دائما ما يوجد ذلك الشخص بحياة كل منا، شخص مختلف الحضور ومختلف في حديثه دائما، حتى السعادة التي يمنحها دائما تكون مختلفة بنوعها وطبيعتها.
“عشقتكِ بجنون” الجزء الثامن
لم يأكل وهي لم تأكل أيضا، حملت الطعام وأنزلته كما صعدت به مسبقا، وعندما صعدت مجددا لتخلد لنومها وجدته في انتظارها ولكنها حملت غطائها وأراحت جسدها على الأريكة، لم تغمض عينيها طوال الليل ولا لثانية واحدة والدموع بهما لم تجف، مكثت طوال ليلها على هذا الحال وهو يرقبها من بعيد ويأبى أن يقترب منها ويداوي الجراح التي سببها لها.
وفي الصباح كان نائما حينها أما عنها فقد غسلت ملابسه وقامت بكي ما سيرتديه وعطرته، ونزلت للأسفل لتقوم بما عليها القيام به، كانت دائما تتقرب لربها سبحانه وتعالى وتدعوه أن يكتب لها الخلاص القريب حتى وإن كان برحيلها عن الحياة بأسرها.
استيقظ من نومه وأول شيء فعله نظر تجاهها ولكنه لم يجدها، ووجد الغرفة بأكملها نظيفة ومرتبة، دخل الحمام وأخذ دوشا ساخنا، ومن بعدها استدعاها بصوت مرتفع منه مناديا باسمها “فاطمــــــــة”، صعدت إليه ملبية النداء، وحينها تقرب منها ولكنها صدته بأن وضعت يديها على صدره حتى لا يقترب منها أكثر من ذلك …
أحمد: “أترغبين في إتمام دراستكِ، واجتياز الامتحانات النهائية لعامكِ النهائي؟!”
فاطمة: “إنني لم أعد أريد شيئا من الحياة”.
وهمت بالرحيل ولكنه أمسك بيدها، والدموع فعليا في عينيه: “ألا تنوين مسامحتي على فعلتي يا فاطمة؟!”
فاطمة: “لقد سامحتك بالفعل على كل ما فعلته وما تفعله وما ستفعله أيضا بي”.
أحمد: “أحقا؟!، هل ستنفذين كل ما سأمليه عليكِ؟!”
فاطمة: “إنك زوجي ولك علي حق السمع والطاعة في كل ما تقول إلا ما يغضب الله سبحانه وتعالى”.
أحمد: “إذا عليكِ بمذاكرة جميع دروسكِ وبكل إتقان، وقبل أن أذهب للجامعة سأذهب لأتحقق من تأكيد تسجيلك بدخول جميع الامتحانات”.
فاطمة: “ولكن إنني لا أملك من أمري شيئا، ووقتي لا يسمح لي…”، وقبل أن تنهي حديثها قاطعها بأن أمسك يدها ووضع إصبعه على فمها ونزل بها للأسفل …
أحمد: “أمي … عبير، اقتربا لتسمعا ما سأقوله، من الآن فصاعدا دعي يا أمي فاطمة من القيام بالأعمال المنزلية لتتفرغ كليا لدراستها وعبير أيضا”.
والدته: “أكيد يا بني لك ما تتمنى، ولكني لم أكن أعلم أنها تدرس نهائيا وهي لم تذكر لي شيئا مماثلا من قبل وإلا ما تركتها تقوم بأي شيء بالمنزل، أنت بالتأكيد تعلم أنني أعشق أعمال المنزل”.
ولكن عمته ردت عليه ردا قاسيا، عمته تسكن بنفس المنزل هي وبناتها الثلاثة، منزل عائلة للجميع …
العمة: “وعندما لا تخدم زوجتك من يقوم إذا بأعمال المنزل، أنسيت أنها زوجة فصلية؟!”
أحمد: “ليس لأنكِ عمتي سأعطيكِ الحق بإهانة زوجتي، إنها زوجتي ومصلحتها تهمني وأفضلها على أي أحد لطالما لم تخطئ بحقكم”.
العمة: “كبرت وتعلمت الكلام، اصنع منزلك بيدك وبعدها تعال وتحدث مع من يكبرك سنا”.
أحمد: “إنه لطلب رخيص للغاية يا عمتي العزيزة الغالية”.
أمسك بيدها أمامهم جميعا، وصعد للأعلى وهناك طلب منها تجهيز حقائبهما على الفور، وعندما حاولت التحدث معه “فاطمة” لم يعطها فرصة، بل إنه شرع في تجهيز الحقائب معها؛ كانت المصادفة أنها تجهز حقائبه وهو يجهز حقائبها وبالأخص ملابس النوم خاصتها، وكلما أمسك بشيء منها شعر بسخونة تغمر سائر جسده.
صعدت خلفه والدته تهدئ من روعه ولكنه أخبرها: “دعينا نرحل يا أمي لو تحبينني فعلا، فلم أعد أحتمل، وصدري أصبح ضيقا ولا يتسع لكل هذه الترهات”.
والدته: “ستدعنا يا بني نمكث بالمنزل كله دون رجل يكون مسئولا عنا؟!”
أحمد: “يا أمي كلها أقل من شهر ووالدي وعلاء (شقيقه الأكبر) يصلان بالسلامة من سفرهما، غير أنني لن أترككِ وشقيقتي من الأساس ستجديني كل يوم أمر عليكما”.
والدته: “افعل ما يريحك يا بني إنني لن أضغط عليك، وكرامة زوجتكِ من كرامتكِ يا بني، وعندما يأتي والدكِ بالتأكيد سيكون هناك كلام مختلف للغاية مع شقيقته”.
حمل الحقائب ورحل وزوجه لمنزل آخر، وأول ما دخلا به …
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا:
قصص فصليه لحبيب أختي بعنوان عشقتكِ بجنون الجزء الأول
قصص فصليه لحبيب أختي بعنوان عشقتكِ بجنون الجزء الثاني
قصص فصليه لحبيب أختي بعنوان عشقتكِ بجنون الجزء الثالث
قصص فصليه لحبيب أختي بعنوان عشقتكِ بجنون الجزء الرابع
قصص فصليه لحبيب أختي بعنوان عشقتكِ بجنون الجزء الخامس
قصص فصليه لحبيب أختي بعنوان عشقتكِ بجنون الجزء السادس
قصص فصليه لحبيب أختي بعنوان عشقتكِ بجنون الجزء السابع