6 قصص زمان مضحكة تحملك على الابتسامة ولو كنت حزينا!
أيها السادة من منا لا يعشق قراءة القصص؟!
ومن منا لا يتذكر على الدوام تلك القصص التي كانت تقصها على آذانه أمه وجدته؟!
إن القصص من أسمى أنواع الأدب، واللون الوحيد الذي اتفق عليه الجميع، يولد الإنسان منا وبقلبه عشق للقصص منذ صغره ويستمر في ذلك العشق حتى كبره؛ ولقراءة القصص فوائد عظيمة لكل منا، فوائد لا حصر لها، نذكر منها على سبيل المثال أنها تحمل الإنسان على الخروج من الحياة، وأنها وسيلة لغرس القيم والأخلاق بحياته، وأنها أيضا أداة جميلة للغاية في النصح، وأنها تنمي الفكر والإبداع وغير ذلك الكثير والكثير من الفوائد لقراءة القصص المعبرة.
ومن أجمل وأسمى ألوان القصص.. القصص المضحكة والتي بإمكانها أن تنسينا الكون بما حوى.
أولا/ قصة من قصص زمان مضحكة وبها عبرة عظيمة في آن واحد:
الغالبية العظمى منا تعلم أن الكثير من الشيوخ يتعرضون لمواقف مضحكة، ففي يوم من الأيام ذهب أمير البلاد للصلاة في مسجد ما، وكان ممن عرف على إمام هذا المسجد إطالته في الصلاة وخشوعه بها وورعه، وما إن سلم الشيخ أول مرة حتى قال له الأمير اختصر في الصلاة، بل وأمره بأن يصلي بآية واحدة في كل ركعة ولا يزيد عليها على الإطلاق، والأهم من ذلك أنها تكون آية قصيرة.
لم يكن للإمام أي حل آخر أمامه سوى إطاعة الأمير، وبالفعل صلى بالناس وقال في الآية الأولى: (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا)، وصلى بهم وفي الركعة الثانية قرأ: (رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا).
غضب الأمير غضبا شديدا من الإمام، وما إن انتهى من صلاته حتى جاءه قائلا: “أطل ما شئت في الصلاة، ولكن ى تقرأ هاتين الآيتين”!
ثانيا/ قصة (بك خصال لا نرضها لبنات إبليس):
في يوم من الأيام ذهب “خالد بن صفوان” لخطبة امرأة فقال: “أنا خالد بن صفوان، والحسب على ما قد علمته، وكثرة المال على ما قد بلغكِ؛ ولكن في خصال سأبينها لكِ وبعدها تقدمين عليَّ أو تدعين”.
فقالت المرأة: “وما هي؟!”
فقال لها خالد بن صفوان: “إن الحرة إذا دنت مني أملتني، وإذا تباعدت عني أعلتني، ولا سبيل إلى درهمي وديناري… ويأتي علي ساعة من الملال لو أنَّ رأسي في يدي نَبَذْته”.
فقالت له المرأة: “لقد فهمنا ما قلت ووعينا ما ذكرت، وفيك بحمد الله خصال لا نرضها لبنات إبليس، فانصرف عنا رحمك الله”.
ثالثا/ قصة الخليفة المأمون وأحد القضاة:
كان من المعروف حب الخليفة العباسي المأمون للقضاة، فدائما ما جمعت به صلة ترابط معهم وعلاقة طيبة؛ وفي يوم من الأيام تقابل الخليفة المأمون مع رجل من بلدة بعيدة فسأله كعادته: “ما حل قاضيكم؟!”
فأجابه الرجل: “يا أمير المؤمنين إن لدينا قاضي لا يحكم، وحاكم لا يرحم”!
فاندهش الخليفة المأمون من كلامه وقال: “لماذا؟!، ما الذي حدث؟!”
فقال الرجل: “يا أمير المؤمنين بأحد الأيام أقرضت رجلا أربعة وعشرين درهما لأجل مسمى، وعندما جاء موعد السداد طالبته بمالي ولكنه أبى أن يرد إلي مالي فذهبت إلى القاضي لأشتكيه”.
وعندما جاء الرجل الذي اقترض مني المال وأبى السداد في الميعاد المحدد قال للقاضي: “يا أيها القاضي إن لي حماراً أعمل عليه يوميا ويعطيني أربعة دراهم يوميا، وبكل يوم كنت أصرف الدرهمين وأوفر له الدرهمين الباقيين لمدة اثنا عشر يوماً، وبالفعل كانت معي الأربعة وعشرين درهما التي اقترضتها منه ولكنني لم أجده”.
فسأله القاضي: “وأين هذه الدراهم إذاً؟”.
فقال الرجل: “عندما لم أجده صرفتها أيها القاضي”.
فسأله القاضي: “ومتى سترد إليه ماله إذاً؟!”
فقال الرجل: “سأرد إليه ماله كاملا إذا حبسته لمدة اثني عشر يوما، فإنني أخشى أن أوفر له الأربعة وعشرين درهما فلا أجده بعدها فأصرفها مجددا”.
فضحك الخليفة المأمون كثيرا وبالكاد استطاع سؤاله: “وماذا فعل معك القاضي؟!”
فقال الرجل بقهر: “لقد قام بحبسي يا أمير المؤمنين حتى أسترجع مالي مع أنني أنا المشتكي”!
وما كان من الخليفة المأمون إلا أن ازداد ضحكا، وبعدها اتخذ قراره بعزل ذلك القاضي لعدم أحقيته بهذه المكانة ونقصه الحكمة لشغلها.
رابعا/ قصة “كلام مظلوم ووجه ظالم”!:
في يوم من الأيام أتيا رجل وزوجته للأمير ليتخاصما ويحكم بينهما، كانت الزوجة حسنة النقاب قبيحة الوجه سليطة اللسان.
ومن بداية حديثها مال الأمير ناحيتها فقال لزوجها: “ما بالكم معشر الرجال تتزوجون من الحسناوات ومن ثم تسيئون لهن؟!”
وما كان من زوجها إلا أنه أزال عن وجهها فارتعد الأمير وأردف قائلا: “كلام مظلوم ووجه ظالم”!
خامسا/ قصة الرجل وسقف منزله المستأجر:
في يوم من الأيام كان هناك رجل يسكن في منزل سقفه يتأرجح على الدوام، وذات نهار أتى إليه مالك المنزل يطلب منه الأجرة، فقال له الرجل: “إن سقف المنزل يتأرجح”.
فقال له المالك: “إنه يسبِّح لا يتأرجح”.
فقال له الرجل: “أخشى أن يسجد فيسقط على رأسي”!
سادسا/ قصة الخليفة المأمون والأعرابي الذي أراد الحج:
في يوم من الأيام دخل رجل أعرابي على الخليفة العباسي المأمون، فقال: “يا أمير المؤمنين إنني رجل أعرابي”.
فقال المأمون: “ولا عجب في ذلك”!
فقال الرجل: “إنني أريد الحج”
فقال المأمون: “والطريق واسع”!
فقال الأعرابي: “ولكني لا أملك المال”.
فقال المأمون: “إذا سقطت عنك فريضة الحج”.
فقال الأعرابي: “ولكني أيها الأمير لقد جئتك مستجديا لا مستفتيا”!
فضحك المأمون من كلامه وأمر له بالنفقة في الحال.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ: