، ولكن السفينة استمرت في الاهتزاز تنبأهم بغرقها وغرقهم معها، فقرروا أن يلقوا بالركاب واحدا تلو الآخر حتى تستقر السفينة وتخف الحمول التي عليها، فأجروا قرعة حتى تكون العملية حيادية لأبعد الحدود وألا يقع ظلم على أحدهم.
وقد وقعت القرعة والاختيار على سيدنا “يونس” عليه السلام، ولكن أهل السفينة قرروا إعادتها لما كانوا يعلمون من الصلاح والتقوى به، فأعادوا القرعة مرة وثانية وكان من نصيبه أيضا، فأعادوها من أنفسهم مرة ثالثة وكانت أيضا تحمل اسمه عليه السلام، فقام وألقى بنفسه في البحر وكله يقين بأن الله سبحانه وتعالى لن يضيعه.
يونس عليه السلام في بطن الحوت:
أمر الله سبحانه وتعالى الحوت بأن يلتقم سيدنا “يونس” عليه السلام، التقمه الحوت وأصبح في ثلاث ظلمات؛ ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل، وكان عليه السلام يسمع أصواتً غريبة عنه بجوف البحر، فأوحى الله إليه سبحانه وتعالى أنها أصوات تسبيح مخلوقاته بالبحر.
ظن سيدنا “يونس” عليه السلام أنه هالك لا محالة، مكث في بطن الحوت كما يبقى الجنين ببطن أمه، وذلك من رحمة الله سبحانه وتعالى به.
مكث عليه السلام ثلاثة أيام ببطن الحوت يسبح فيهم الله سبحانه وتعالى قائلا: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.
قال تعالى في كتابه العزيز: (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ، فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ، فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ، فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ، لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ، ۞ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ، وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ، وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ) صدق الله العظيم.
نجاة يونس عليه السلام من بطن الحوت:
وجاء الأمر الإلهي للحوت بأن يخرج سيدنا يونس عليه السلام من ببطنه لليابسة، وهناك أنبت الله سبحانه وتعالى عليه شجرة من يقطين تظله بظلها ويأكل من ثمرها.
أعاد الله سبحانه وتعالى لنبيه يونس عليه السلام صحته، وبعدها عاد سيدنا “يونس” لقومه فوجدهم قد آمنوا بالله جميعا إلها واحدا لا شريك له.
قال تعالى في كتابه العزيز: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ) صدق الله العظيم.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص الأنبياء للأطفال مكتوبة قصة سيدنا إدريس عليه السلام الجزء الأول
قصص الأنبياء للأطفال مكتوبة قصة سيدنا إدريس عليه السلام الجزء الثاني والأخير
3 قصص الأنبياء قصيرة سيدنا صالح وإدريس وإبراهيم عليهم السلام لأخذ الفائدة