3 قصص عربية للأطفال وجميلة اغتنمها لصغارك
هناك الكثير من القصص في التراث قديما وحديثا، والكثير منها من النوعية التي تمتاز بالجودة التي يمكننا تقديمها لأبنائنا ونحن مطمئنين للغاية؛ وأجمل قصص يمكننا سردها على أبنائنا القصص العربية والتي تمتلأ بالعادات والتقاليد التي نشأنا وتربينا عليها وتلزمنا للاستمرار في حياتنا.
القصـــــــــــــة الأولى:
من قصص عربية للأطفال وجميلة…
عندما كنا صغارا كنا على الدوام نلهو ونلعب بحديقة المنزل، وهناك كانت غرفة مخصصة لبقرتنا والتي بكل يوم في الصباح الباكر كانت تدخل والدتي هذه الغرفة وتخرج بعد قليل من الوقت بدلو صغير مملوء بالحليب الطازج وسلة مملوءة بالبيض الجميل.
كانت تأتي إلينا بعدما جهزت لنا الفطار اللذيذ الشهي من بيض مسلوق وحليب ساخن ما ألذ طعمه، كان على الدوام يدور ببالي سؤال كيف أن لبقرة كبيرة مثل بقرتنا أن تضع بيضات صغيرة الحجم مثل هذه؟!، ومرت الأيام على هذا الحال وكنت أظن أن البقرة تضع لنا بيضا عديدا، لدرجة أنه خطر ببالي سؤال لابد لها أن تضع بيضة كبيرة على الأقل تكون في حجمي أنا!
وفي يوم من الأيام كنا نجتمع لتناول طعام الغداء فاجأتنا والدتي بأن بقرتنا حامل وعما قريب سيأتي إلينا مولود صغير، كنت أسأل نفسي على الدوام وأي بيضة سيخرج منها المولود الصغير، وكيف حجمه سيكون؟!
وذات ليلة لاحظت حركة غريبة بداخل غرفة بقرتنا ووالدي ووالدتي قضيا الليل بأكمله هناك، وعندما استيقظنا في الصباح الباكر حملت لنا والدتي بشرى المولود الجديد، فركضنا جميعنا لنراه، وحينها قلت ما إن رأيت الصغير والذي كان جميلا للغاية ويشبه والدته كليا: “يا أمي لابد أن بيضتها هذه المرة كانت كبيرة الحجم”!
وعلت أصوات الضحكات من والدي ووالدتي وإخوتي أيضا ومضي الموضوع ولم أفهم شيئا يومها، واستحييت أن أسأل!
ومرت السنوات وعندما كبرت اكتشفت الحقيقة الكبرى أن البقرة تلد ولا تبيض!، وأن سلة البيض كانت للغرفة الأخرى التي كانت بها دجاجات تبيض لنا البيض الشهي كل يوم ولم أكن أعلم بهذه المعلومة.
القصـــــة الثانيـــــــــــة:
قصة قيمة من قصص عربية للأطفال وجميلة…
في يوم من الأيام كان هناك طفل صغير يلعب ببالون زاهي اللون جميل للغاية، وأثناء لعبه اختطف أخوه الكبير البالون من يديه وجعله يبكي حزينا لخسارته بالونه والذي كان سعيدا للغاية باللعب به.
غضب البالون غضبا شديدا لغضب الطفل الصغير والذي كان سعيدا أيضا بصحبته وباللعب معه، أما عن أخيه الكبير فلعب كثيرا بالبالون ومن ثم أحضر إبرة حادة وأراد أن يوخز بها البالون، فاستغل البالون رياح خفيفة قدمت فجعلها تحمله معها، وأثناء رحلته مع الرياح رأى عصفور صغير نائم بالعش ولا يدري بأمر الثعبان الذي يزحف على الشجرة ليبتلعه، فترك البالون الرياح وذهب للثعبان فأخذ يضايقه حتى اختل توازنه وسقط من أعلى الشجرة ولقي حتفه، فسر البالون كثيرا بفعله الصالح.
وبينما كان يكمل طريقه رأى نملة صغيرة غارقة بالمياه، تجاهد لتنجو بحياتها، فاقترب منها البالون لتتمسك بها ويأخذها بعيد من المياه، وبالفعل نجح البالون في ذلك واستطاع إنقاذ حياتها الثمينة، وأكمل طريقه وبينما كان يعلو ويعلو في السماء لاحظ طفل صغير يجلس في إحدى النوافذ ويبكي بشدة، فاقترب منه مقررا أن يجعله يبتسم للحياة مجددا، وما إن رآه الطفل حتى هدأ قليلا وبدأ يتأمل البالون.
والبالون يتعجب من أمره، فدخل الطفل غرفته وخرج منها بقلم ملون، وأمسك بالبالون وكتب عليه بخط متقطع نظرا لصغر سنه.. كل عام وأنت بخير يا حبيب قلبي!
فسأله البالون عن حاله، فأخبره الطفل الصغير بأن اليوم يوم مولده وكانت والدته بكل يوم مولد له تأتيه ببالون مماثل له وتكتب عليه كل عام وأنت بخير يا حبيب قلبي، فسأله البالون: “وما الذي حدث جعل والدتك لم تكتب لك هذه الجملة فكتبتها أنت بنفسك؟!، وما الذي حدث معك ليجعلك تجلس حزينا وحيدا باكيا بمثل هذا اليوم السعيد؟!”
فأجابه الطفل: “لقد رحلت والدتي من أسبوع مضى”!
حزن البالون على حال الطفل الصغير كثيرا، وقال له: “إن والدتك لن تكون سعيدة وأنت تعاني من بعدها، افعل ما كانت تحب أن تراك تفعله والدتك، وبهذه الحياة إنما هي أيام ونمضي، لذا علينا أن نحسن استغلال أيامنا في كل ما يفيدنا لنجتمع بمن نحب بالحياة الآخرة ولا نفارقهم”.
القصـــــــــــة الثالثــــــة:
قصة قيمة من قصص عربية للأطفال وجميلة…
كان هناك مستعمرة من الضفادع أرادت الانتقال لبحيرة بها مياه أفضل من البحيرة التي صارت المياه فيها ضحلة، وبينما كانوا ينتقلون سقط ضفدعان في حفرة عميقة للغاية، شرعا الاثنان في المحاولات للقفز والخروج من الحفرة ولكنها كانت عملية صعبة للغاية وشاقة.
وكان بقية الضفادع من المستعمرة تثبط عزيمتها وتخبرهما بمدى استحالة نجاتهما، وعلى الرغم من ذلك إلا إنهما قضيا ليلة بأكملها في محاولات للنجاة، والمستعمرة بأكملها ما إن حل الصباح تركتهما بالحفرة وحيدين وأكملوا المسير، أحد الضفدعين استسلم وفاضت روحه في الحال، أما الآخر فلم ييأس وأكمل القفز محاولا الخروج.
وبالفعل تمكن الضفدع من الخروج على الرغم من استحالة الأمر، وأكمل مسيره على الرغم من شدة تعبه ليتمكن من الوصول للمستعمرة ومتابعة الرحلة معهم، وحينما وصل إليهم تعجبوا جميعا مما فعل ومن قدرته على النجاة مما كان واقعا فيه.
وكانت المفاجأة الكبرى بالنسبة إليهم جميعا أن الضفدع كان أصما، ولهذا السبب لم يتأثر بكلمات التثبيط من العزيمة والإرادة التي تأثر بها الضفدع الآخر الذي استسلم للأمر الواقع ولقي حتفه من اليأس والإحباط والخوف، أما عن الضفدع الذي نجا فكان يظن أنهم يشجعونه لذا ازداد عزيمة وإصرارا واستطاع النجاة.