قصص عن أشخاص ناجحين تحمل بطياتها درر الفائدة للجميع
للنجاح معايير كثيرة تحدده، وللأشخاص الناجحين الكثير من الطرق الخاصة التي تمكنهم من تحقيق النجاح على طريقتهم الخاصة.
ويختلف معيار النجاح من وجهة شخص لآخر، ولكن في النهاية يتفق الجميع على أنه نجاح باهر وإن كان في أيٍ من مجالات الحياة المختلفة، كل إنسان باستطاعته رؤية النجاح الذي حققه بنفسه أو حققه آخرون من حوله، فهذا المبدأ لا يختلف عليه أي شخص بالحياة.
أما نحن فنؤثر قراءة قصص عن أشخاص ناجحين حتى يمكننا التأسي بهم والأخذ بما ينفعنا من نهجهم طوال رحلة كفاحهم وحتى الوصول للنجاح الذي حققوه في أيٍ من جوانب الحياة.
من قصص عن أشخاص ناجحين:
في بداية حياتها تقدم للزواج منها شقيق زوج أختها، ورحبت بالفكرة كثيرا ولاسيما أنه كان على دين وخلق حافظ لكتاب الله تعالى ومعه دراسات عليا في الشريعة الإسلامية، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، عارض ابن عمها زواجها من ذلك الشاب وأبدى إرادته التامة بالزواج منها، وعلى الرغم من رفضها التام بالزواج من ابن عمها إلا أن والدها أبى أن يتم زواجها من شقيق زوج أختها.
إرادة وصمود:
تقبلت الأمر الواقع، ولكنها أيضا في نظير رفضهم لزواجها بذلك الشاب الذي رأت فيه والدا صالحا لأبنائها أبت قطعا الزواج بابن عمها، وأبدت رغبتها العارمة بإكمال تعليمها، كانت حينها في الثانوية العامة بصفها الأول، وبعد الكثير من المحاولات من والدها لإتمام خطبها بابن عمها، لم تقبل الفتاة الخطبة له إطلاقا، وطلبت من والدها أن يحترم رغبتها مثلما احترمت رغبته ونفذتها رغما عنها.
أبدت تفوقا باهرا بسنوات الثانوية العامة الثلاثة بدرجة جعلت من والدها كارها أن يوقف تعليمها ويحرمها منه بعد معاناتها وتعبها طوال الثلاث سنوات مثلما اتفق معه ابن أخيه، فطلب من أخيه أن ينتظر إنهائها من سنوات الجامعة إن كان جادا في رغبته من الزواج بابنته.
وبالفعل التحقت بكلية التربية العامة قسم اللغة الفرنسية، وحققت تفوقا باهرا في كل عام طيلة الأربعة أعوام، وفي الإجازة نهاية العام كانت تلقى من ابن عمها إصرارا رهيبا في محاولته بالفوز بها، ولكنها رفضت طريقه من البداية، رفضت أسلوبه في الضغط على والدها والتعنت وحب السيطرة على كل من حوله، ولازالت في طريق إصرارها وكل ذلك للتخلص منه، لم ترى نفسها زوجة له نهائيا، كانت تؤثر بقائها بلا زواج على الارتباط بشخص مثله.
وفكرة أخرى عن أشخاص ناجحين من خلال: قصص نجاح سعودية
عدم الاستسلام رغم كل المعاناة:
وبعد الانتهاء من سنوات الدراسة بالجامعة وعلى الرغم من عروض الزواج التي كانت تأتيها من كثيرين مناسبين لها إلا أن والدها كان يرفض دون إعلامها بالأمر من أجل الكلمة التي وعد بها ابن أخيه، كانت كلما سمعت شيئا مماثلا من هذا القبيل يصيبها اليأس ولكنها لا تستسلم ولا تتراجع عن أمرها.
ونظرا لتفوقها طيلة سنوات دراستها بمجرد أن قدمت أوراقها لوزارة التربية والتعليم تم قبولها على الفور، وفي بداية الأمر كان أجرها مقابل كل حصة تدرسها للطلاب قبل أن يتعاقدوا معها، لم ترفض ذلك الأمر بل أخذت الأمر على عاتقها وكأنه تحدي جديد بالنسبة لها، فأبدعت في طرق تعليم طلابها وحسنت من مستواهم بطريقة أذهلت كل من كان يشرف عليها، وفي أقل من عام حصلت على العقد من الوزارة وباتت معلمة بدوام كامل.
كل ذلك وابن العم ينتظر ولكنه بات على آخره، في هذه المحاولة بات جادا في أمره، وهي أيضا كانت جادة في أمرها لأبعد الحدود تجرأت وأعلمت الجميع أنها لا تقبل بمثله زوجا له ووالدا لأبنائها، عاقبها والدها بضربها ومنعها عن مزاولة مهنتها ولكنها لم تستسلم ولم تتراجع عن موقفها، واتخذت من ذلك الأمر مسألة حياة أو موت، وفي النهاية قام ابن عمها بخطبة فتاة غيرها وتزوج بها.
قرار مصيري:
وقبل أن تستفيق من ابن عمها والضغط المستمر عليها طيلة سبعة سنوات، وجدت ابن عمها الثاني يتقدم بعرض الزواج منها وأبدى إصرارا بالغا وجادا في أمره، تمنت لو أن الأرض تبتلعها ولا تكرر التجربة المريرة، ولكن جاءتها شقيقتها وتحدثت إليها أنه كان قد طلب منها الزواج بها منذ أن كانت بأولى سنوات الثانوية العامة وأنه احتفظ بالسر مع شقيقتها وأخذ عليها عهدا بألا تذكره أمام أحد.
أعجبت كثيرا بشخصيته بعد ما أخبرتها إياه شقيقتها، فطيلة هذه السنوات يعشقها ويأبى أن يتحدث لكي تركز على حياتها العلمية، وألا تنشغل بشيء آخر، وعندما أتيحت له الفرصة لم يضيعها عبثا.
سألت والدها عن رأيه في ابن أخيه الآخر، فأبدى إعجابه بشخصيته وطلب منها الرد في أسرع وقت ممكن، تعجبت كثيرا عندما علمت منه أن ابن عمها يتقبل منها رأيها أيا كان، ولكن لا يمنع ذلك أنه سيكون أسعد إنسان في الوجود إن قبلت به زوجا لها.
زواج وسعادة غامرة:
صلت الفتاة صلاة استخارة ورأت الخير الكثير، وافقت على الزواج منه، ورأت من ابن عمها السعادة وإيثارها على نفسه؛ هذه الفتاة طموحة ولديها شغف بكل شيء تفعله، ومن جديد تحديات بالحياة فقد باتت مشاكل كثيرة مع أهل زوجها ولاسيما والدته والتي كانت تغار من طريقة معاملة ابنها لزوجته ابنة عمه الاستثنائية الفريدة من نوعها؛ فأبت الفتاة مجددا الاستسلام وباتت تكثف من العمل وتعطي دورات خاصة لمن يريد من الطلاب تحسين مستواه باللغة الفرنسية، جدت كثيرا وأعانت زوجها وتمكنا سويا من شراء قطعة أرض وبناء منزل ما أجمله عليها.
وكل عام باتت تعين زوجها على شراء قطعة أرض جديدة، وفي بداية زوجها عانت من موضوع الحمل، فقد تأخر حملها لمدة خمسة سنوات، كان زوجها صبورا للغاية على عكس أهله الذين أوجعوها من كثرة المضايقات، ولكنها لم تستسلم مجددا، ذهبت لأكثر من طبيبة وسافرت البلاد حتى من الله عليها سبحانه وتعالى بثلاثة من البنين وبنوتة غاية في الجمال.