أطفالنا أمانة بين أيدينا، يجب علينا التوخي والحذر في تربيتهم تنشئتهم وإعدادهم لمواجهة كل تحديات المستقبل وصعوباته، أما عن التقصير في حق صغارنا في تربيتهم وإعدادهم فسيحاسبنا عليه رب العباد، إن البيت الذي يمثله الوالدين هو المدرسة الأولى والبنيان الأقوى الذي يتخرج منه الطفل ويتعلم ويتربى به.
أولا/ قصة الحصان الوفي:
بيوم من الأيام بأحد العصور السابقة كان هناك رجلا يسكن الصحراء، كان وحيدا لا يسكن معه إلا حصانه الذي كان يحبه حبا شديدا، كان يتفنن الرجل في تدليل ذلك الحصان الذي أحبه كثيرا، كان يهتم به وبأكله وهيئته حيث كان يطعمه الشعير مخلوطا بالسكر ليصبح حلو المذاق؛ وبيوم من الأيام مرض ذلك الرجل مرضا شديدا ونام في فراشه طريحا من شدة ما ألم به من مرض، حزن الحصان كثيرا على صاحبه فامتنع عن الأكل والشراب من شدة حزنه عليه، وكلها أيام والرجل توفاه الله وما فعله ذلك الحصان الوفي أدهش كل الموجودين، فبعدما قام الأناس بتغسيل الرجل وتكفينه والصلاة عليه، وهم يحملونه على ظهورهم لدفنه بقبره سار الحصان في جنازة صاحبه خلفهم، وعندما وضعوه بالقبر نظر الحصان إلى صاحبه نظرة حزينة للغاية جمعت فيها الكثير من مشاعر الأسى والحزن، لقد كان يعلم أنه لن يراه مجددا بعد اليوم، فانطلق الحصان كالبرق سريعا أمام كل الحضور حتى وصل إلى أعلى نقطة بالجبل ليلقي بنفسه فيموت حزنا على صاحبه وتأثرا بموته ويترك الناس جميعهم في حيرة من شدة وفائه لصاحبه.
اقرأ أيضا: قصص عالمية بائع التفاح البخيل
ثانيا/ قصة عن فضل الأمانة:
في يوم من الأيام كانت هناك زوجة صالحة للغاية، كانت صائمة قائمة خاشعة لله، كانت تعيش هي وزوجها وأولادها بالسعودية المكرمة، وبيوم من الأيام اشتد عليهما ابتلاء ضيق الرزق، فطلبت الزوجة الصالحة من زوجها أن يلتمس لهم طعاما من شدة الجوع، لم يكن الجل يجد عملا ليوفر قوت اليوم لأطفاله وزوجته، فذهب ليقترض بعض المال من أحد أصدقائه ولكن لم يقبل أحدا ليقرضه فاستغاث بالله ليعينه فذهب إلى بيت الله الحرام وتعلق به مناجيا ربه ليفرج عنه هم ما ألم به من غمة وضيق، وعندما خرج عائدا إلى بيته وجد كيسا مليئا بالأموال وعندما فتحه وجد به ألف درهم، فحمد الله على أنعمه وهم راجعا إلى البيت ليخبر زوجته بكل ما حدث معه، وعندما علمت بأمر كيس النقود أخبرته بأنها ليست من حقهم وأن لها مالكا لابد وأن يرجع إلى الحرم ليسأل عنه حتى يجده، وبالفعل رجع الرجل إلى بيت الله الحرام وأخذ ينادي بعلو صوته عن أمانة سقطت من صاحبها ومن يعطي مواصفاتها يحصل عليها، فقدم رجل وأعطى كل أمارات الكيس فأعطاه إياه الرجل، ولكن مالك الكيس فاجأه حيث أن سيده قد أعطاه عشرة آلاف درهم وأشار عليه بفكرة أن يضع ألفا واحدا منهم داخل كيس ويلقي به في الحرم ومن يجده ويرجعه له يكون أحق العباد بأخذ تلك الصدقة لأنه حينها سيكون أحق الناس برعاية حقوق الفقراء والمساكين وبذلك تكون صدقته رابحة لله وحده لا شريك له، فأعطاه العشرة آلاف درهم فتاجر الرجل وربح الكثير وكان دوما في ماله حق للسائل والمحروم كما أمر رب العباد سبحانه وتعالى.
اقرأ أيضا: قصص عالمية للاطفال قصيرة قصة ذات الرداء الأحمر
ثالثا/ قصة تعلمنا المعنى الحقيقي للرحمة:
بيوم من الأيام جمعت طاولة الطعام العديد من أهل العلم الأتقياء، وبمجرد أن وضع الطعام على الطاولة وجلس الكل ليتناولوه جاءت قطة صغيرة بيضاء اللون في غاية الجمال والرقة، أعطاها أحدهم قطعة خبز مغموسة بأحد أصناف الطعام الشهي، فحملتها القطة ورحلت ثم أتت من جديد فأعطاها الثاني قطعة من اللحم فحملتها هي الأخرى ورحلت، وتكررت هذه العملية أكثر من مرة مما أثار دهشة الموجودين وأصروا على تتبع أثرها، وعندما تتبعوها وجدوا مفاجأة عظمى في انتظارهم، لقد كانت تلك القطة الصغيرة تحمل الطعام إلى قطة عمياء تعيش في الجوار، فكلهم قالوا بصوت واحد: “الحمد لله الذي سخر هذه القطة الصغيرة لخدمة هذه القطة العمياء، فكيف للخالق أن ينسى أحدا من عبيده؟!”
اقرأ أيضا: قصص عالمية للاطفال كاملة قصة الأسير الهارب