قصص قبل النوم رومانسية طويلة بعنوان “رجوع العاشق المجنون” الجزء العاشر والأخير

قصص قبل النوم رومانسية طويلة

ريم إبراهيم19 نوفمبر، 2020

3 دقائق

ومازلنا في طيات قصتنا الشيقة والممتعة، القصة التي تجسد حالة الحب الصادق، وأن الله سبحانه وتعالى ينصر من يصدقه ويعينه على قضاء أمره أيضا.

رجوع العاشق المجنون الجزء العاشر والأخير

أصبح زفافي بالغد، كانت كوقع الصاعقة على قلبي، سأكون لغيره؟!

بالصباح الباكر خرج الشاب مع والدي للحقول، كان والدي محبا للحمام بجميع أنواعه، لدرجة أنه كان بكل يوم بلندن يذهب للميدان ليضع حبوب القمح لأجله.

وأثناء سيرهما سويا سقطت إحدى الحمامات تصارع من أجل البقاء، كان الشاب طيب القلب لم يقوى على مشاهدتها بهذه الحالة السيئة، ركض تجاهها وأمسك بها وأسعفها، وبالفعل استطاعت الحمامة الطيران والتحليق بعيدا من جديد، لقد اصطادها ابن صديقه عديم الرحمة، لقد كانت هوايته الوحيدة الصيد وسلب الحياة من الحيوانات دون أسباب.

وضعت على يداي الحنة، ووضع الذهب والثياب من حولي، كانت عيناي تذرفان الدموع والقلب مجروح ولا أقوى على الحديث، كنت أشعر وكأنهم يزفوني للموت، عروس الموت هي أنا!

تمت جميع الاستعدادات للزفاف، والغريب أن الشاب يساعد في ذلك، لقد جعلني متحيرة في أمري ولكن في كل مرة تقع عيني عليه أجد الحزن الدفين بهما وكبح لدموعهما.

أخرجت الصورة الوحيدة التي جمعتنا بالرحلة، دخلت والدة زوجي المستقبلي فجأة فاضطررت لترك الصورة من يدي، ربما حملتها الرياح لتصل في يد والدي، تسوء كل الأحوال في وجه الشاب.

يبرحه والدي ضربا ولكن الشاب لا يدافع عن نفسه ولو بكلمة واحدة؛ ركضت بثوب زفافي والدموع تنهمر من عيني، وقفت حاجزا بينه وبين والدي، والدي كفت يده من ضربه، نظرت في عينيه وأخيرا أطلقت العنان للساني…

للشاب: “ألم أقل لك أن تأخذني بعيدا عن هنا وترحل؟!، ألم أخبرك أنه لا يوجد هنا أحد يهتم بي ولا بسعادتي؟!، ألم أخبرك أنهم قساة القلوب لا يأبهون للبنات؟!”

وضع يده على فمي ويذرف الدموع: “الإنسان يهرب من الغريب العدو، لكن هؤلاء هم أهلنا لا يمكننا الهرب منهم، وإن تمكنا من ذلك فلن نقوى على الفراق والبعد؛ لقد أردت محبتكم، أردت أن يتعرف كل منكم على معدني الحقيقي، أأجرمت أنني لا أستطيع العيش دونها، أنني لا أستطيع نسيانها، أنني لا أستطيع المضي قدما دون التفكير بها؟!

إنني أراها في كل شيء من حولي، قلبي لا يتوقف عن الخفقان والاشتياق لرؤيتها، ابتسامتها بالنسبة لقلبي هي الدواء وشفائه من كل الأوجاع؛ إن كنت ترى أنه سيقدم لها السعادة أكثر مني، ماذا في ذلك فأنت والدها وأعلم شخص بمصلحتها، ولطالما أحببتها”.

رحل الشاب وقد أخذ قلبي معه، سقطت على الأرض…

عندما استفقت ركضت لأجلس تحت قدمي جدتي المريضة، أدعو الله أن يأخذ أنفاسي ويريحني من عالم ليس به أمان ولا حب لا يسود به إلا الظلم والجبروت.

جاء الخبر بأن ابن صديق والدي اصطحب أصدقائه وذهبوا جميعا لمحطة القطار للتخلص من حياة الشاب؛ ذهب والدي وصديقه لإنقاذ كليهما، فبالطريقة هذه واحد يقتل والآخر يسجن؛ جاء دور والدتي المحبة والتي نوت ألا مزيد من التضحيات، وأنها ستقدم لابنتها السعادة التي حرمت منها طوال حياتها، أخذتني معها وذهبنا للمحطة لرؤية الشاب.

عندما وصلنا وجدته ينزف الدماء من كل مكان بجسده، كان يتقاتل معهم بكل قوته، صامدا غير مهتز، جاء والدي ليفض النزاع بينهما كان حينها الشاب يضرب ابن صديقه الذي تطاول عليه أولا، هم الشاب بضرب والدي ولكن ما إن تأكد من ملامحه تراجع على الفور، اكتفى بالدموع المتساقطة من عينيه.

أعلنت صافرة القطار عن رحيله، حمل حقائبه وحمل نفسه وصعد للقطار، قلبي ينفطر لا أحتمل النظر إليه يرحل بعيدا عني، ألن أراه مجددا؟!

ركضت تجاه القطار، ولكن والدي أمسك بيدي بشدة، أخذت أتوسل إليه…

أرجوك يا ولدي اترك يدي، اسمح لي بالذهاب معه، لا أطيق الحياة دونه يا أبتي، أرجوك يا أبي اسمح لي لو كنت حقا تحبني، لو أحببتني يوما…

الشاب يقف على باب القطار الذي سر به بعيدا ينظر إلينا وعيناه تفيضان بالدموع…

ترك والدي يد وقال: “اذهبي يا حبيبة قلبي، لن يقدر أحد أن يحبكِ بقدر حب هذا الشاب لكِ، اذهبي لسعادتكِ”.

نظرت إليه وسر قلبي، رأيت الفرحة في عينيه وعيني والدتي وعيني أختي الصغيرة.

ركضت بكامل قوتي لألحق بالقطار، وكما رؤيتي الأولى له تمكنت من اللحاق بالقطار بمساعدته، لقد مد يده ليأخذ بيدي، تزوجنا وعشنا في سعادة يملأها الحب طول العمر.

رجوع العاشق المجنون الجزء العاشر والأخير

مقالات ذات صلة

تعليق واحد