تعد قصة “جميلة والوحش” من أشهر القصص المقدمة بالعالم بأسره، فهي قصة معروفة في معظم ثقافات العالم.
قصة جميلة والوحش:
كان هناك أب لثلاث بنات يذهب للعمل في السوق، وطلبت كل واحدة منهن طلب من والدها، فطلبت الكبرى ثوبا من حرير، والوسطى عقد من اللؤلؤ، والصغرى وهي “جميلة” طلبت من أبيها أن يحضر له وردة.
القلعة المجهولة:
وإذا هذا الأب عائد من عمله، فتهب عاصفة شديدة تجعل من الصعب وصوله إلى المنزل؛ وهو في طريقه يجد قلعة فتمنى أن يجد بها مأوى، فدخل القلعة وأخذ ينادي لكن كل ذلك دون رد؛ فوجد طاولة عليها طعام وكان جائعا فجلس يأكل، فأخذه الفضول لمعرفة من يسكن هذه القلعة، فصعد إلى الأعلى ليدخل غرفة بها سرير، فغلبه التعب فنام.
اللقاء بالوحش:
ليستيقظ في الصباح ليجد كوبا من القهوة وبعض الفاكهة، فنزل ليشكر صاحب هذه القلعة على كرمه له، ولكن لم يجد أحد، فخرج ليأخذ حصانه الذي تركه مربوطا في الحديقة، ووجد الرجل بستانا من الورود فحاول أن يأخذ وردة لابنته “جميلة”، فيخرج عليه الوحش بشكل مرعب ويقول له: “جعلت لك مأوى، أكلت على مائدتي، ونمت على سريري، وتسرق زهوري المفضلة”.
فخاف الرجل وقال له: “أنا لم أسرقها، ولكن أستعيرها فقط لابنتي”.
طلب الوحش:
فصمت الوحش وقال له: “سأبقيك على قيد الحياة بشرط أن تحضر لي ابنتك إلى هنا”؛ فعرف الرجل أنه واجه الموت حقا، فعاد إلى المنزل ليحكي إلى بناته عن مغامرته في الليلة السابقة، وعن طلب الوحش منه.
لقاء الوحش بجميلة:
هنا توقفت “جميلة” وقالت: “يا أبي أنت فعلت كل هذا من أجلنا فلا تخف، وخذني إلى ذلك الوحش”، فيأخذها والدها ليجدا الوحش في انتظارهما، فخافت “جميلة” في البداية؛ فذهب الوحش وجهز لها أجمل غرفة في القلعة، فتجلس في هذه الغرفة، ويجلس هو بجوارها تاركا مسافة قصيرة، وبدأت تستمتع بالحديث مع “الوحش”، ومرت الأيام سريعا ليصبحا صديقين مقربين.
طلب الزواج من جميلة:
وفي يوم طلب الوحش من “جميلة” الزواج بها، وهنا شعرت بالصدمة الشديدة؛ فكيف لفتاة جميلة مثلها أن تتزوج من قبيح كهذا؟، ولكن حاولت الخروج من هذا الموقف دون أن تجرح مشاعره، فكان لطيفا معها، وإذا غضب هو سيقتل والدها؛ ثم قالت له: “أنا لا أستطيع أن أقول نعم، ولا أقصد شيئا سيئا”؛ فقاطعها قائلا” أنا أتفهم ذلك، وأنني لم أتأثر بسبب رفضك”؛ ومرت الأيام حتى يجدها تبكي، ويسألها لماذا؟، فتقول له: “من يوم أتيت إلى هنا وأبي مريض جدا، وأريد أن أراه”، فرفض الوحش وقال لها: “لن تتركي هذه القلعة أبدا”؛ ولكن سرعان ما وافق على رحيلها لمدة سبعة أيام فقط.
زيارتها لوالدها:
فذهبت إلى منزل والدها لتجده مريضا، فأخذت تحكي له عن نبل ولطف “الوحش” معها، وبدأ يتعافى والدها حتى تعافى تماما، وفي الليلة الأخيرة تستيقظ “جميلة” على كابوس قد رأت فيه “الوحش” ملقى في القلعة ومغمض عينيه.
عودة جميلة وفك السحر:
فتعود مسرعة إليه، وتجده بهذه الحالة فتحتضنه قائلة “لا تمت أنا سوف أتزوجك”، وأثناء خروج هذه الكلمات يتحول “الوحش” إلى شابا وسيما جدا، فاندهشت مما رأته، فشرح لها أنه كان تحت تأثير سحر قوي لن يزول حتى توافق فتاة من الزواج منه، وطلب منها الزواج فعلا وتزوجا بعدها بفترة قليلة.