حتى اليوم أتذكر اللمعة في عينيها أول ما تراني من بعيد، لقد كانت بعيونها لغة لا يفهمها إلا عاشق أسير بحبها، لغة لا تعرف عن حروف الأبجدية شيء إنها لغة العيون المغرمة.
حبيبتي أجمل ما علمتني إياه، أن ليس للحب عمر أو زمن، فهو وفاء وإخلاص مني واكتفاء منكِ.
من قصص حب جزائرية حقيقة:
ليتكِ تعلمين كم أحبكِ! الجزء الثالث والأخير
وتعود الأيام بنفس الكرة علي حيث أن والدي أجبرني على الزواج من ابنة عمي التي لطالما أحبتني وانتظرت الوقت الذي أنتهي فيه من دراستي الجامعية حتى نبني عش الزوجية معا؛ دائما ما كنت حريصا على تقصي أخبارها دوما ومواكبة الجديد منها، وبمجرد زواجي من ابنة عمي سمعت أنها على خلاف مع زوجها وأنها تريد الانفصال عنه، وتتابعت أخبارها بأنها انفصلت نهائيا عنه على الرغم من عدم رغبة والديها بذلك إلا أنها اتخذت قرارها ونفذته.
علمت بعدها أنها منذ أن تزوجت به وأنها تعاني من سوء معاملته لها وشدة معاملة أهله أيضا؛ ندمت كثيرا أنني صدقت الكلمات التي قيلت عنها وعن زيجتها، وأنني تسرعت في الزواج من ابنة عمي، لو كنت تمهلت قليلا لكنت تزوجت منها وتحديت العالم بأسره من أجلها.
دائما ما خططت للزواج بها ولكن دائما ما جاءت الظروف ضدي، لقد حملت زوجتي على الفور ووضعت صبيا ما أجمله، كما كانت تخشى الله وترعاني وترعى أهلي، لم أستطع كسر قلبها بهذه الطريقة وخاصة أن كل الأهل لن يوافقوا على الرأي، دائما ما أشعر أن شيئا ما يتعبني كثيرا بجسدي ولكنني لا أتمكن من تحديد مكانه!
مرت الأيام وما زلت على هذه الحالة دائما متردد، لا أتمكن من عيش الحياة دونها، دائما ما شعرت أن أهم يشيء ينقصني ولا أستطيع الحصول عليه على الرغم من إمكاني فعل ذلك وبكل سهولة، ولكني دائما ما خشيت لومة اللائمين ونسيت نفسي كليا.
دفعت الثمن غاليا، لقد خسرتها للمرة الثانية، تزوجت من أحد الرجال، وبهذه المرة حملت بصغيرها الأول، وتوالت الأيام وتداولت وما زلت أتابع أخبارها بكل تلهف، وعندما تصادف وأقابلها يشهد لي الجميع بمدى الحب الذي أخبأه بقلبي لها، تفضح عيناي كل ما يدور بقلبي بمجرد لقائها ولو حتى كانت نظرة عابرة.
لقد ضاقت بي الحياة ذرعا، فلم أعد أتحمل البعد عنها، وخاصة أنني على يقين تام بأنها تحبني كما أحبها، ولا يوجد أمامنا إلا خيار واحد عيش الحياة كما قسمها الله سبحانه وتعالى لنا، ولكن عن نفسي كل أمل في خالقي أنه بيوم ما سيكتبها زوجة لي، لا أتذكر من يوم أحببتها أنني سجدت لله سبحانه وتعالى إلا ودعوت بها ن تكون لي زوجة وزخرا.
أعلم أن الحياة تسلبنا أعز ما نملك ولكن ينبغي علينا أن نكون على ثقة تامة بأن الله لن يخذلنا أبدا، فالعظيم لكل عظيم ولا يصعب عليه شيئا سبحانه وتعالى؛ لم يمر عام إلا وسمعت أنها لم تستطع إكمال زواجها الثاني، وعادت لمنزل والديها من جديد ولكن بهذه المرة لم تعد واحدة كما خرجت منه ولكن برفقتها ابنها الصغير، سالت الدموع من عيني والدتها التي ترى ابنتها تتدمر حياتها أمام ناظرها بسبب اختيارات خاطئة ولا تستطيع أن تفعل لها أي شيء.
اتخذت الفتاة قرارها أنها لن تتزوج من شخص آخر مهما كانت كينونته، وأنها ستكرث ما تبقى من حياتها لصغيرها، وبالفعل مرت الأيام وجاءتني الفرصة لأتقدم للزواج بها ولكنها امتنعت، ويا لحسرة قلبي التي أحسست بها رفضت الزواج بي وهي تعلم كم أحبها، لقد زهدت في كل الحياة من كثرة ما رأت من أوجاع بها، لقد تأخرت كثيرا في اتخاذ قرار حياتي المصيري لندفع الثمن باهظا، سعادتنا بلقائنا واجتماعنا معنا في نظير سعادة غيرنا.
إن معادلة الحياة صعبة للغاية ولا يوفق بها إلا من وفقه الله سبحانه وتعالى، وكثير منا من يصيبه الندم على خطأ ولو كان يسيرا للغاية، فتنحسر كل حياته في ندمه العميق الذي يحجم قلبه وأحيانا كثيرة عقله، الحكيم من يتخذ قراراته في أوقاتها الصحيحة ولا يؤجل فالعمر لا يعاش إلا مرة واحدة ونحاسب عليه مرة واحدة!
اقرأ أيضا:
قصص حب جزائرية حقيقية بعنوان ليتكِ تعلمين كم أحبكِ! الجزء الأول
قصص حب جزائرية حقيقية بعنوان ليتكِ تعلمين كم أحبكِ! الجزء الثاني
قصص حب ذات عبرة بعنوان فرقنا القدر ولكن سيجمعنا الله بيوم الحشر