لطالما أحببت دوما أن أجد شخصا يشرح له: “قمة الرجولة أن تصون وتحفظ وتحنو على الأنثى التي لجأن إليك، تمسح بيد الحنية دموعها، تنصت إليه ولأوجاعها وأحزانها، تبدل كل خوفها إلى أمان، تجعلها بكل طباعك اللينة لا تجد الأمان إلا بين ذراعيك، تكن رجلا لها لا عليها!”؛ أحتاج فعلا إلى من يسألني ما بكِ؟!
لأخبره بأنني قد تناسيت الحياة من كثرة الألم الذي ألم بقلبي بسبب خيبة رجاء تلو الأخرى علاوة على آلام الموت وأنا ما زلت على قيد الحياة.
من قصص رومانسية حب وغرام:
اختبار قاسي لحب صادق الجزء الثالث
أصبح بكل يوم يتفنن في تعذيبي وطرق إذلالي، والغرابة أنني في كل مرة وجدت الدموع تملأ عينيه، ومهما حاولت جاهدة لا أعلم السبب وراء كل تصرفاته المتغيرة فجأة ودون مقدمات، لطالما وجدت عندما استيقظت من نومي الوردة الحمراء بجانبي، حينها لا أشعر بنفسي إلا وصرخاتي تكون كحد السيف من شدتها وعلو صوتها، لقد أصبحت مريضة نفسية؟!
كل ما أتعب قلبي حقا وأرهقه أنه كلما قدم ليجعلني زوجة له نظر إلى صورة طفل رضيع معلقة على جدار غرفة نومنا ليبتعد عني بعدما يدفعني بشدة، لقد تعبت فعلا؛ لقد وصل معي في القسوة إلى حد لم أتوقع أن يصل إليه أحد مع زوجته مطلقا، أين الحب الكامن بقلبه الذي كنت أراه بعيناي؟!
أين حبيبي وزوجي الذي ملك علي قلبي، لقد اشتقت وجنيت إليه حقا؟!.
لا أجد عزاي إلا في صلاتي وخشوعي ودعائي إلى خالقي حتى أستمد منه القوة من أجل مواصلة الحياة، فقلبي لا يقبل فكرة تركه أو الابتعاد عنه مطلقا، أحاول بكل مرة ألتمس له الأعذار ولكني ما زلت أشعر أنه يخبأ سرا وسرا ما أعظمه!
وبعد مرور ثلاثة شهور أخبرني برغبته في إنهاء إجراءات الطلاق، لقد تعجبت فعليا، إنه لم يلمسني حتى ويريد الطلاق مني، عن أي زواج يتحدث؟!، عن زواجنا السوري الذي كان عبارة عن بضعة كلمات نقشت على عدة أوراق؟!
قلبي لا يطاوعني، حتى أنني أصبحت بلا كرامة معه أيضا، لماذا أحببته يا قلبي كل هذا القدر؟!، لقد كنا في راحة بعيدا عن الحب وأوجاعه، لقد تحملت الكثير منه يا قلبي، فلطالما أوجعك وأوجعني بكلماته القاسية وشدة طباعه وإذلاله لي أمام الجميع، ولا زلت ترغب في مزيد من الإهانات والإذلال بالقرب منه؟!
حاول مرات عديدة الحصول على توقيعي على أوراق الطلاق، والتي كان قد أعدها مسبقا في يوم الزفاف، حقيقة لا أصدق كل ما سمعته، لماذا أشعر أن بداخله الكثير من المشاعر الفياضة تجاهي؟!
لماذا يرفضني عندما أقترب منه ويترك لي الغرفة بأكملها على الرغم من أني عندما أصحو بالليل أجده ناظرا إلي بعينين مليئتين بالحب والشغف؟!
لقد كان بالكاد ينام طول ليله ونهاره، بالكاد يأكل ولا أراه مبتسما قط؛ لماذا يفعل بحاله هكذا، مؤكد أن هناك سر خطير وراء كل ذلك، وراء منع خدمه لخروجي من الطابق الأول من المنزل وصعودي للطابق الثالث، فماذا يوجد بالطابق الثالث الذي يستغرق فيه قرابة ثلثي اليوم؟!
كانت أسئلة كثيرة تدور بداخلي ولم أجد لها إجابة، وحرمت حتى من البحث عن إجابتها داخل هذه الأسوار العالية التي أقطن بها؛ وأخيرا جاءت الفرصة لمعرفة كل ما يدور من حولي، فذات مرة بينما نتجادل سويا عن ضرورة توقيعي على أوراق الطلاق سقط أرضا، عندما وضعت يدي على جبهته في محاولة مني لمساعدته وجدت حرارته مرتفعة للغاية حتى أني شعرت أن يداي كادت تحترق، صرخت عاليا حتى يأتي احد خدمه لمساعدته ومساعدتي فلا أستطيع تقديم أي شيء من أجله، حمل إلى الدور الثالث، ذهبت ورائه على الرغم من محاولة الجميع منعي من ذلك، وما وجدته كان صدمة لي بكل المقاييس والمعايير، لقد وجدت نفس الشاب الذي لقي حتفه بسببي، صاحب الوردة الحمراء…
ذهلت من أثر الصدمة وحينها فقط تذكرت كل كلام زوجي!
أكاد لا أتذكر أنني حينها سقطت على الأرض مغشيا علي، لقد كان ممدا على سرير مزود بالكثير والكثير من الأجهزة الطبية المتقدمة، ولكن دون حراك ولا أي إشارة منه تدل على أنه على قيد الحياة…
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا:
قصص رومانسية حب وغرام بعنوان اختبار قاسي لحب صادق الجزء الأول
قصص رومانسية حب وغرام بعنوان اختبار قاسي لحب صادق الجزء الثاني
قصص رومانسية جريئة قصيرة بعنوان أحببتها وهي أحبتني للكبار