من يسكن الروح كيف للقلب أن ينساه؟!
طوبى لمن جعله الله سبحانه وتعالى يعثر على الشخص الذي به يرى العالم مكانا أجمل من السابق.
من قصص زواج عن حب:
حب خالد
بزمننا القريب كان هناك شاب في مقتبل عمره، لقد كان له من العمر عشرين عاما، كان مولعا بمواقع التواصل الاجتماعي، وبيوم من الأيام تعرف على الفتاة التي تمكنت من أسلوبها المرح أن تأسر قلبه.
في البداية عاملها وكأنها صديقته المقربة، وبعد قليل من الوقت أصبحت الشيء الأساسي الوحيد بحياته، لا يمكن أن يمر يومه بسلامة صدر دون أن يتحادثا سويا؛ كان يرى فيها حنية الدنيا بأكملها، كانت دائمة الخوف عليه دائما ما تنصحه للأفضل.
وبيوم من الأيام اختفت ولم تظهر كعادتها، قضى قرابة الخمس ساعات في انتظاره ولكنها لم تأتي أيضا، انتظر طويلا وطويلا حتى غلبه النوم؛ وباليوم التالي جاءت لتسأل عليه، هنا فاجأها الشاب بأنه يحبها ولا يستطيع الاستغناء عنها مطلقا.
كانت الفتاة التي تبلغ من العمر سبعة عشرة عاما لا تؤمن بالحب بهذه الطريقة، ولم تعامله يوما إلا كأخ لها؛ واعتذرت له عن غيابها باليوم السابق حيث أنها كانت بامتحاناتها النهائية للثانوية العامة.
ومع شدة إصرار الشاب على الفوز بقلبها النقي، لجأ لحيلة ذكية للغاية، تغيب عنها وبغيابه اكتشفت الفتاة أنها أيضا تحبه ولا تستطيع الاستغناء عنه، اشتعلت نيران الحب والهيام بقلبيهما، وعلى الرغم من صغر سنهما وأنهما يعتبران مازالا بسن المراهقة والطيش الشديد، إلا أنهما لم يقترفان أية حماقات، الفتاة على خلق ودين والشاب يزيدها أيضا.
تقدم الشاب لخطبتها، كانت الفتاة في غاية السعادة؛ ولكنهما فوجئا سويا برفض والدها زواجها من أي شخص غريب، حيث أنها ولأول مرة تعرف الفتاة مسمية على ابن عمها منذ ولادتها، يا لظلم الأهل، وربما كان يرى والدها شيئا لا تستطيع هي رؤيته وقتها.
جن جنون الشاب، حاول أكثر من مرة حتى أنه لجأ لكبار العائلتين للتدخل في الموضوع حتى ينال القلب الذي أحب، ولكن بلا جدوى؛ لم يجد الشاب حلا أهون على قلبه من السفر خارج البلاد حتى يتمكن من تضميد جروح قلبه.
سافر الشاب خارج البلاد وليس في باله وأمام عينيه إلا العمل بجهد وجد للارتقاء بنفسه، وفي هذه الأثناء انقطع كامل الاتصال بينهما حيث أنهما خافا من زلة ذكرها الشاب، بأن يقدما للهرب بعيدا من أهلها والزواج بها، ولكن الفتاة لم ترد أن تجلب العار لوالديها وأهلها، كما أنها لم تتربى على ذلك من طباع.
لجأ كل منهما لله سبحانه وتعالى، ومن كثرة الحزن الذي ألم بقلبها باتت الفتاة طريحة الفراش من أمراض لم يتعرفوا عليها الأطباء، دخلت إثرها المستشفى؛ وكانت المفاجأة أن ابن عمها زوجها المستقبلي تبرأ منها ما إن علم بأوجاعها وأمراضها، لم يرد أن يتخذ زوجته مريضة، فقد رأى أنها لا تصلح لشاب معافى مثله، حتى أنه لم يزرها يوما واحدا بالمستشفى وهي في أمس الحاجة لكلمة طيبة.
ندم والدها ندما شديدا على سوء اختياره لابنته الوحيدة، وأنه ضيع بيده شابا أحبها بكل إخلاص وصدق، الشاب الذي لم يتحمل البلاد وحبيبته مسمية على غيره، كانت الفتاة دائمة الدعاء أن تراه مرة واحدة قبل مفارقة الحياة، لقد ذهب القلب الحنون الوحيد الذي كان يخفف عنها مصاعب الحياة ويذيب كل المشاكل التي تواجهها بمسيرتها.
استجاب الله سبحانه وتعالى لدعائها عاد الشاب للبلاد للاطمئنان على والدته، وفي هذه اللحظة قرر الذهاب لمنزل الفتاة لرؤيتها ولو حتى من بعيد؛ رآه والدها، قدم الشاب ليلقي عليه التحية والسلام، تجرأ الشاب وسأله عن حال ابنته وأنه لطالما تمنى لها الخير حتى وإن كان مع غيره، سالت الدموع من عيني والدها، اندهش الشاب وسأله عنها وعن حالها، فأجابه والدها أنها تمكث بالمستشفى وقد قاربت على الستة شهور بها.
انطلق الشاب إليها مسرعا، ما إن رأته حتى سر قلبها، وعلى نفس حالتها طلب الزواج بها، وأنه على استعداد بالتضحية بكامل عمره لأجلها، وافق والدها على الزواج، وعلى الرغم من معاناتها مع المرض إلا أنها تزوجت به، خذها معه خارج البلاد وهناك تلقت أفضل العلاج، وشفيت بفضل الله.
عاشا في سعادة، فقد جبر الله سبحانه وتعالى بخاطرهما، ازدهرت أعمال الشاب، وأصبح من رجال الأعمال المشهورين عالميا، كانت تدفعه زوجته الحبيبة للأمام، كانت تهتم كثيرا بوالدته، وكان يبادلها اهتماما فائقا بأسرتها كاملة.
اقرأ أيضا:
قصص زواج عبر الإنترنت بعنوان أحببت ملاكا
قصص حب تبدأ بكره قصص زواج بالاجبار
قصص زواج واقعية مضحكة زوجتي مدللة