هناك أحاسيس نشعر بها بداخلنا ولا نستطيع مهما حاولنا وبلغ بنا العنان أن نعبر عنها بالكلمات، إذ تعجز ألسنتنا ولا نجد في قاموسنا تلك الكلمات المعبرة عنها، وهناك كلمات لا نحتاج للتفوه بها حيث تكفي عيوننا وأحاسيسنا للتعبير عنها.
من قصص رومانسية حقيقية سعودية:
فرصــة ثانيــة الجزء الثاني
دائما ما كانت تصبر نفسها بقوله سبحانه وتعالى “لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ”؛ لقد أراد الله بها الخير حيث تقدم لخطبتها بنفس اليوم شقيق عريس صديقتها، لقد كان شابا في الثلاثينيات من عمره توفيت زوجته أثناء ولادتها تاركة له أجمل صبية بكل الكون، تعقد من كل حياته إذ أنه كان محبا ومولعا بزوجته الراحلة، ولم يكن راضي أبدا بفكرة الزواج بعد رحيلها غير أن والدته لم تسمح له بذلك.
رأت والدته “تالا” في حفل زفاف ابنها الأصغر، وعلى الفور ودون أن تأخذ برأيه تقدمت لخطبتها، وكان الخطأ الوحيد الذي ارتكبته والدتها أنها أخبرت والدة المتقدم لخطبتها بأن ابنتها أرملة وليست مطلقة بعد الموقف الذي مرتا به أثناء حفل الزفاف، فلم ترد الأم أن يكسر بخاطر ابنتها من جديد، كانت الابنة غير موافقة ولكن والدتها توسلت إليها واستحلفتها ألا تجعلها كاذبة أمام أحد.
تم الزواج، تالا أخذت معها ابنها الصغير “طارق” الذي يبلغ من العمر خمسة أعوام وانتقلت للعيش في قصر زوجها “حازم” مع كل عائلته، والده أشهر رجل أعمال لطالما عرف عنه بصرامته وشدته في المعاملة وشدته في الحق، ووالدته سيدة فاضلة تحب أبنائها الأربعة لأبعد الحدود، لديها من الرجال ثلاثة وابنة واحدة متزوجة معها بنفس القصر.
كان “حازم” الابن الأوسط، وقد كان متفتح العقل ومتفهم العمل أكثر من أخويه الآخرينـ كان قريبا للغاية من والده، ومعظم العمل يقع على كاهله، لم يرد الزواج لأنه كان يعتبر كل نساء العالم زوجته الراحلة، ومن بعدها لم يرى امرأة بالأساس؛ لقد أعطى الله سبحانه وتعالى كليهما فرصة ثانية، فرصة للعيش والتمتع بكل ملذات الحياة.
سعدت تالا بالحياة بقصر زوجها ومع أهله، لم تجد أية تفرقة بين ابنها وبين ابنة زوجها من أهل المنزل، بل الكل تعامل معه كابن المنزل، اعتنوا بتعليم الصغيرين، حتى أنه كان يعاقب مثل الابنة الصغرة، لم توجد أية تفرقة بين الاثنين وكأنهما من أب واحد ومن أم واحدة، وما هو إلا شهر واحد حتى حملت “تالا” الفرحة للجميع، لقد أصبحت حاملا بأول أبنائها من زوجها والذي أحبته، فلم يكن حبها لابن عمها (زوجها السابق) الحب الأول الذي لطالما سمعت عن أحكام القلب، وما الحب إلا للحبيب الأول، بل جاء حبها لزوجها “حازم” ليدفن حبها الأول ويعيد إليها الثقة التي فقدتها في كل رجال العالم من جديد.
أما عن “حازم” فقد رأى جمال الدنيا من خلال عيني زوجته والتي حملت منه بابنهما الذي سيجسد علامة بارزة عن حبها لبعضهما البعض؛ كانت الحياة هادئة للغاية وفي سكينة وسلام إلى أن حن ابن العم لصغيره وابنة عمه (زوجته السابقة) بعدما رأى المعاملة السيئة حرفيا من زوجته التي باع من أجلها كل شيء حتى يفوز برضاها.
ذهب لزيارة ابنة عمه وابنه في منزل زوجها، اضطرت “تالا” تحت تأثير الصدمة التي وقعت عليها أن تكمل كذبتها وتخبرهم بكونه ابن عمها فقط وجاء لزيارتها هي وابنها، ولكن الكذب ليست له أرجل لتحمله، فانكشفت كذبتها بواسطة عمة زوجها والتي كانت معقدة للغاية وتكره “تالا” لأسباب غامضة، يحتمل أن تكون بسبب زواجها من الابن الأهم في كل العائلة أو لسبب حملها، فالعمة لم يسبق لها الزواج مطلقا على الرغم من تقدم سنها، وقد كانت متشوقة للغاية لطفل لها ينسيها الدنيا بما حوت ولكن نصيبها لم يسمح لها بذلك، برهنت كل مشاعرها بمعاملة سيئة لزوجة ابن أخيها “تالا” دون عن غيرها، فهي الوحيدة التي حملت، أما عن زوجة الابن الأكبر فلم تنجب لأسباب طبية عجز الأطباء عن إيجاد علاج لها، وحال شقيقتهم الوحيدة مع زوجها كذلك، أما عن الابن الأصغر فلم يحن الوقت بعد للذهاب في طريق الفحوصات الطبية فلم يمر على زواجها وقت بعد؛ لقد وقعت “تالا” في مصيبة ربما بسببها ستخسر كل شيء…
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا:
قصص رومانسية حقيقية سعودية بعنوان فرصة ثانية الجزء الأول
قصص حب وغرام وعشق بعنوان نيران حب بين قاصر ورجل أربعيني الجزء الأول
قصص حب وغرام وعشق بعنوان نيران حب بين قاصر ورجل أربعيني الجزء الثاني والأخير