قصص الانبياء راغب السرجانى سيدنا ابراهيم وسيدنا اسماعيل عليهما السلام
نقدم لكم هذه المقالة من موقع قصص واقعية تحت عنوان قصص الانبياء راغب السرجانى سيدنا ابراهيم وسيدنا اسماعيل عليهما السلام ، وفيها نعرض لكم قصة واحد من أولى العزم من الرسل أبو الأنبياء خليل الله سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه اسماعيل عليه السلام نرجو ان تنال اعجابكم.
قصص الانبياء راغب السرجانى:
بعث إبراهيم عليه السلام لقومه في بلاد فلسطين، وكان من أولى العزم الخمس من الأنبياء وكانت زوجته هى السيدة سارة، إلا أن السيدة سارة كانت عقيم فلم تنجب إلا في سن كبير، وكانت لها جارية تسمى هاجر وقد زوجتها إبراهيم حتى يأتي بالولد.
اسماعيل عليه السلام وهاجر والاستقرار في مكة.
تزوج إبراهيم عليه السلام بهاجر وأنجب إسماعيل عليه السلام، وكانت سعادته به كبيرة، وتحولت سارة من جارية لزوجة نبي وأم ولده وامتداد نسله، وهنا دبت الغيرة في نفس سارة، فطلبت من زوجها إبعاد هاجر وولدها، واستجاب إبراهيم لذلك ولكن ليس لمجرد تنفيذ رغبة لزوجة غيور ولكن تنفيذا لأمر الله، فانتقال إبراهيم بولده اسماعيل وزوجته هاجر بوحي إلهي وبخاصة في تحديد المكان الذي تركهم به.
توجه إبراهيم عليه السلام بهاجر وإسماعيل إلى ما يعرف الآن بمكة، وقد كان مكان قاحل لا زرع فيه ولا ماء، فسألت هاجر إبراهيم كيف الحياة بهذا المكان ولم تجد اجابة فأعادت سؤالها مرة واثنان وثلاث ولم تجد إلا الصمت، وهنا سألت أهو أمر من الله فأشار بنعم، فامتثلت للأمر وقالت لن يضيعنا الله.
ترك إبراهيم هاجر وفلذة كبده الذي حصل عليها بعد انتظار طويل ممتثلًا للأمر ودعا الله “رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ”.
بدأت رحلة هاجر للبحث عن سر الحياة وهى الماء، وظلت تسعى بين الصفا والمرة بحثًا عنه، وهى تجري خلف السراب واستمر ذلك سبعة أشواط، وكان إسماعيل موجود في منطقة بئر زمزم الآن، فبعد أن اتمت هاجر السبعة أشواط سمعت صوت الماء.
انطلقت هاجر نحو الصوت فكان أسفل قدم طفلها يتفجر الماء، فبدأت تحاول لملمة هذا الماء وبدأت تحوطه وتقول زمي زمي وجاءت التسمية بزمزم من هنا.
مرت قبيلة جرهم وعرفت بوجود الماء في المكان، وطلبت من هاجر السماح لهم بالاستقرار بالقرب من البئر، فقبلت بشرط أن يكون الماء لها، وتربى إسماعيل بين تلك القبيلة العربية وتعلم لغتهم وتزوج منهم، وأصبح ينتمي نسل إسماعيل إلى العرب وهو ما يعرف بالعرب المستعربة.
فالعرب ينقسمون إلى ثلاثة أقسام، العرب البائدة تلك القبائل التي اندثرت مثل عاد وثمود وجرهم، والعرب العاربة وهم أبناء قحطان وأصلهم بلاد اليمن، والعرب المستعربة وهم إسماعيل ومن جاء من نسبه وهم من لغتهم العربية ولكن أصله ليس عربي.
يعد هذا الجزء من قصة إسماعيل وإبراهيم وهاجر واحدًا من المواقف والدروس التي يجب أن نعيها بشكل جيد عن اليقين بالله والامتثال أو التسليم الكامل لله.
نجد إبراهيم يمتثل لأمر الله بترك ولده وزوجه في وادي غير زي زرع ويرحل، وهاجر تمتثل للأمر وتمتلك اليقين بأن الله لن يضعهم.
وربما كان ذلك أحد الاسباب الهامة التي خلدت قصة هجرة واستقرار هاجر وإسماعيل بهذا الوادي.
استمر تسليم إبراهيم وهاجر ومن بعدهم إسماعيل على مدار أعوام ولم يعرفوا السبب أو الحكمة مما حدث.
عرفت الحكمة من كل ذلك بعد سنوات من معيشتهم بهذا الوادي، حيث جاء الأمر برفع قواعد البيت الحرام وظهور الكعبة.