ومازلنا نستكمل قصتنا المثيرة والشيقة والمليئة بالأحداث الممتعة التي تجعل جميع من يتابعها مشدودا لمعرفة ما بها من أحداث حتى النهاية.
الأميـــــــر والفتاة اليتيمـــــــة الجزء الثاني
وبعد مرور عامين من الواقعة كان هناك ركب الأمير ومعه بعض جنوده المقربين، وقد خرجوا لرحلة صيد بالغابة؛ جذب انتباه الأمير الغزال العجيب والذي قد وضع حول رقبته طوقا لامعا ملفتا للأنظار، أشار الأمير لجميع جنوده أن يحيطوا بالغزال الغريب دون المساس به وأن يحضروه إليه.
وأول ما شعر الغزال باقترابهم جميعا منه شرع في الهرب منهم جميعا، كان الغزال عجيبا بالفعل فهو يختلف عن غيره من الغزلان حيث يتسم بذكاء البشر، كان يركض بعيدا عنهم ويستمتع عندما يتخبطون ببعضهم البعض أو يسقطون من على ظهور أحصنتهم، ومازال يقتنص كل واحد من الجنود ولم يتبق سوى الأمير والذي سقط في النهاية فأصيب إصابة طفيفة إثر سقوطه.
جاءه أحد جنوده المقربين ولاحظ كلاهما وجود كوخ بأعماق الغابة والدخان به يتصاعد من المدفأة، ساعد الجندي حاكمه وأخذ بيده ليصل للكوخ فربما يجد علاجا لإصابته، ولكن عندما وصلا بالقرب من الكوخ وجدا ما أذهلهما.
الغزال طرق الباب وتكلم مناديا: “زينب… زينب افتحي لي الباب”.
زينب للغزال: “أين كنت طوال هذه المدة، لقد قلقت عليك كثيرا”، ودخلا وأغلقت الباب.
بالخارج تعجب الأمير وجنديه مما حدث…
الأمير: “هل سمعت وشاهدت ما حدث؟!”
الجندي: “نعم سيدي، لقد ذكر اسم زينب”!
الأمير: “يثيرني الفضول لأعرف ما الذي يجري بداخل هذا الكوخ”.
في هذه الأثناء كان الغزال قد قص على “زينب” ما حدث مع الجنود، فثارت غاضبة: “لماذا كل هذه التصرفات الجنونية؟!، أريدك أن تعدني ألا تجازف بحياتك مرة ثانية”.
الغزال: “تعلمين يا زينب لقد كان الموقف مسليا للغاية، عندما كنت أركض أمامهم وهو يتساقطون من خلفي الواحد تلو الآخر، ولا يستطيعون الإمساك بي”.
زينب بخوف: “عليك ألا تخرج من الكوخ ريثما يغادر الغابة هؤلاء الجنود، اتفقنا؟!”
الغزال: “حسنا.. حسنا”.
طرق الباب، وهناك شخص يقول: “أرجوكِ أن تفتحي لي الباب، أريد شربة مياه”.
ولكن زينب بكل أسف شديد: “أرجو أن تعذرني يا سيدي، ولكن لا يمكنني أن أفتح لأحد الباب”.
الأمير: “إنني حاكم البلاد وأريد أن أسألكِ عن شيء ما مهم للغاية”.
زينب: “حاكم البلاد؟!”
ففتحت له الباب وقدمت له التحية بالانحناء إليه.
الأمير: “إنني حقا أقدر اهتمامكِ بهذا الغزال يا آنسة، لقد علمتني اليود درسا رائعا وهو ألا نسيء لحيوانات الغابة”.
فرحت “زينب” كثيرا بما قاله الأمير الذي أصدر حكما بمنه اصطياد حيوانات الغابة.
أما الأمير فقد وجد بزينب فتاة طيبة القلب أيقونة في الجمال، ذكية ولبقة للغاية، وبعدما سألها عن قصة حياتها وقصت عليه كل ما حدث معها أعجب بها كثيرا، وتقدم بطلب الزواج منها على الفور.
وبعد أيام قلائل ملأت البلاد بالابتهاج والزينة لإقامة حفل زفاف حاكم البلاد بفتاة الغابة الجميلة، وكان الجميع في حالة يغمرها الفرح والسرور، وانتقل الغزال معها للحياة بالقصر الواسع، وقد سر كثيرا بذلك.
وبعد تسعة شهور من زفافها رزقت زينب والأمير بطفل صغير في منتهى الجمال كوالده ووالدته، سر الغزال كثيرا بالمولود الصغير؛ ولكن السعادة لم تدم طويلا حيث أن العمة لتوها قد علمت بأمر زواج “زينب” ابنة أخيها من حاكم البلاد، فدب الخوف بقلبها لخوفه من ابنة أخيها لتفشي بسرها للحاكم بكل ما فعلته بها وبخيها منذ أن كانا صغارا.
خافت العمة الشريرة من انتزاع الحاكم لملك والد زينب (أخيها الراحل) ومعاقبتها على كل أفعالها السيئة الشريرة، لذلك قررت الانتقام من زينب وبأسرع وقت ممكن حتى لا تتيح لها الفرصة بفعل ما تخافه العمة؛ وكان انتقام العمة على قدر الحقد والسواد الذي بقلبها.
في هذه الأثناء خرج حاكم البلاد مع جيوشه في محاولة لحماية البلاد، أما “زينب” فكانت محبة وحنونة لصغيرها، كانت لا تتركه ولو لوهلة واحدة، تعتني وتهتم به وبزوجها كثيرا؛ وبينما خرج الأمير خارج البلاد كانت “زينب” ترضع صغيرها وفجأة….
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص عالمية بدون نت بعنوان الأمير والفتاة اليتيمة الجزء الأول
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الأول
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الثاني
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الثالث
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الرابع
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الخامس
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء السادس والأخير