ومازلنا نستكمل أحداث قصتنا المثيرة والشيقة والمليئة بأسمى معاني التضحية والوفاء من أجل البر بالوالدين حتى وإن كان الوالد أعمى والأم راحلة عن الحياة.
ابنة الأعمى الجزء الخامس
كانت “تشانج” قد وضعت يدها على خدها وتساقطت الدمعة من عينها، تذكرت حينها والدها فردت عليه: “أفعل أي شيء بالحياة لطالما والدي سيستعيد بصره”.
الرجل الغريب: “حسنا، ولكن هل اتفقنا على الثمن”.
تشانج: “إنني لن أقبل أي أموال، ولكن هل بإمكانك أن ترسل 300 كيس من الأرز للفقراء والمحتاجين”.
الرجل الغريب: “إن 300 كيس من الأرز لشيء زهيد للغاية مقابل حياتكِ، إننا نتعامل مع حياة إنسان”.
تشانج: “لا أريد سوى ذلك يا سيدي”.
الرجل الغريب: “لكش ما تريدين ولكن أعلمينا أين سنجدكِ؟”
أشارت تشانج بإصبعها تجاه منزلها: “أسكن بذلك المنزل يا سيدي، ولكن أعلمني متى ستغادر السفينة؟”
الرجل الغريب: “في تمام اكتمال القمر في السماء لهذا الشهر يا صغيرتي، أرجوكِ استعدي جيدا حتى يحين ذلك اليوم”.
تشانج: “لا تقلق يا سيدي سأكون في انتظارك، ولكن لجي رجاء وحيد لا تخبر والدي بالأمر وإلا كان كل ذلك هباء منثورا”.
الرجل الغريب: “فهمت يا صغيرتي، وداعا الآن وسنعود باليوم المحدد”.
ذهبت “تشانج” لقرب والدتها حيث كانت كلما ضاقت عليها السب ذهبت لتخفف الآلام عن نفسها…
تشانج: “أمي لقد قبلت أن أموت وأضحي بحياة من أجل استرداد والدي لبصره، إنني لست بنادمة على الإطلاق، ولكن كل ما يحزنني من سيعتني بوالدي طوال العام، من سيقوم بإحياء ذكري وفاتكِ، أمي لقد بدأت رحلتي للانضمام إليكِ فانتظريني لتأخذيني بحضنكِ”.
نادى عليها والدها بينما كانت تصلي لتحمد الله وتثني عليه لأنه استجاب لصلواتها…
تشانج: “لم لا تزال مستيقظا يا أبي؟”
والدها: “إنني لم أنم منذ أن كتبت على نفسي رسالة التعهد يا ابنتي الصغيرة”.
تشانج: “لا تقلق يا أبي فلقد أرسلت بالفعل 300 كيس من الأرز للفقراء”.
والدها: “ولكن كيف حدث ذلك يا ابنتي؟!”
تشانج: “لقد اعتبرتني السيدة التي أعمل عندها مثلي مثل ابنتها وتحملت المسئولية عني كاملة وأرسلت الأرز”.
والدها: “يا لها من سيدة جيدة وطيبة القلب، لقد تدبرتِ الأمر جيدا يا عزيزتي”.
وضع يداه على عينيه قائلا: “وهل سأبصر من جديد؟”.
تشانج: “كل شيء بيد الله يا أبي، وهو سبحانه قادر على كل شيء”.
عهدت “تشانج” لتجهيز كل شيء لوالدها قبل رحيلها باليوم الموعود، قامت بتجهيز ملابس الصيف وملابس الشتاء المنسوجة بالقطن، حرصت على جعل كل الملابس مغسولة ومعطرة، كما عهدت إلى تنظيف المنزل وغسل كافة الأشياء وإزالة الغبار عنها، غسلت جميع الأقداح، كما كنست خارج المنزل وما حوله حيث أنه بيوم الغد يوم الرحيل والفراق.
تشانج والدموع تنهمر من عينيها وتتحدث في نفسها وهي تنظر لوالدها النائم: “أبي إن اليوم آخر يوم أبات فيه معك تحت سقف واحد، فغدا يوم الرحيل، ومن بداية الغد سيتوجب عليك أن تستجدي من أهل القرية من جديد، أي نوع من العار والأحزان ستواجه يا أبي، سامحني يا أبي”.
لم تنم طوال هذه الليلة، وأول ما صاح الديك شرعت في محادثته بينها وبين نفسها أيضا: “لا أيها الديك لا تصيح، فإن صحت فسيطلع نهار جديد وهو بداية اليوم الذي سأموت فيه، إنني لست بحزينة لأنني سأموت، ولكن كل ما يقهرني أنني سأترك أبي وحيدا يعاني مصاعب الحياة بعدي”.
وبطلوع الفجر وقبل بزوغ الشمس بكثير من الوقت جاءها التجار ينادون عليها…
الرجل الغريب: “إنه موعد الرحيل يا صغيرتي، هل أنتش جاهزة؟”
تشانج وقد خرجت لملاقاتهم ويبدو عليها مشاعر الأسى والحزن والدموع لم تجف من عينيها بعد: “إن والدي الأعمى لم أخبره بعد باتفاقنا، فهل سمحت لي أن أعد له آخر وجبة وأخبره بحقيقة الأمر”.
الرجل الغريب: “بالتأكيد يمكنكِ ذلك”.
وبعدما أعدت له طعام الإفطار كان يصعب عليها إخباره بالحقيقة، كما كان يصعب عليها تركه وحيدا والذهاب بعيدا عنه، طال حديثها معه على أمل أن يطاوعها لسانها بإخباره حقيقة ما فعلت، ولكنه قاطعها أُناء حديثها بحلم قد رآه لها….
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء الأول
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء الثاني
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء الثالث
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء الرابع
قصص عالمية العندليب والوردة بها معاني التضحية والوفاء
قصص عالمية بدون نت بعنوان الأمير والفتاة اليتيمة الجزء الأول
قصص عالمية بدون نت بعنوان الأمير والفتاة اليتيمة الجزء الثاني
قصص عالمية بدون نت بعنوان الأمير والفتاة اليتيمة الجزء الثالث والأخير