يوجد لدينا العديد من الطرق والأساليب لإكساب الطفل الصغير العديد من القيم والسلوكيات الإيجابية، ولكن بالرغم من عدة هذه الطرق إلا أن سرد القصص يظل الطريقة الأفضل والأمثل لأطفالنا الصغار.
إن سرد القصص على مسامع صغارنا يعد الطريقة الأكثر فعالية في التأثير في سلوكياتهم وتقويمها للأفضل.
الطفــــل الصغيــــــر “ماوكلي”
يحكى أنه في قديم الزمان….
كان هناك ذئبا كبيرا خرج للغابة ليصطاد لعائلته، وما إن دخل أعماق الغابة بحثا عن فريسته حتى سمع صوت بكاء، اقترب من مصدر الصوت وإذا به يجد طفل بشري صغير، رق قلب الذئب لحاله وحمله بعناية شديدة لزوجته.
كان هناك من يراقب الذئب من بعيد، لقد كان النمر “شيرخان” والذي كان يبدو أنه في قمة الغضب حيث أنه من قام باختطاف الطفل الرضيع من عائلته ليجعله وجبته الدسمة القادمة، ولكن هذا الذئب قد جعل مخططه يبوء بالفشل.
لقد أسر قلب زوجة الذئب بالطفل البشري الرضيع كما فعل قلب زوجها، وأطلقت عليه اسم “ماوكلي”، وقامت بتربيته والعناية بأموره مثله مثل أبنائها الصغار؛ كبر “ماوكلي” وصار يلعب مع الصغار تحت الأشجار بالغابة، وكان الجميع في غاية السعادة والفرح، وكان هناك “شيرخان” لايزال يراقبهم جميعا لأنه شعر بطعم الهزيمة على يد الذئب الذي اختطف فريسته؛ لقد كان “شيرخان” في انتظار أقل فرصة لاختطاف “ماوكلي” ونيل شرف التهامه.
وبيوم من الأيام اجتمع الذئب الحكيم “أكيلا” مع الدب “باللو” والفهد “باجيرا” بخصوص “ماوكلي”…
أكيلا: “إن البشريين يتميزون بالذكاء، لذلك ينبغي علينا أن نجيد تنشئة ماوكلي ونربيه كفتى أدغال، على كليكما تعليمه كل الفنون ليصبح فتى أدغال قوي”.
لقد اتسم “ماوكلي” بالذكاء، وكان تلميذا مطيعا يتبع التعليمات التي توجه له من باللو وباجيرا ويقوم بتنفيذها كما تقال له، وعلى مر السنوات أصبح “ماوكلي” قادرا على تسلق كل الأشجار مهما ارتفع طولها، كما أنه كان متميزا بذكائه في طرق جمع العسل والثمار، وكان يختلف في طرق عمله على عكس سائر الحيوانات.
قاما الاثنان بتعليمه لغات الحيوانات والطيور، والكلمات السحرية التي تتعامل بها الحيوانات عندما تشعر بوضعية الخطر، علماه الفخاخ التي ينصبها البشر لحيوانات الغابة وكيفية تفاديها، كان “ماوكلي” سريع العداء ومحترف في السباحة.
وبيوم من الأيام سقط أحد صغار الذئاب في فخ لشيرخان، وكاد النمر “شيرخان” أن يلتهم الصغير ويصبح وجبة صغيرة بمعدته الكبيرة إلا أن “ماوكلي” باستخدام أحد حيله وهي عن طريق الطيران فوق الفخ بواسطة أحد نباتات الغابة وإنقاذ الذئب الصغير من بين أنياب شيرخان.
ضمر “شيرخان” الحقد في قلبه تجاه “ماوكلي” واستطاع التخلص منه، ولكنه أيقن أنه لن يستطيع فعل ذلك إلا من خلال طلب مساعدة القردة الأشرار حيث أن “ماوكلي” محاط بأصدقاء أوفياء.
أيقن القردة أنهم لو نجحوا في اختطاف “ماوكلي” فبإمكانهم تعلم كل حيله وبالتالي يصبحون أذكياء بمثل ذكائه، وبالتالي لن تتواجد قوى بكل الأدغال باستطاعتها هزيمتهم.
وبالفعل تربصوا له واستطاعوا أن يختطفوه، ومن يد قرد ليد قرد آخر حتى تمكنوا من الوصول به لمملكتهم (مملكة القرود)، وقد كانت عبارة عن مكان تم بناؤه بيد البشر غير أنهم هجروه، وعمره من بعدهم القرود بعدما اتخذوا كبيرا وزعيما لهم.
وفجأة لاحظ “ماوكلي” في السماء النسر “شالو” يطير فوقه، فصرخ “ماوكلي” بالكلمات السحرية التي كان علمه إياها باللو وباجيرا، فهم النسر الرسالة وذهب لأصدقاء “ماوكلي”
وأعلمهم بأمر اختطافه وبمكانه أيضا.
ذهب “باجيرا” وباللو لمساعدة الثعبان “كا”، وذهبوا ثلاثتهم لإنقاذ “ماوكلي”، انتظروا اللحظة الحاسمة للانقضاض على القردة، على الرغم من محاولات “ماوكلي” العديدة للهرب منهم إلا أنهم كانوا يفوقونه عددا؛ وبمرج هجوم الفهد “باجيرا” عليهم أخذوا “ماوكلي” وقتموا بسجنه بغرفة محكمة الإغلاق.
كان “ماوكلي” يسمع صوت “باجيرا” من داخل الغرفة وكيف أنه يعاني من كثرة أعدادهم، فنصحه على الفور أن يستعين بمنبع المياه الموجود بالمكان حيث أنه كان يعلم أن القردة تخشى المياه.
نجح “باجيرا” في ذلك ولكن “باللو” لا يزال محاصرا بكثرة أعداد القردة، تدخل الثعبان “كا” في إنقاذه، وكانت القردة تخشى وتخاف من “كا”، وبمجرد أن نفث بهم أصبحوا جميعا متسمرين بلا حراك، وبضربة من ذيل “كا” تمكن من هدم الحائط وإخراج “ماوكلي”.
فشل مجددا “شيرخان” من التخلص من “ماوكلي” بسبب أصدقائه الأوفياء، وبعد كثير من الزمن اكتشفوا عائلة “ماوكلي” الحقيقية، وقاموا بإعادته لوالدته وأخيه الرضيع الذي يشبهه كثيرا، ولكنه لم ينسى يوما عائلته التي قامت بتريبته، فكان دوما يزورهم بالأدغال.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
6 أسماء قصص أطفال مفعمة بالتشويق والإفادة
3 قصص أطفال مكتوبة لتعليم القراءة بعنوان بشرى ومواقف تعليمية بالحياة
قصص أطفال عصافير بعنوان العصفورة غرودة وحماية بيضها
روعة