قصص حقيقية من الحياة مؤثرة للغاية
إن للقراءة فوائد جمة، ومن أهم فوائدها بأنها تعرفنا على مكائد الحياة، وتعرض لنا خبرات الآخرين كما أنها تحفظ لنا تاريخ وتراث الشعوب وعدم اندثار ثقافاتهم، والأجمل في قصص حقيقية أنها تبقى في وجدان الشعوب والعامة لسنوات طوال ويتناقلها الأجيال على مر العصور.
قصة من قصص حقيقية عن معاناة امرأة متزوجة….
تزوجت في ريعان شبابها وكانت تجسد قصة حب استثنائية، كانت قد أنجبت طفلة تدعى “سارة” وطفل يدعى “يوسف” وحامل في شهورها الأخيرة، كانت مضغوطة للغاية في كل يوم من أيام حياتها حيث أن طفلها “يوسف” كان مصابا باضطراب في النمو، فكان يتوجب عليها يوميا إجراء جلسات علاجية.
كان يتوجب عليها في كل يوم الاعتناء بأطفالها وزوجها ومنزلها، فكانت في كل صباح باكر تجهز طفليها وتذهب بهما إلى المدرسة، تعود من بعدها إلى السوق وتشتري كافة الطلبات المنزلية، ومن بعدها تعود للمنزل لتعد الطعام علاوة على تنظيف المنزل.. غسل الملابس والاعتناء بزوجها وبمتطلباته الشخصية بالإضافة إلى كل ذلك كونها حامل بشهورها الأخيرة.
أما عن زوجها فكان يعمل في وظيفتين وعلى الرغم من ذلك كانت حياتهما متعسرة، لديها شقيق واحد وثري وعلى الرغم من ذلك إلا إنها لم تلجأ إليه يوما على الرغم من كل الضغوطات الحياتية والظروف المتعثرة؛ كانت تفعل كل ما تفعله وهي سعيدة لأنها تحب زوجها وتحب أطفالها وكانت تنتظر الطفل الجديد بفارغ الصبر على الرغم من كل الآلام التي كانت تشعر بها.
وفي يوم من الأيام تلقت دعوة عشاء من شقيقها فأعلمت زوجها والذي رفض الذهاب لأنه لم يكن على وفاق مع شقيقها إذ أنه كان يشعر دوما بأن شقيقها يتكبر عليه بماله، فأعلمته زوجته بأن التكبر طبعا في شقيقها منذ أن كانا صغارا، وأنه يتعامل بطبعه مع الجميع ولا يستثني أحدا حتى زوجته، اقتنع زوجها ووافق على الذهاب معها.
وفي اليوم التالي أعدت الزوجة طفليها وذهبت بهما للمدرسة وهناك استدعتها المديرة، وأخبرتها بأن ابنها يحتاج إلى مدرس خاص فكل زملائه بالمدرسة ومدرسيه يعانون من غرابة تصرفاته؛ كان وقع ذلك على الأم مؤلما للغاية فالحالة المادية لا تسمح بالإتيان بمدرس خاص لطفلها، استاءت الأم من المديرة ومن طلبها فأخبرتها بأنها تحتاج لوقت قبل نقل ابنها من المدرسة وبذلك يلزمها فرصة للإتيان بالمدرس الخاص.
وفي المساء ذهبت الزوجة وزوجها وطفليها إلى العشاء بمنزل شقيقها وطوال العشاء كان شقيقها وزوجته يتفاخران بشرائهما لأجدد الأشياء والماركات العالمية، وعندما انفردت الزوجة بشقيقيها أخبرها بأنه قد أعد لها هدية المولود الجديد، تمنت في نفسها أن شقيقها سيعطيها مالا تحل من خلاله معظم مشاكلها الحياتية، ولكنها فوجئت عندما علمت بأن الهديه عبارة عن مربية أطفال!
رفضت الهدية لأنه مترسخ بداخلها أن المربية تعذب الأطفال الصغار إن لم تقتلهم وتقتل الوالدين أيضا، أعطاها شقيقها الرقم الخاص بالمربية، وطلب منها أن تفكر وألا تتعجل الرد وفي أي وقت أرادت، كل ما عليها فعله هو أن تتصل بالمربية وتخبرها بموافقتها على الإتيان والقدوم إليها، أما عن أجر المربية فإنه متكفل به كليا أراد لها شقيقها أن ترتاح ولو بشكل جزئي من الضغوطات التي عليها وأن تهتم بنفسها، عادت للمنزل وأخبرت زوجها عن أمر المربية، فأجابها زوجها بأنه لا يريد شيئا من شقيقها.
استكملت حياتها بشكل طبيعي وكانت في كل يوم تزداد المسؤوليات والضغوطات عليها، ولاسيما بعد إنجابها لطفلة جميلة للغاية، حتى جاء اليوم الذي وردها اتصال من مديرة المدرسة وعندما ذهبت وجدت المديرة تذكرها بوعدها، وبانها لا تملك خيارا آخر إلا فصل طفلها من المدرسة وهي من اضطرتها لفعل ذلك، انهارت الزوجة ولم تتمالك أعصابها مما جعلها تدخل في نقاش حاد مع المديرة، وعندما خرجت وجدت رضيعتها المولودة لتوها تكاد تنفجر من شدة البكاء، فما كان من الزوجة إلا أن صرخت بصوت عالي جعلت كل من حولها ينظر إليها، عادت للمنزل في هذا اليوم واتصلت على الفور بالمربية، وعندما قدمت المربية أول ما فعلته أخذت الرضيعة واعتنت بها فغاصت الزوجة في نوم عميق، وعندما استيقظت في الصباح وجدت المنزل مرتب والفطار جاهز فسرت كثيرا بعمل المربية.
وفي اليوم التالي وجدت المربية وقد صنعت الكعك الشهي، فحملته وذهبت به إلى المدرسة وجعلت طفلها يوزعه على كل زملائه ومعلميه، واعتذرت من المديرة عما بدر منها وأخذت طفلها وذهبت به لمدرسة مختصة بمثل حالته وما إن دخلت به المدرسة حتى شرع الطفل في الصراخ فجلست بجانب طفلها وصارت تبكي؛ وفي هذه اللحظة أتاها معلم تمكن بخبرته من إخراج طفلها من الحالة التي انتابته هنا، شعرت الأم بالطمأنينة على ابنها وأنه بات بالمكان الصحيح.
كانت في كل يوم تقص على المربية كل مشاكلها بالحياة وتجد النصح والإرشاد من المربية، لقد اتخذت من المربية صديقة وكانت نعم الصديقة الوفية التي تعطيها النصائح في كل ما يعيق سعادة قلبها بالحياة، وبالفعل صارت الزوجة الأم تطبق نصائحها فتجد الفائدة والنفع على الفور، فصارت صديقة لابنتها الكبرى وقريبة للغاية من ابنها وتعتني بشدة برضيعتها، كما أنها تقربت كثيرا من زوجها وصارت تهتم بجمالها وبصحتها النفسية لأجل تقديم كل ما يمكنها تقديمه لأبنائها وزوجها.
وذات ليلة وجدت المربية وقد جاءت إليها لتخبرها بأنها لن تأتيها مرة أخرى، إذ أنها لم تعد تحتاج للعمل كمربية بعد، لم تتمكن الزوجة من تقبل فكرة رحيلها من الأساس، فصارت تبكي وخرجت بسيارتها حزينة تجول بها ومن شدة حزنها صارت لها حادثة، وعندما استفاقت وجدت أمام نظرها زوجها حزينا على حالها، أتته الطبيبة واستأذنته قليلا لتخبره الفاجعة الكبرى زوجته مصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وقصة المربية إنما اخترعها عقلها لتتمكن من التغلب على الضغوطات التي تقابلها، حزن زوجها كثيرا على الحال الذي وصلت إليها ولاسيما عندما استدرك بأن اسم المربية اسم زوجته قبل زواجها!
فقرر أن يقف بجوارها وألا يتركها لضغوطات الحياة وحيدة، جاءتها المربية للمرة الأخيرة وأخبرتها برحيلها، وفي هذه اللحظة تقبلت الفكرة الزوجة ولاسيما كونها وجدت الحنان والرعاية من زوجها، استكملت علاجها وخرجت من المستشفى واستكملت حياتها وكانت تجد يد زوجها بيدها في كل شيء، وفي يوم أعلمها ابنها بأن الجلسات العلاجية لا تأتي بثمرة نافعة ولكنه يحبها لقرب أمه منه حينها، فأيقنت أن ابنها في طريق شفائه الكامل.
وللمزيد من قصص حقيقية واقعية يمكنك من خلال:
قصص واقعية عن الحب بعنوان صدمة زوجة ونهاية حياتها
قصص عن المثابرة والنجاح من أجمل ما ستقرأ يوما