لقد عجز اللسان عن وصف كل من يدق هذه الأبواب، الأبواب السوداء، إنسان يستعين بشيطان ليضر إنسان مثله، مهما كان ما فعله به، فلا يحل له أن يؤذيه بهذه الطريقة المنكرة، إنه يدمر حياته، يجعله كالأحياء الأموات، بين هؤلاء وهؤلاء، لا هو ميت فيستريح وتغمده رحمة ربه، ولا هو حي بإمكانه أن ينعم بصحة وعقل وكل شيء طبيعي كسائر البشر.
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من تسول له نفسه بالانجراف بهذا العالم الموبوء، عالم لا يعرف للرحمة سبيل، عامل غافل لأقصى الحدود وأبعدها عن خالقه سبحانه وتعالى.
شاب فقد حياته بسبب السحر!
فتاة تحكي قصة حقيقية حدثت لعائلتها على لسانها، تقسم على صدق كل كلمة أخبرت بها….
توفي والدي عندما كان عمري سبعة عشرة عاما، كنت حينها ما زلت أدرس بالثانوية العامة، تحملت والدتي بمفردها أعباء الأسرة، نحن أسرة مؤلفة من خمسة أبناء، أنا أتوسطهم في العمر وتسبقني أختي الكبيرة وأخي الأكبر، وبعدي أختي الصغيرة وأخي الأصغر.
كانت الأجواء بالمنزل هادئة وطبيعية لأبعد الحدود، أنهى أخي الأكبر دراسته وسافر للخارج بإحدى الدول العربية، وعمل جاهدا ومن خلال مساعداته التي لا حصر لها تحسنت أوضاعنا المادية كثيرة، وتخرجت أختي الكبرى وتزوجت على الفور.
وعمدت والدتي لبناء منزلنا، كنا نسكن بالطابق السفلي، وقامت ببناء الطابق العلوي لتزوج أخي الأكبر به، وجاء بإجازة خصيصا من أجل زواجه، ورزقه الله سبحانه وتعالى بزوجة جميلة وآية من آيات الرحمن، وخلال فترة وجيزة بعد الزواج أصبحت حاملا، وبعد أشهر الحمل رزقا بطفلة في غاية الجمال والروعة، أًبحت هذه الطفلة حياتنا التي لا نتحمل مفارقتها على الإطلاق، عاد بعد ولادتها بثلاثة أشهر لنفس الدولة العربية ليعمل مجددا بها.
ولكنه بهذه المرة لم يتمكن من المكوث بها طويلا، فبعد شهرين من ذهابه عاد إلينا مريضا، أنفقنا الكثير من الأموال في الكشف عما أصابه من ضر ولكن ولا طبيب استطاع التوصل لتفسير مبرر لما يحدث له؛ لقد أصبح طريح الفراش لا يقوى على السير ولا النهوض من السرير من الأساس، لم يستطع الذهاب بنفسه للمرحاض.
كنت دائما ما أسهر الليل لأدرس، وبكل مرة مررت من جوار غرفة نوم والدتي والتي كان طريح الفراش داخلها أجده نائما، لقد ترك منزله ونزل للأسفل بجوارنا جميعا حيث أن زوجته بمفردها لم تتحمل القيام بكافة شئونه، واحتاجت مساعدتنا في ذلك، دائما ما وجدته بالليل مستيقظا، بمجرد أن يحين الليل الجميع يلاحظ عليه عدم قدرته على النوم وشخوص بصره تجاه شيء واحد عند الباب.
كنا جميعا نخافه، وذات مرة اقتربت منه وسألته: “لماذا لا تنام يا أخي، إن عدم النوم وخاصة بالليل يدمر صحة المعافى، فما بالك وأنت مريض يا أخي شفاك الله وعافاك”.
نظر إلي بعينين دامعتين، لقد شعرت حينها وكأن قلبي انفلق نصفين: “اذهبي واخلدي للنوم يا حبيبة أخكِ، ولا تشغلي بالكِ بي كثيرا، تذكري قول نبينا الكريم عجبا لأمر العبد فأمره كله خير”.
ذهبت للنوم حينها، ولكن الأمر لم يذهب من بالي، وبعدها علمت من والدتي عن طريق الصدفة أن أخي قبل ذهابه للسفر قام بزيارة أحدهم (دون ذكر أسماء ولا صفات)، ولاحظ شيئا غريبا عند هذا الشخص تحديدا، وهو أنه عندما أوتي له بكوب من الشاي، أثناء شربه اشتم منه رائحة غير طيبة بالمرة، وكان طعمه غريبا كثيرا، ولكنه أحرج من أن يتركها من يديه مراعاة لمشاعر من أمامه، وحتى لا يسبب إحراجا لهم، فاضطر لإكمال كوبه.
منذ أن علمت ذلك والدتي ولم تتوقف دموعها عن الانهمار ولا ثانية واحدة، وقبل أن نتمكن من الذهاب به لمن هم خبرة في ذلك وأهل لهذه الأشياء، كانت قد اشتدت حالته سوءا، فذهبنا به لمستشفى خاص، وقضى هناك قرابة الشهر وتوفي بها.
لقد لفظ آخر أنفاسه على سرير بغرفة خاصة بمستشفى خاص، والعجيب في كل هذا الأمر أن الأطباء لم يعلموا سبب علته، ولا السبب وراء مرضه الذي دام لأربعة شهور.
توفي إثر سحر قام به من انعدمت من قلبه كل سبل الرحمة، وانعدمت من قلبه خشية الله.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص عن السحر مخيفة وحوار دار بين الشيخ المعالج والجن شقوان
قصص جن مزرعة جدي وقراءتي لكتاب السحر الأسود! الجزء الأول
قصص جن مزرعة جدي وقراءتي لكتاب السحر الأسود! الجزء الثاني والأخير