جميعنا يتعلم من قصص جحا ونوادره قيمة مع ابتسامة صادقة.
قصص جحا ونوادره وسيلة شيقة للمتعة والفكاهة، ومادة مرنة لتلقي المعلومات والنصح بأسلوب يدعو ويحث الإنسان منا على الضحك.
القصـــــة الأولى (جحا وكلام الناس):
في يوم من الأيام نظر جحا للسماء فابتسم وقال لابنه في فرح وسرور: “إن الجو اليوم جميل يا بني، لذا فإني سأذهب لسوق البلدة المجاورة”.
قال ابنه فرحا: “لك ما تريد يا أبتي، وأما بالنسبة لي فسأعد لك الحمار، وسأذهب معك للسوق بكل تأكيد”.
فقال له جحا: “لا أمانع أن تذهب معي للسوق بكل تأكيد يا بني”.
وما إن أنهى الابن من إعداد الحمار وتهيئته، نادى على والده قائلا: “لقد انتهيت من إعداد الحمار يا أبي، فهيا نذهب للسوق”.
وما إن جاء جحا حتى قال له: “هيا يا بني، اركب أنت الحمار وسأسير أنا على قدماي من خلفك”.
فقال له الابن: “لا يا أبتي، بل اركب أنت الحمار وسأسير أنا من خلفك”.
فقال له جحا: “أتفهمك يا بني، ولكني كما ترى بدين بعض الشيء والسير على قدماي سيفيد جسدي كثيرا”.
ركب الابن الحمار عندما أصر عليه والده حجا، أما جحا فسار خلفهما.
وبينما كانا في طريقهما رآهما بعض الناس، فقال أحدهما للباقيين: “انظر لهذا الابن العاق، يركب الحمار ويترك والده الذي رباه يسير على قدميه متعبا”.
فنزل الابن عن الحمار، وجعل والده يركب بدلا منه، وأكملا طريقهما ولكنهما مرا على جماعة من الناس، فقال أحدهم: “يا لقسوة قلب هذا الرجل، أيركب الحمار مستريحا ويترك هذا الولد المسكين الضعيف يسير على قدميه؟!”
نزل جحا من على الحمار وسأل في حيرة: “ماذا نفعل يا بني حتى نستريح من ألسنة الناس؟!”
فقال له الابن: “نركب أنا وأنت يا أبي”!
ومرا على قوم فقال أحدهم: “يا لقسوة قلب جحا، فله جسم بدين ومعه ابنه ويركبان على الحمار الهزيل الضعيف، بئس الفعل فعلة جحا”.
فنزل جحا وجلس على الأرض مع ابنه قائلا: “لقد بت في حيرة من أمري، ولا أدري ماذا أفعل لنرضي الناس ونسلم من كلامهم”.
فسارا هو وابنه على أٌدامهم وتركا الحمار يسير خاليا، ومرا من جديد على أناس تعجبوا من فعلتهم، فقالوا: “إنهما قد فقدا عقلهما وصوابهما، كيف يسيران على أقدامهما في هذا الحر الشديد والحمار يسير خاليا؟!”
جن جنون جحا فحمل الحمار على كتفيه، وقال: “سأصبر لأعلم ما الذي سيقوله الناس عنا في هذه الحالة أيضا”.
فقابل بعض الناس، وقال أحدهم: “يا لسلامة عقل جحا التي ذهبت عنه، يحمل حماره على كتفيه بدلا من أن يحمله الحمار هو وابنه!”
فقال جحا لابنه: “مهما فعلت لتنال رضا الناس فإنك لن تفلح، فالناس لا يعجبهم أي شيء على الإطلاق”!
القصـــــة الثانيـــــــــــة (جحا والببغاء):
كانت عادة جحا الدائمة قضاء معظم أوقاته بالأسواق، وبيوم من الأيام رأى جحا أحد التجار يحمل طائرا صغيرا بحجم قبضة اليد وأخذ يصيح في الناس من حوله ليزيدوا ويعالوا في سعر الببغاء.
وبالفعل أخذ الناس يزايدون في سعره حتى وصل السعر لثلاثين ديناراً، تعجب جح من أمر هؤلاء الناس الذي يشترون طائر صغير بهذا المبلغ الكبير.
عاد جحا لمنزله وسط تفكير عميق وصمت، تعجبت زوجته من حاله، وسألته: “ماذا بك يا زوجي، وما الذي أصابك؟!”
فقال لها جحا: “لقد كنت اليوم بالسوق ورأيت عجب العجاب، لقد دفع أحدهم ثلاثين ديناراً في طائر صغير بحجم قبضة اليد”.
وأخذ يفكر جحا حتى توصل لشيء، فصاح في زوجته قائلا: “آتني بالديك الذي لديكِ”.
وعندما جاءت به زوجته أخبرها قائلا بعدما أمسكه بين يديه: “آن الأوان لبيعه والحصول على الكثير من الأموال”.
وباليوم التالي ذهب جحا للسوق ومعه ديكه السمين، وما إن وصل حتى صعد لمكان مرتفع ممسكا الديك بين يديه، وأخذ ينادي في الناس قائلا بصوت مرتفع: “من يشتري هذا الديك؟!”
وبالفعل اجتمع الناس من حوله، وبدأوا بدينار واحد ومن بعدها أخذوا يزايدون السعر حتى أوصلوه لخمسة عشر دينارٍ.
لم يزايد أحد منهم عن هذا السعر، وعندما لاحظوا غضب جحا وعدم رضاه أخبره أحدهم أن الديك لا يساوي أكثر من هذا الثمن.
فقال لهم متعجبا من حالهم: “كيف تعطوني هذا السعر في هذا الديك كبير الحجم، وأنتم بالأمس قد اشتريتم طائر صغير بحجم قبضة اليد بضعف الثمن؟!”
فقالوا له ضاحكين: “يا جحا إن الببغاء يتكلم بخلاف الديك”.
فقال لهم جحا: “إن ديكي يقول كوكو”!!
القصـــة الثالثـــة (جحا وأكلة السمك):
بيوم من الأيام بينما كان جحا عائدا من عمله استوقفه بالطريق منظر السمك الرائع، والذي فتح شهيته على تناول السمك اللذيذ الشهي.
اشترى من البائع سمكا طازجا، وما إن أمسك به بين يديه لم يفكر إلا في اللحظة التي سيتناوله بها.
وأول ما عاد للمنزل قال لزوجته في سعادة بالغة: “خمني يا زوجتي العزيزة ماذا أحضرت لكِ”.
فقالت الزوجة: “وما أدراني يا زوجي، ربما يكون نوعا من أنواع الفاكهة”.
فقال لها جحا: “اقتربي إذاً وحاولي معرفته”.
اقتربت منه واشتمت ما بداخل الكيس، وقالت صارخة بفرح شديد: “إنه سمك”!
فقال جحا: “صدقتي، إذاً أعديه لنا لنأكله هنيئا مريئا، ولكن في البداية جهزي لي ماءً ساخنا لأبدل ثيابي”.
وبالفعل جهزت زوجة جحا حماما ساخنا لزوجها، وقامت بتنظيف السمك لإعداده، وأثناء تنظيفه اشتهت أكله بمفردها وفكرت في حيلة على الفور.
وبعدما انتهى جحا من الاستحمام طلب منها الطعام، ولكنها تحايلت عليه بأن الطعام لم يعد بعد، وأنها في حاجة لبعض الوقت…
زوجة جحا: “أراك يا جحا تعباً، خذ قيلولة ريثما أنتهي من إعداد السمك الشهي”.
قال لها جحا: “إنكِ على حق يا زوجتي”.
نام جحا، وأعدت زوجته السمك على الفور وتناولته كاملا، وأخذت بعضا من السمك ولطخت به لحية زوجها ويديه، وجعلت بعض الفتات حوله.
وعندما استيقظ مناديا بالطعام، سألته باصطناع: “ستأكل مرة ثانية يا جحا؟!”
جحا: “أأكلت مرة أولى من الأساس؟!”
فقالت له: “انظر لنفسك يا جحا، فبقايا السمك لا تزال على فمك وثيابك وحتى فراشك، سامحك الله”.
وانطوت حيلتها عليه!
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص جحا المضحكة كاملة لن تندم على قراءتها!
4 قصص مضحكة عن جحا قصيرة ورائعة للغاية
قصص مضحكة للأطفال جحا ونوادره الطريفة