كيف عنك أتوب والقلب أنت تملكه، أتوب عن كل الذنوب وذنب حبك ما أتركه؛ الحب هو دفء القلوب والنغمه التي يعزفها المحبين على أوتار الفرح وشمعة الوجود وهو سلاسل وقيود ومع ذلك يحتاجه الكبير قبل الصغير، الحب لا يولد بل يخترق العيون كالبرق الخاطف.
أحببت صغيـــــــــــــــــــــــرة
قصة شاب أحب أخت صاحبه منذ صغرها, وبالرغم من الظروف الصعبة التي كان يمر بها، إلا أنه صبر ونال مراده في النهاية.
صداقة الشاب مع أخيها:
كان هناك شابين تعاهدا على الصداقة منذ الصغر, فكانا مجتمعين مع بعض في أغلب الأوقات, ولكن كان أخ الفتاة يحب أخته بجنون فقد كانت هي كل حياته بعد موت والديهما, ولم يكن أحد يأتي ليزورهما إلا هذا الصديق فكان يعتبره مثل أخيه, وكانت الفتاة صغيرة في هذا الوقت تكبر يوما بعد يوم أمام أعين هذا الشاب.
تعلق الشاب بالفتاة:
وبعد مرور زمن ليس بالقليل كبرت الفتاة وتعلق بها الشاب فهي قد تربت على يديه ويعلم ما تحب وتكره, ويعلم كل كبيرة وصغيرة عنها, ولكن الفتاة لا تعلم ذلك ولا تكن له نفس المشاعر, فكانت تلك الفتاة كثيرة الضحك واللعب مع أخيها ومع تلك الشاب الذي يحبها وهي لا تعلم ذلك, فبذلك يزداد شوق الشاب للفتاة ولكن دون أن يبوح بكلمة لها أو لصاحبه نظرا لظروفه الصعبة التي كان يمر بها.
الظروف الصعبة لدى الشاب:
بالرغم من الحب الشديد الذي كان يحبه الشاب للفتاة إلا أنه لم يستطيع البوح, لأن الشاب كان ولدا وحيدا ولديه أربع أخوات بنات في مجتمع ريفي لديه عادات وتقاليد منها زواج البنت أولا والشاب بعد ذلك, وكان هذ الشاب أيضا مثل صاحبه يتيم الأبوين ولا يوجد معه من يتحمل المسئولية, فهذا الذي منعه من البوح بمشاعره تجاه الفتاة.
معاملة الشاب للفتاة:
ولكن بالرغم من ذلك كان هذا الشاب يعامل الفتاة معاملة خاصة جدا, فكان يقف ضد صاحبه كثيرا من المواقف التي كانت تضايق تلك الفتاة, فقد كان يأتي بكل ما تحبه الفتاة لكي ينظر إليها وهي مسرورة وفرحة, فإذا تخاصمت الفتاة مع أخيها كان يأتي سريعا ذلك الشاب ليصلح بينهما ويعتب ويلوم على صاحبه حتى لو كان معه الحق, هنا تيقن أخ الفتاة من كل تلك المعاملة أن صاحبه وقع في غرام أخته.
تقدم الشباب لخطبة تلك الفتاة:
فمرت الأيام سريعا فكبرت الفتاة, وأتى بعض الشباب لخطبتها, ولكن كان أخيها يرفضهم جميعا لأنه كان يعلم أن صاحبه يريدها وهو يحب صاحبه جدا, ولكن كل ذلك دون حركة أو كلمة من ذلك الشاب نظرا لظروفه الصعبة التي كان يمر بها, وكالعادة تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن فقد تقدم شاب وسيم المنظر فوافقت الفتاة عليه وأخبرت أخيها أنها تريد أن تكمل معه حياتها.
شرط موافقة أخيها:
عندما علم أخيها برغبتها صدم صدمة شديدة, لأنه يعلم ماذا سيحدث لصاحبه عند علمه بذلك الخبر الصاعق, فهل هناك صدمة أكبر من ضياع حب عمره الوحيد أمام عينيه وهو يقف مكتوف الأيدي, ولكن اشترط الأخ على أخته وعلى ذلك الشاب المتقدم لخطبتها أن تكون هناك فترة خطوبة ليست بالقصيرة حجة منه على أن يستعد لتكاليف الزواج, ولكن كان هدفه غير ذلك تماما, وجاء الخبر على الشاب الذي يحب الفتاة كالصاعقة وأصبح حزينا على ضياعها من بين يديه.
حكمة الله فوق كل شيء:
مرت الأيام وانكشفت الغمة على ذلك الشاب وتزوجت جميع أخواته البنات ولم يتبقى غيره, ولكن لا أحد يدري ماذا كان يحدث مع الفتاة فكانت حزينة جدا ولكن دون أن تظهر ذلك, فكان سبب حزنها ذلك الشاب الذي تقدم لخطبتها؛ فوجدت منه معاملة لا ترضيها فكان كثيرا ما يجعلها تنام ودمعها على خدها بالرغم من أن صاحب أخيها كان يرضيها حتى ولو على حساب نفسه, فهنا أيقنت الفتاة أنها تحب صاحب أخيها, فأخذت القرار بأن تخبر أخيها بذلك ففرح فرحا شديدا وقال لها أنه أيضا يحبها, وقررت الفتاة البوح بمشاعرها تجاهه, وعندما أخبرته ظل يبكي فرحا فمسحت دموعه بيديها وقالت أنا لم أتعود منك على ذلك فدع الحزن يمضي وأهلا بالفرح من جديد.