قصص قصيرة لنجيب الكيلاني سلطان العلماء العز بن عبدالسلام
نقدم لكم هذه المقالة من موقع قصص واقعية تحت عنوان قصص قصيرة لنجيب الكيلاني سلطان العلماء العز بن عبدالسلام، وفيها نحكي قصص قصة هجرة العز بن عبدالسلام من الشام إلى مصر
قصص قصيرة لنجيب الكيلاني
سلطان العلماء العز بن عبدالسلام
تجول العز بن عبد السلام في الشوارع، وكان منفعلا جدا وانعكس انفعاله على ملامح وجهه فأصبح شاحبا، وحارت نظارته وارتعشت أطرافه وجسده وحتى ارتعشت شعيرات لحيته وكان من حين لآخر يرفع رأسه التي اخفضها وينظر يمينا ويسارا.
فقد كان يتذكر كل ما رآه فما رآه كان في غاية الفظاعة وظل العز يتساءل كيف يصل الانحراف والغل أن يسمح سلطان دمشق للصليبين بدخول دمشق بهذه السهولة؟، كيف فعل السلطان إسماعيل هذا؟، كيف سمح لهم بالدخول لدمشق لشراء ما ينقصهم من سلاح وعتاد وطعام؟، هل سلم السلطان دمشق المسلمة للصليبين ؟، هل اصبح عاقا لهذه الدرجة بالمسلمين؟.
وقف سكان دمشق حائرون مثل العز بن عبد السلام فقد وقفوا وقلوبهم تتساءل متى ينتهي الخصام بين سلطان دمشق إسماعيل وبين ابن أخيه نجم الدين أيوب سلطان مصر المحروسة، ولماذا استعان السلطان إسماعيل بالصليبين؟، هل ليحمي نفسه؟، ويحمي نفسه من من؟ من ابن أخيه نجم الدين أيوب؟.
الموقف بأكمله شائك للغاية والسلطان طاغية لا يمكن لأحد أن يعترض عليه أو يحتج على ما يفعله حتى لو لم يكن صوابا، السلطان خائن للإسلام والمسلمين بتصرفه هذا، قرر العز بن عبدالسلام أن يخوض المعركة مع السلطان رغم تحذير الجميع له ورغم أن ابنه ذكره أنه هو بهذا يعادي السلطان، قال الشيخ العز بن عبدالسلام : كلمة الحق جيش بالعتاد وسأقول كلمة الحق هذه مهما كلفني هذا.
وأكمل الشيخ لو سكت فلن أكون مختلفا عما يفعله السلطان وسأكون خائنا مثله، وهنا قال الفتوى حيث قال الشيخ العز بن عبدالسلام من تعامل مع الصليبين آثم شرعا ومن ينصر الصليبين ضد إخوانه في مصر فهو آثم.
وانتشر امر فتوى الشيخ العز في دمشق كلها حتى وصل خبرها للسلطان إسماعيل، وأمر السلطان إسماعيل بسرعة القبض على الشيخ العز بن عبدالسلام وعزله داخل بيت الشيخ نفسه فصار الشيخ حبيسا في داره لا يزوره أحد ولا يذهب الشيخ للخطبة أو التدريس في مسجد دمشق كما كانت عادته.
وحزن الشيخ العز لما حدث معه، وقال لابنه لماذا لم يقتلني السلطان؟، أأنا حقير لهذا الدرجة كي يكتفي فقط بعزلي، لقد اشتقت لعملي وطلابي وللناس في دمشق الجميلة، لا يوجد مكان لي هنا في دمشق وسأسافر لمصر رغم انف السلطان.
سافر الشيخ العز بن عبدالسلام لبيت المقدس لكي يذهب بعدها لمصر وفي دمشق كره الناس السلطان إسماعيل أكثر وأكثر، وهنا قرر السلطان إسماعيل أن ينقض على ابن أخيه سلطان مصر بمساعدة الفرنجة، وقرر أن يصالح الشيخ العز الذي كان في تلك الفترة في بيت المقدس ليكون في صفه، رفض الشيخ العز كل وسائل استرضائه من قبل السلطان إسماعيل.
وفي بيت المقدس هجم نجم الدين أيوب سلطان مصر على السلطان إسماعيل وأنصاره من الفرنجة فيهزمهم شر هزيمة، وقف الشيخ العز عبدالسلام فرحا بنصر نجم الدين أيوب سلطان مصر، وقال الناس للشيخ العز طريقك لمصر مفتوح وكلمة الحق أبدا لن تموت ثم ذهب إلى مصرثم ذهب إلى مصر وأقام هناك.