كلنا ندرك ما تحدثه الحروب من دمار، تخريب، وأسرى، فهيا بنا نتعرف على قصة حدثت أثناء الحرب العالمية الثانية باليابان .
قصة الأسير الهارب:
أثناء الحرب العالمية الثانية, كانت هناك عائلة صينية تسكن في (منشوريا), تتكون من “أيرى لينكن”, وزوجته الحامل بابنتهما, وفى أحد الأيام أتى جنود يابانيين إلى منزلهم, وقاموا بسؤال “أيري” عن مكتب الشئون القانونية، فقال”أيري”: “إنه يوجد في نهاية الممر”, ولكن الجنود أجبروه أن يذهب معهم, وأخذوه بسيارتهم, وذهبوا به إلى اليابان لحفر منجم فحم, ولم يكن “أيرى” الوحيد الذي يأخذه الجنود اليابانيين إلى بلادهم, ولكنهم أسروا الكثير من الصينيين للعمل في مناجم الفحم, وغيرها.
اتخاذ قرار الهروب:
ومن شدة العذاب الذي كانوا يتعرضون له قرر “أيري” وأربعة من رفاقه الهرب من المنجم, وعندما قاموا بالهروب رأوهم بعض الجنود اليابانيين, وقاموا بإطلاق النار عليهم, وتم إلقاء القبض علي أربعة منهم، أما “أيري” فقد هرب باتجاه الغابة واختبأ فيها .
ما يخبأه القدر:
وبعد مرور ثلاثة سنوات من ولادة “تاميكوا” بمنشوريا, قام الجنود بإطلاق النار على زوجة “أيري”, وبتدمير كل ما لديهم في المنزل, وأخذ مزرعتهم ومنزلهم, وقام الجيش بعد ذلك بإعطاء المزرعة والمنزل إلى عائلة يابانية, أما “تاموكوا” ففقدت النطق بعد أن رأت والدتها سائحة في دمها, فوجدها رجل ياباني يدعى “سيزر”, وكان قد فقد الأمل في الرجوع إلى اليابان بعدما فقد عائلته خلال الحرب, وعندما وجد “تاميكوا “, قرر العودة إلى اليابان حيث تسكن عائلة أخيه .
شتات وضياع عائلة بريئة:
وبعد أن هرب “أيري” إلى الغابة, قام بزراعة بذور شجرة (الإيجاس)، وهى شجرة صينية تزرع في المناخ البارد, إنها الشجرة التي كانت تذكره بزوجته “هاني”, كانت “هاني” تحب ثمار شجرة (الإيجاس) كثيرا, و”تاميكوا” لازالت تفقد النطق, وكل ما تفعله اللعب مع العصافير في المزرعة, ولم يكن لديها أصدقاء غير “شيش”, وهو ابن أخ “سيزر”, وعند ما ذهبت إلى المدرسة, قام زملائها بالاستهزاء بها لأنها فاقدة للنطق, فقررت آنستها أن تساعدها, وذهبت بها إلى الدكتور الذي قال: “لا يوجد ألم بحنجرتها, ولكن فقدها للنطق ربما يكون ناتج عن أثر حادثة”.
صدفة لا يصنعها إلا القدر:
وفى يوم من الأيام عندما كانت تجلس “تاميكوا” في المزرعة سمعت صوت يغنى الأغنية التي كانت تغنيها لها والدتها, فذهبت نحو الصوت, فوجدت رجل في الغابة, فجلست أمامه وهو يغني, ونطقت بكلمة واحدة جاءت على لسانها “ماما بالصيني”, فنظر إليها باندهاش، وقال: “أتتحدثين الصينية؟”, وبدأت تردد معه الأغنية, وعندما رجعت إلى بيت عمها “سيزر”, وسألها أين كانت، فقالت “ماما” ورددت الأغنية، ففرح “سيزر”,”وشيش” بنطقها, وذهب “شيش” مسرعا وأخبر أنستها عن نطقها ففرحت.
اكتمال فرحة العائلة:
وتكتمل الفرحة في العائلة بولادة الفرسة, وطلب عمها منها أن تسمي الصغير, فأطلقت عليه اسم “مايكل”, فكان الجميع سعداء بما حدث, ولكن الفرحة لم تدم طويلا, إذ جاء الدب إلى الحظيرة, وأكل الفرس الصغير, فقرر “سيزر” أن يقتل الدب, وعندما ذهب لقتل الدب في الغابة رأى “أيري”, رجلا يحمل سلاح, ومتجه نحوه فظن أنه سيقتله فهرب من الغابة, وركب القطار المتجه إلى الصين, وعندما وصل وجد كل شيء محطم .
وبعد عشرة أعوام من انتهاء الحرب, أرادت “تاميكوا”, أن تبحث عن الرجل الذي جعلها تتكلم مرة أخرى لتشكره, فلم تجده, فقامت بإذاعة الأغنية عبر الراديو, وقصت ما حدث لها, وكيف فقدت النطق، فسمعها “أيري”, وعرف أنها ابنته, فرجع إلى اليابان, والتقى بابنته في لقاء حار.