قصص حب العرب قصة حب عروة وعفراء البداية الرومانسية والنهاية الاليمة
هناك الكثير من قصص الحب الشهيرة على مر التاريخ ، هذه القصص هي قصص لا يمكن ابدا تجاهلها خاصة وان نهايتها ليست النهاية التي يتمناها الجميع ، فعلى سبيل المثال قصة عنترة وعبلة كانت نهايتها حزينة جدا ، ايضا قصة قيس و ليلى او كما تُعرف كذلك باسم ( مجنون ليلى ) ، فجميع هذه القصص كانت لها بداية جميلة جدا مليئة بالحب ولكن نهايتها تحولت الى واحدة من ابشع النهايات الرومانسية ، واليوم ومن خلال موقع قصص واقعية يسعدنا ان نقدم لكم قصص حب العرب قديما وهي قصة عروة وعفراء ، و كيف كانت نهاية الحب بين الطرفين ، فنتمنى ان تستمتعوا بقراءة هذه القصة و نتمنى ان تنال اعجابكم.
قصة حب عروة وعفراء
تدور احداث هذه القصة حول شاب يسمى عروة ، اسمه بالكامل هو عروة بن حزام بن مهاصر بن مالك ، كان عروة محبا جدا لابنة عمه والتي كانت تسمى عفراء بنت عقال بن مهاصر بن مالك الضبي ، عروة لا يختلف كثيرا عن عنترة او قيس او جميل ، فجميع هؤلاء شعراء عرب وقعوا في الحب ولكن كان للقدر رأي آخر ، فقصة الحب التي بدأت منذ الصغر لم تنتهي النهاية التي يتوقعها الحبيبين ، بدأت احداث القصة عندما مات حزام بن مهاصر وترك ابنه عروة طفلا صغيرا ، اعتاد عروة على رعاية الاغنام وكان يعمل لدى والد حبيبته عفراء ( عقال ) وهو عمه ، تربى الصغيران عروة و عفراء معا واعتادا اللعب سويا ، احب عروة عفراء كثيرا وهي ايضا احبته وتعاهدا ان تكتمل هذه المشاعر بالزواج.
اقرأ ايضا : قصص حب عفيف من التراث العربي
كبر عروة وقرر ان يتزوج من محبوبته عفراء ، اتجه عروة الى عمته واسمها هند بن مهاصر ، طلب منها ان توفق ما بينه وما بين عفراء ، اتجهت هند الى اخيها عقال ( والد عفراء ) وطلبت منه ان يوافق على تزويج ابنته عفراء لعروة ، اخبر عقال شقيقته هند ان عروة رجل جيد ولكنه لا يملك الكثير من المال ، كما انه اخبر هند انه ليس في عجلة من امره في ما يتعلق بزواج عفراء ، على الرغم من ذلك لم يحزن عروة كثيرا لانه على الاقل لم يتم رفضه كما ان امامه فرصة من اجل جمع الاموال و التقدم مرة اخرى للزواج من حبيبته عفراء ، على الجانب الآخر كانت والدة عفراء غير موافقة ابدا على زواج ابنتها من عروة لنقص المال.
كانت والدة عفراء تنشد رجلا ثريا لابنتها ، طلبت والدة عفراء من عروة مهرا غاليا ولان عروة لم يكن بذلك الرجل الثري فلم يتمكن من توفير هذا المبلغ ، بدأت الاشاعات تكثر عن نية احد الرجال الاثرياء الزواج من عفراء ، عندما علم عروة بالامر حزن حزنا شديدا وذهب الى عمه ، طلب عروة من عمه الا يوافق على تزويج ابنته لاحد آخر ، حينها قال والد عفراء : يا بني أنت معدم وحالنا من حالك ولكن أمها أبت أن تزوجها إلا بمهر غالٍ ، لذا اخرج للرزق واجمع المال وتعالى أزوجك إياها ، بعدها اتجه عروة الى والدة عفراء حتى يطلب ودها ويجعلها تسهل امر زواجه ، على الرغم من ذلك فقد كان شرط والدة عفراء واضحا جدا وهو المهر الغالي.
و يمكنكم ايضا قراءة : قصة عنترة بن شداد
قرر عروة السفر الى ابن عم له يعيش في اليمن حيث كان ابن عم عروة رجلا غنيا ، في الليلة التي تسبق سفر عروة الى اليمن اتجه الى الحي الذي تسكن به حبيبته عفراء ، سهر عروة طوال الليل هناك حتى يودع محبوبته ، اتجه عروة ومعه فتيان من بني هلال الى اليمن ، عندما وصل عروة الى ابن عمه في اليمن اخبره بقصته ، قرر ابن عمه مساعدته من اجل اتمام الزواج فاهداه 100 من الابل من اجل ان تكون هذه الابل مهر للزواج من المحبوبة عفراء ، كان عروة ينشد الاشعار عن حبيبته عفراء وهو في طريقه رفقة شبان بني هلال ، حيث كان عروة يقول :
خليلي مِن عليا هلال بن عامرٍ
بصنعاء عوجاء اليوم وانتظراني
ولا تزهدا في الذخر عندي وأجْمِلا
فإنكما بي اليوم مُبتليانِ
ألِمّا على عفراء إنكما غداً
بوشك النوى والبين معترفانِ
في هذه الاثناء وبينما كان عروة في رحلته الى اليمن من اجل الحصول على مهر عفراء اتى الى مدينة عفراء رجل ثري جدا من اثرياء الشام ، عندما رأى هذا الرجل عفراء سحر من شدة جمالها ، تقدم هذا الرجل لكي يتزوج من عفراء فقام والد عفراء برفضه ، ولكن والدة عفراء تدخلت وطلبت من هذا الرجل ان يتقدم لخطبتها مرة اخرى ، في المرة الثانية وافق والد عفراء لتتزوج عفراء من هذا الرجل ، حزنت عفراء كثيرا حتى انها قالت في هذه المناسبة :
يا عُرْوَ إنّ الحيَّ قد نقضوا
عهدَ الإله وحاولوا الغدر
لتتجه بعدها عفراء رفقة زوجها الى البلقاء في الشام و الحزن يملأ قلبها ، بعد رحيل عفراء و قبل قدوم عروة قررت والدة عفراء ان تكذب في شأن زواج ابنتها.
اقرأ كذلك من خلال موقعنا : قصة ليلى وقيس
طلبت الام الماكرة من زوجها ( والد عفراء ) ان يجدد احد القبور القديمة وكأن ابنتها قد ماتت حتى ينساها عروة ، وطلبت من السكان في المدينة عدم الفصح عن زواج عفراء في الشام ، عاد عروة وعندما سمع خبر وفاة عفراء جن جنونه وظل بجوار القبر يبكي حتى اتته جارية اخبرته بالحقيقة ، ذهب عروة الى زوج عفراء لكي يراها فقط وعندما رأى عروة عفراء وهي في منزل زوجها حزن حزنا شديدا ورحل حتى مات ودفن في وادي القرى بالقرب من المدينة المنورة ، عندما علمت عفراء بخبر موت حبيبها عروة تأثرت وظلت ترثاه حتى ماتت هي الاخرى بعده بفترة قصيرة.