ما أجمل ديننا بكل معانيه، فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، والحمد لله الذي جعل فينا محمدا صلى الله عليه وسلم، فهو طب القلوب ودوائها، وعافية الأبدان وشفائها، ونور الأبصار وضيائها، فكل قصة دينية تحمل كثيرا من المعاني الإنسانية القيمة، التي تدعو دائما إلى الإقتداء بخلق خير الأنام، فهو أسوتنا الحسنة ومربينا الأعظم.
قصة صلاح الدين ونصرته لدين الله:
بيوم من الأيام وصل “صلاح الدين” نبأ بأن القائد الفرنجي “أرناط” (القائم بإمرة الكرك بفلسطين) يقوم بقطع الطريق على الحجاج المسلمين، ويستبيح لنفسه ولجنده دماء النساء والأطفال الأبرياء، وعلاوة على ذلك يستهزئ بالمسلمين وبدينهم وبرسولهم الكريم بقوله: “قولوا لنبيكم محمد أن يدافع عنكم”، فيا له من رجل فظ غليظ القلب؟!
موقف “صلاح الدين الأيوبي” لنصرة دين الله الحق:
وبعدما تأكد “صلاح الدين” من صدق النبأ الذي جاءه، بخصوص القائد الفرنجي وبما يفعله تجاه المسلمين، عن طريق أحد المسلمين الذين استطاعوا الفرار من جبروت القائد الظالم ومن بطشه؛ فما كان من “صلاح الدين” إلا أنه اعتزل الناس لمدة يومين كاملين، عاكفا يصلي ويدعو ربه أن يعطيه البشارة من أجل نصرة دينه والانتقام والثأر لرسوله حتى جاءته البشارة.
وما النصر إلا من عند الله:
جهز “صلاح الدين” العتاد، وجاء يوم الزحف، فألقى على جنود جيشه خطبة تحفيزية تدعو إلى نصرة الله ودينه، والانتقام من أعداء الله الذين طغوا في الأرض واستكبروا وعتوا فيها عتوا كبيرا قائلا: “يا جند محمد صلى الله عليه وسلم إن القائد الفرنجي “أرناط” قد استحل دماء نساء وأطفال المسلمين، انتهك حرمة الحجاج، واستهزئ برسولكم الكريم قائلا للضعفاء: “قولوا لمحمدكم أن يدافع عنكم”، وها أنا ذا قد قدمت نفسي فداءا لله ولرسول الله، فمن كان منكم معي فليلحقني وينتصر لدينه الإسلام”، فما كان من الجند إلا أن أجابوا بصوت زلزل الأركان: “كلنا فداك يا رسول الله”.
معركة “حطين” وانتصار جيش المسلمين:
دارت معركة نارية من شدتها بين الفرنج أعداء الله والمسلمين الذين أرادوا نصرة دين الله، وأسفرت عن تحقيق جيش الإسلام انتصارا مبهرا “أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”، فالنصر دائما حليف القلوب التي توحدت على كلمة واحدة كلمة الحق.
نتائج معركة “حطين”:
وقع القائد الفرنجي “أرناط” أسيرا ذليلا في أيدي المسلمين البواسل، وأذاقه “صلاح الدين” الندم على ما قدمت يداه قائلا له: “أأنت الذي استضعفت المسلمين بسائر البلاد، استحللت دمائهم البريئة، انتهكت أعراضهم، واستهزأت بنبينا محمد؛ فما بالك بعبد مفتقر ذليل لله مثلي ينوب عن محمد، ويدافع عن أمته، إنك لا تعلم شيئا عن الإسلام ولا عن المسلمين!”، فقام “صلاح الدين الأيوبي” بقطع رأسه، وانتصر لدين الله خير انتصار.