قصص القران دلاليا وجماليا من سورة النمل “حكايات سيدنا سليمان عليه السلام”
قصص القران دلاليا وجماليا
إن كتاب قصص القرآن دلاليا وجماليا للمؤلف الدكتور “محمود البستاني” رحمه الله الذي أمد المكتبة الإسلامية بالكثير من الكتب في مجال الدراسات الإسلامية الأدبية والنفسية، ويتم بكتاب قصص القرآن الكريم دلاليا وجماليا دراسة القصص القرآني من الناحيتين الناحية الفنية والناحية الفكرية.
من كتاب قصص القرآن الكريم دلاليا وجماليا ومن سورة النمل “حكايات سيدنا سليمان عليه السلام”:
إن حكايات سيدنا سليمان عليه السلام بسورة النمل حافلة ومليئة بالإثارة الفنية المعجزة، أولا فكما ذكر بالسورة أصناف متعددة من المخلوقات كالجنس البشري والطير والحيوانات والجن لذلك فإنها تتضمن العديد من الأجناس من خلق الله العظيم؛ وأما من الناحية الفكرية فالقصص مليئة بقدرة الله سبحانه وتعالى على العطاء إذ سخر لعبده سليمان ما بين السماء والأرض من بشر وجن وملكه منطق الطير؛ وأخيرا من ناحية الشكل الفني للقصص فقد أعدها المؤلف أقصوصة واحدة تحوي قصتين متداخلتين بل ويمكن اعتبارها قصتين منفصلتين عن بعضهما البعض، فالأولى قصة سليمان مع النمل والثانية قصته مع الهدهد.
البناء الفني لحكايات سليمان عليه السلام بسورة النمل:
يوجد رابط في البناء الفني لأقصوصة حكايات سليمان بسورة النمل، فالقصة الأولى “حكاية سليمان مع النمل” قد ذكر بالقرآن الكريم: ” وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ، حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ، فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ”.
والقصة الثانية “حكاية سليمان مع الهدهد” فقد ذكر بخصوصها بالقرآن الكريم: ” وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ، لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ، فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ”؛ فالترابط الفني بأقصوصة حكايتي سليمان عليه السلام يظهر بالنقاط الآتية:
- درجت القصتين أابطال ثانوية وغير آدمية “النمل والهدهد”.
- البطل الرئيسي الذي تتمحور القصة عليه هو سيدنا سليمان عليه السلام.
- اللغة المتفق عليها بالقصتين بالأقصوصة هي منطق الطير الذي تفاهم به نبي الله سليمان مع النمل والهدهد.
- الحكايتان تحثان على ضرورة شكر الله على أنعمه الفياضة بقول سيدنا سليمان عليه السلام: ” وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ” (بحكاية سليمان مع النمل).
وأما عن قول سيدنا سليمان: ” قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ” (عقب حادثة عرش بلقيس).