نقدم لكم هذه المقالة من موقع قصص واقعية تحت عنوان قصص حب زمن الصحابة حب صادق ووفاء نادر، وفيها نحكي لكم قصة من أجمل وأًدق قصص الحب التي حدثت في عهد النبوة والصحابة الكرام، قصة حب طاهر ليست كقصص اليوم التي شوهت كل معني جميل للحب بالتجاوزات التي يمارسها الشباب والفتيات، قصة حب زوجين وتضحية كل منهما في سبيل سعادة الآخر، قصة حب السيدة زينب بنت رسول الله صل الله عليه وسلم وزوجها وابن خالتها العاص بن الربيع رضي الله عنه، نرجو أن تنال إعجابكم.
زينب والعاص بن الربيع
الإسلام دين يمثل الحب فيه جانب كبير ومهم ليس كما يشيع البعض بأنه لا يهتم بالحب، ويحوي التاريخ الاسلامي عدد كبير من قصص الحب التي وقعت في زمن النبي والصحابة، ومن اشهر تلك الحكايات حكاية زينب بنت النبي صل الله عليه وسلم والعاص بن الربيع ابن خالتها وزوجها.
بدأت قصة زينب والعاص بن الربيع قبل الإسلام حيث تقدمت هالة اخت السيدة خديجة رضي الله عنها وطلبت السيدة زينب رضي الله عنها لابنها العاص بن الربيع للزواج، فقبل النبي صل الله عليه وسلم والسيدة خديجة رضي الله عنها بالعاص فهو من خيرة الشباب في قومه، وتزوجت زينب والربيع قبل بعثة النبي صل الله عليه وسلم وفي ليلة العرس اهدت السيدة خديجة رضي الله عنها ابنتها قلادة جميلة لكي ترتديها.
نزل الوحي على النبي صل الله عليه وسلم وبدأت البعثة فكانت السيدة زينب ابنته من اوائل من تبعوا النبي صلوات الله وسلامه عليه ولكن العاص لم يتبع الدعوة ولم يدخل في الاسلام وظل على كفره وشركه بالله، ولكن ظلت السيدة زينب رضي الله عنها مع زوجها، فلم يكن نزل تحريم الزواج بغير المسلمين إلى أن جاءت الهجرة وخرج النبي والمسلمين من مكة إلى المدينة ولكن العاص تمسك بزوجته ولم يتركها لترحل مع ابيها وبقيت معه في مكة.
اقرأ أيضا : قصص مضحكة في الاسلام قصص طريفة للغاية
ظلت السيدة زينب رضي الله عنها في مكة مع زوجها حتى كانت غزوة بدر التي شارك فيها العاص بن الربيع حيث غلب المشركين وتم أسر العاص، وهنا قامت السيدة زينب رضي الله عنها بإرسال القلادة التي اهدتها إيها السيدة خديجة رضي الله عنها حتى تفتدي زوجها، وعندما رأى النبي صل الله عليه وسلم القلادة عرفها فاستأذن الصحابة في فك اسر العاص ورد القلادة فقبلوا على الفور.
قبل أن يغادر العاص المدينة عائدًا إلى مكة حدثه النبي صل الله عليه وسلم وطلب منه أن يترك زينب حتى تنضم إليه في المدينة فقبل العاص، ثم عاد إلى مكة واخبر زينب بأنه آن الأوان لتذهب إلى ابيها في المدينة وكم أحزنها هذا القرار الذي دفعها إلى فراق زوجها فكانت العبرات تخنقها، أما العاص فلم يجد في نفسه القدر على أن يقوم بإيصالها إلى رسول النبي صل الله عليه وسلم خارج مكة من كثرة حزنه وألمه لفراقها.
طلب العاص من اخيه كنانة أن يقوم بمهمة إيصال السيدة زينب إلى رسول النبي خارج مكة فهو لن يستطيع فعل ذلك بأحب النساء إلى قلبه، فقبل كنانة وأخذ السيدة زينب رضي الله عنها لإيصالها، ولكن اثناء الطريق هاجمهم بعض المشركين وافزعوا السيدةزينب رضي الله عنها حينما قاموا بتهديدها بالرمح وقيل بأنها من كثرة الفزع بسبب تلك الحادثة اسقطت حملها وهى معلومة غير مؤكدة.
افترق العاص وزينب حوالي ستة سنوات إلى أن كان أحد الأيام التي كان فيها العاص خارجًا بقافلة تجارة تعرضت لها سرية من المسلمين فغنموا الاموال والتي لم تكن اموال العاص، فذهب إلى زينب واستجار بها حتى يستعيد المال فأجارته حيث خرجت إلى المسجد تعلن أنها اجارت العاص، وعندما سمعها النبي قال لقد اجرت من اجارته زينبا، ثم ذهب النبي صل الله عليه وسلم إليها في المنزل يذكرها بأن العاص لم يعد حل لها، وأرسل إلى السرية يستأذنهم في رد الاموال فقبلوا.
تحدث احد افراد السرية إلى العاص يسأله لما لا تدخل الاسلام ونرد لك المال، فرفض واخذ الاموال ورحل وأعاد لكل صاحب مال ماله وسأل هل مازال لأحد لذي مال قالوا لا، ثم اعلن دخوله إلى الاسلام، وغادر مكة إلى المدينة وعاد إلى المدينة وإلى زوجته وحبيبة قلبه والتي ماتت بعد عودته لها بسنة، مما احزن العاص بشدة فكان النبي دائمًا ما يواسيه في فقد زينب والعاص يخبره بأنه لا يطيق الحياة بعد فراق زينب حتى مات بعدها بعام واحد.