قصة قوم سيدنا صالح إنها من القصص الشيقة التي حدثت في قوم ثمود, قال تعالى “وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ”.
من قصص الأنبياء للأطفال (ثمود):
قــــــوم سيدنا صالح
الشيطان وضلالة البشر:
الشيطان هو المسؤول الأول عن كل ما يضل البشرية وعن إغوائهم إلى طريق الضلال قال تعالى “إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ”, لكن الإنسان كثير النسيان وهو في حاجة مستمرة إلى من يذكره ألا يتبع طريق الشيطان ووسوسته, حيث قال تعالى في كتابه العزيز “لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ” , ولكن الإنسان ينسى كعادته, ولا يمكننا أن ننسى أنه هو من أخرج سيدنا آدم وزوجته من الجنة. وهو الذي وسوس لأولاد سيدنا آدم أن يقتل الأخ أخاه, وهو الذي أغوى الناس أن أعبدوا الأصنام حتى أغرق الله الأرض ومن عليها إلا سيدنا نوح ومن أتبعه في سفينته, وبعد ذلك استمر الناس في عبادة الله وحده حتى جاء قوم سيدنا عاد وأنساهم الشيطان كذلك وعبدوا الأصنام حتى أرسل الله الريح العقيمة فأبادتهم جميعا.
قوم ثمود:
قوم ثمود هم قوم سيدنا صالح, حيث كانت قبيلة كبيرة ومعروفة تسكن منطقة يقال لها الحجر بالقرب من مدينة تبوك, وكان نبي الله صالح ذو مكانة كبيرة بينهم يعرفونه جيدا, وكانوا متقدمين في الهندسة والزراعة, وكان متوفر لديهم ما يكفيهم من مأكل وشراب ومنازل وقصور كبيرة منحوتة داخل الصخور والجبال ببراعة وعلم شديد, وكانوا أقوياء أصحاء خاليين من الأمراض والأوبئة.
وسوسة الشيطان لهم:
لقد علمنا أنهم أصحاء أقوياء يحصلون على المأكل والمشرب بكل سهولة ويسر وبدل أن يحمدوا الله على ذلك عتوا في الأرض فسادا, ظنا منهم أن ما عندهم من قوة ووفرة في كل شيء ليس لله دخل فيه, وأنساهم الشيطان أن الله هو الرزاق الذي مدهم بالقوة والعلم لكي ينحتوا تلك القصور في الجبال, فنسوا الله وعبدوا الأصنام, ولكن الله يحب عباده أن يعبدوه هو الواحد الأحد الذي يطعمهم ويسقيهم وأنه بيده كل شيء, حيث قال تعالى “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ”.
إرسال صالح لهدايتهم:
فبعث الله لهم أخاهم سيدنا صالح فهم يعرفونه جيدا, فقال لهم صالح في قوله تعالى “يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ”, وأخذ يخبرهم بأن كل ما هم فيه من قوة وصحة هو من عند الله وهو قادر أن يفنيه في لحظة أو أقل, وحذرهم بأن الله أهلك قوم سيدنا نوح وقوم عاد الذين سبقوهم بالكفر وعبادة الأصنام, وأن كل ذلك بسبب اتباعهم للشيطان ووسوسته, وأخذ يدعوهم وينصحهم إلى طريق الله وحده وعبادته لكن كل ذلك حال دون جدوى.
ناقة صالح:
فطلبوا من نبي الله صالح طلبا تعجيزيا ظنا منهم أن الله لا يقدر على تلبية ذلك الطلب, فطلبوا ناقة عشراء تخرج لهم من صخرة صلبة يشربون لبنها وأن يكفيهم كلهم, وأخذ نبي الله منهم عهود أن يتركوا عبادة الأصنام إن أخرج لهم تلك الناقة, فحدثت المعجزة أمام أعينهم وخرجت الناقة, وحذرهم بأن لا يمسوها وأن تشرب هي من البئر في يوم وهم في اليوم الآخر حتى لا يتعرضوا لغضب من الله.
ذبحهم للناقة:
وعاد لهم الشيطان مرة أخرى فوسوس لهم أن ما فائدة تلك الناقة, ولماذا هي تتقاسم معهم ومع أطفالهم شرب الماء, ونفعت تلك الوساوس فاتفقوا على عقر تلك الناقة, فكان في مدينة ثمود تسعة رهط مجرمون يعيثون في الأرض فسادا فمدوهم بهدايا حتى يذبحوا تلك الناقة, فنقضوا عهدهم مع الله ونبيه فعقروها, فحذرهم نبي الله من العذاب الذي سيحل بهم, ولكن قابلوا هذا التحذير بكبرياء وعدم سمعهم لكلام نبي الله, حيث قال في ذلك سبحانه وتعالى في كتابه الكريم “فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِين”.
ثلاثة أيام وإتيان العذاب:
وبعد أن عقروها وتحذير نبي الله لهم وعدهم بثلاثة أيام قبل حلول العذاب قال تعالى “فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ”, وبعد أن اختبئوا التسعة المجرمون في الكهف أسقط الله عليه صخرة كبيرة بعد قتلهم لكل من آمن مع سيدنا صالح فسدت تلك الصخرة فتحة الكهف فماتوا جميعا, وخرج سيدنا صالح ومن معه خارج المدينة, وبعد انقضاء الثلاثة أيام أرسل الله لهم صيحة قوية أرعبتهم فظلوا في أماكنهم لا يستطيعون الحراك وبعد ذلك أرسل الله لهم زلزال شديد فهلكوا جميعا وتمزقوا وماتوا وأهلكت كل قصورهم.
اقرأ أيــــــضا:
قصص الانبياء حازم شومان قصة موسي وقارون
قصص الانبياء عن التعاون من قصص الانبياء في القران
قصص الانبياء عن التفاؤل من حياة يوسف ويعقوب وأيوب عليهم السلام