قصص شكسبير قصيرة مترجمة بعنوان حلم ليلة منتصف صيف الجزء الثالث والأخير

قصص شكسبير قصيرة مترجمة

ريم إبراهيم7 ديسمبر، 2020

3 دقائق

وما زلنا نعيش في أجواء قصتنا الجميلة الشيقة والمليئة بالأحداث المثيرة عن أحوال قلوب العاشقين من الجن والبشر…

“حلم ليلة منتصف صيف” الجزء الثالث والأخير

بحث عن “ديمتريوس” ووجده نائما فوضع قطرات الزهرة على عينيه، وأول ما استفاق الثاني من نومه وقعت عيناه على “هيلينا” فوقع بحبها، وأصبح كلاهما يبحث عن “هيلينا”، كما أن “هيرميا” حلت محلها في البحث عن حبيبها، بدأت الفتاتان تتشاجران، والشابان بدأ في المقاتلة على أيهما يفوز بحبيبته “هيلينا”؛ تضايق الملك “أوبرون” فقد كان يريد مساعدتهم الأربعة، لا يريد أن يقعوا في مشاكل بينهم لا تنتهي إلا بمقتل أحدهم، لذلك أخبر جنيه “باك” قائلا: “باك سيقتتل الشابان، على الفور زد من ظلمة الليل بضباب كثيف، واجعلهما يضلان الطريق فلا يجد أحدهما الآخر مطلقا، وعندما يرهقهما البحث عن بعضهما البعض سينامان، حينها خذ هذا الرحيق وضع منه قطرات على عيني ليساندر، فإذا استفاق من نومه عاد لحاله السابق وعاد لحبه، وبهذه الطريقة كل واحد منهم سيعود للمرأة التي أحبها، وسيظن الجميع أن ما رأوه لم يكن سوى حلم ليلة منتصف صيف، وكل شيء سيكون بحال أفضل من سابقه”.

وبالفعل تعثر كلا العاشقين في إيجاد الآخر، وأعياهما التعب لذلك ناما وبالفعل قام الجني “باك” بما أمره به ملكه بأن وضع قطرات الرحيق على عيني “ليساندر” وقال…

أما عند الصحوة، فلتَفرح حق الفرحة، بجَمال عيون حبيبتك الأولى …

قيس سيفوز بليلاه، ويعود الماء لمَجراه.

لن يحدث ما يُفسد ودًّا، وسيَسعد كلهم أبدًا.

وفي نفس الأثناء كان الملك “أوبرون” قد ذهب لمكان نوم الملكة “تيتانيا”، وقد وجدها نائمة ضفة عامرة بالكثير من النباتات العطرية الجميلة كأمثال الزهور المسكية وزهور البنفسج والزهور الياقوتية، كانت تنام دوما طرفا من الليل، كانت تضع على جسدها الجميل جلد أفعى مصقول، اقترب منها ببطء شديد وقام بوضع الرحيق على عينيها قائلا بنفسه: ” أول ما تشهد عيناك لدى صحوِك، اعتبريه حبيبَ فؤادِكِ من فورك”.

عندما استفاقت الملكة وقعت بحب رجل مهرج أحمق، وقد كان أحد الممثلين الذين قدموا للغابة ليتمرنوا بها على مسرحيتهم، وقد كان الجني “باك” قام بوضع رأس حمار على أكتافه ليبدو وكأنه ولد بها؛ لقد أحبته الملكة أول ما رأته وبدأت تتغزل بجماله، كما أنها دعت كل خدمها وأتباعها من الجن ليقوموا بخدمته وتنفيذ كافة أوامره.

لقد وقعت الملكة “تيتانيا” تحت تأثير سحر الزهرة الأرجوانية، كان الجميع متعجب من حالها ولكن نظرا لحدة معاملتها مع الجميع، كانوا يخشون ردة فعلها وخاصة أنها كانت تغدق عليه الكثير من مشاعر الحب والهيام؛ ولكن المهرج لم يكن يهمه من الأمر إلا خدمة الجن له، وأنه ليس له أي طلب يرد عليه، وكل ما تمناه عليهم وجده في الحال.

جاء الملك “أوبرون” وقد وجد أن حبيبته بسبب انتقامه منها غارقة بمشاعر تحت تأثيرات سحر الزهرة في حب مهرج ذا رأس حمار، رق قلبه لها ولكنه قبل أن يحررها من السحر أقنعها بإعطائه الغلام الهندي والذي رغب كثيرا بضمه لأتباعه، وبالفعل حصل على ما أراد، عادت الملكة “تيتانيا” لوعيها أول ما وضع على عينيها بضعة قطرات من الرحيق المضاد لتأثير الزهرة الأرجوانية.

وأول ما استفاقت الملكة من السحر رأت المهرج بشكله الحقيقيْ، واكتشفت كم كانت حمقاء لحبها لشخص مثله، نزع الملك رأس الحمار عن المهرج وقد كان بنوم عميق، وعاد كل شيء لطبيعته السابقة، عاد الملك “أوبرون” والملكة “تيتانيا” لحب بعضهما الآخر، وامتلأت الغابة بالسعادة والبهجة من جديد.

أما بالنسبة للأربعة البشرين، فقد أحب “ديمتريوس” هيلينا التي أحبته بصدق، وأما عن “ليساندر” وحبيبته “هيرميا” فكان حبهما لا تستطيع أي قوى التغلب عليه حتى قوى الجن، فبالرغم من مرورهما بغابة الجن للالتقاء وبرغم كل الصعاب التي تصدت لهما بأثينا ومن ثم بالغابة إلا أن حبهما انتصر في النهاية؛ تزوجوا أربعتهم وعاشوا بسعادة وهناء.

“حلم ليلة منتصف صيف” الجزء الثالث والأخير

مقالات ذات صلة