ليس بعد قصص القرآن الكريم قصص، كما وصفها سبحانه وتعالى في محكم التنزيل بصدر سورة يوسف: “نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ” صدق الله العظيم
إذا فمن يريد أحسن القصص فعليه بالقرآن والسنة، وعندما نسمع قصص الأنبياء علينا أن نتأسى ونقف عن العبرات والعظات التي أرجاها ربنا سبحانه وتعالى على صفوة خلقه، ألا وهم أنبياءه صلوات الله وتسليمه عليهم أجمعين.
قصــة خلق سيدنا آدم عليه السلام
شاء الله سبحانه وتعالى أن يخلق سيدنا آدم عليه السلام، وقد أراد الله هذا لحكمة لديه سبحانه وتعالى، وذلك بأن يميز الخبيث من الطيب من ذرية آدم، وأن يصطفي من عباده من يشاء بأن يكون منهم النبيون والصديقون والشهداء وغير ذلك.
عن أبي موسى عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: “إن اللهَ خلَقَ آدمَ مِن قبضةٍ قَبَضَها مِن جميعِ الأرضِ، فجاءَ بنو آدمَ على قَدْرِ الأرضِ: جاء منهم الأحمرُ، والأبيضُ، والأسودُ ، وبينَ ذلك، والسَّهْلُ، والحَزْنُ، والخبيثُ، والطيِّبُ”.
ويتبين من الحديث النبوي الشريف أن الله سبحانه وتعالى خلق فروق بين البشر لتتحقق سنة المدافعة، وأن الله قادر على خلق جميع البشر بنفس المستويات ودون فروق، ولكن حينها كانت لتفسد الأرض لاستغناء كل منا عن الآخر.
وقد جاء عن ابن مسعود عن النبي أنه قال: “فبعث الله عز وجل جبريل في الأرض ليأتيه بطين منها، فقالت الأرض: أعوذ بالله منك أن تنقص مني أو تشينني؛ فرجع ولم يأخذ. وقال: رب إنها عاذت بك فأعذتها؛ فبعث ميكائيل، فعاذت منه فأعاذها، فرجع، فقال كما قال جبريل؛ فبعث ملك الموت، فعاذت منه، فقال: وأنا أعوذ بالله أن أرجع ولم أنفذ أمره، فأخذ من وجه الأرض وخلطه، ولم يأخذ من مكان واحد، وأخذ من تربة بيضاء، وحمراء، وسوداء، فلذلك خرج بنو آدم مختلفين، فصعد به فبل التراب حتى عاد طينا لازبا (هو الطين الذي يلزق ببعضه ببعضِ)، ثم قال للملائكة: إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين”.
وقد خلق سيدنا “آدم” بيوم الجمعة، وفيها أدخل الجنة وفيها أخرج منها أيضا؛ ولما خلق الله سبحانه وتعالى “آدم” تركه ما شاء (أربعين سنة)، خلقه من تراب، ثم جعله طينا، ثم تركه سبحانه وتعالى حتى أصبح حمأ مسنون فخلقه وصوره، ثم تركه سبحانه وتعالى حتى إذا كان كالصلصال الفخار كان إبليس يطوف به، ويقول في نفسه: لقد خلقت لأمر عظيم، فدخل من فمه وخرج من دبره، وعندما خرج قال للملائكة: لا تهابوه فهو مجوف من الداخل، ولا يتمالك، وقال أهل العلم أنه قصد بلا يتمالك أي أنه لا يتمالك دفع الوساوس عنه.
خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم على صورته، طوله ستون ذراعا في السماء، يقال أيضا أنه عندما أسري بسيدنا محمد صل الله عليه وسلم وعرج به للسماء، رأى سيدنا يوسف عليه السلام وقال عنه أنه أعطي شطر الحسن، والشطر يعني نصف الحسن، وقد قصد به حسن سيدنا آدم؛ حيث أن سيدنا آدم عليه السلام قد خلق بيدي الله سبحانه وتعالى ونفخ فيه من روحه، فكان عليه السلام في أحسن صورة على الإطلاق.
وعندما خلقه الله سبحانه وتعالى قال له: “اذهب وسلم على هؤلاء النفر”، وقد كانوا ملائكة، فقال لهم سيدنا آدم: “السلام عليكم”، فردوا عليه التحية: “وعليك السلام ورحمة الله”، فعاد لخالقه سبحانه وتعالى فقال له: “هذه تحيتك وتحية ذريتك”.
قالت الملائكة: “أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك”، وقد قالوا ذلك الكلام من أجل الاستعلام والاستفهام عن حكمة الله سبحانه وتعالى؛ فأجابهم الله سبحانه وتعالى: “إني أعلم ما لا تعلمون”.
فعلمه الله سبحانه وتعلى الأسماء كلها، ثم عرضها على الملائكة قائلا لهم: “أخبروني أسماء هؤلاء”، فقالوا: “سبحانك اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا”؛ فقال لسيدنا آدم: “يا آدم أنبئهم بأسمائهم”، فلما أنبأهم سيدنا آدم بالأسماء، قالوا: “سبحانك إنك أنت العليم الحكيم”.
فأمرهم الله سبحانه وتعالى بالسجود لآدم تكريما له وإجلالا وليس سجودا للعبودية.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص الأنبياء هابيل وقابيل وأول جريمة قتل في تاريخ البشرية
قصص الأنبياء حبيب الله محمد سيد ولد ابن آدم صل الله عليه وسلم الجزء الأول
قصص الأنبياء حبيب الله محمد سيد ولد ابن آدم صل الله عليه وسلم الجزء الثاني
جميل
انا بشكرا ليكم على هاذا القصص الوقعية بس لاتنسو اروين ميسلا البخاري و مسلم و ابو حنيف والشفاعي و ابن حنبال و غيرها