ما أصعب الحياة أحيانا، فكثيرا ما نصادف مواقف تحزن قلوبنا ولكن بقليل من الضحكات ننسى الدنيا بكل همومها، ونصفو للحياة من جديد، إنها الحياة ومن سنتها أن بها الحلو والمر، وبخاصة الأطفال الصغار فبسماع ضحكاتهم المتعالية تحيز الدنيا بما فيها للآباء، هيا نسعد أبنائنا الصغار بقراءة بضع من القصص القصيرة المضحكة للأطفال.
قصص قصيرة مضحكة للأطفال:
إن تلك النوعية من القصص مفيدة لأطفالنا لدخول الفرحة والسرور إلى قلوبهم الصغيرة، فما أجمل سماع ضحكاتهم البريئة؟!
أولا/ قصة رجل حكيم مع الملك:
كان هناك في أحد الأزمان ملك عظيم ولكنه كان يشكو من سمنته المفرطة التي تعكر عليه صفو حياته، وبيوم من الأيام جمع كل الأطباء والحكماء لإيجاد حل لمشكلته التي جعلته لا يهنأ بالحياة؛ فأجمع الأطباء أن لا علاج له، وبيوم من الأيام قرر الملك إحضار كبير العلماء من ذاع صيته مؤخرا بأن لا مشكلة تستعصي عليه ووعده بأن له كل ما يطلب إن استطاع حل مشكلته وإلا سيدفع حياته ثمنا؛ فقرر الرجل الحكيم أن يخرج من معضلته بحيلة ذكية تمكنه من النجاة بعمره، فأخبر الملك: “يا مولاي إنني لست بطبيب ولكني أستطيع قراءة الطالع وما به، فأمهلني هذه الليلة لأقرأ طالعك وأتمكن من رؤية الدواء المناسب لحالتك”.
سمح له الملك بطلبه، وفي صباح اليوم التالي أرسل إليه أحد جنوده، وعندما أتاه الحكيم أخبره بأنه لم يتبقى من عمره سوى شهر واحد وبعدها يوافي منيته، غضب الملك غضبا شديدا ولم يصدق الحكيم، فأشار عليه الحكيم أن يمكث بقصره وإن صدقه القول يفرج عنه وإن لم يصدقه يدفع حياته ثمنا لكذبه على الملك؛ وافقه الملك الذي أصبح حزينا معزولا عن الناس جميعا، وقبل انتهاء الشهر بساعات قلائل أرسل الملك إلى الحكيم ليقدم إلى غرفته للتحدث معه في أمر هام، وعندما قدم الحكيم سأله الملك: “اقرأ طالعي وتمكن من رؤية عدد الساعات الباقية من عمري”.
ضحك الحكيم وقال له: “إني يا مولاي أهون على الله عز وجل أن أعلم غيبه، فأنا لا أعلم عمري فكيف سأعلم الباقي من عمرك؟!، إنها حيلة يا مولاي اتخذتها من أجل شفائك من علتك، فإني لم أستطع رؤية دواء لحالتك أنسب من داء الهم والغم”.
تبسم الملك فرحا وأمر بمكافأة قيمة للحكيم الذكي الذي استطاع بحكمة منه معالجته من علته المستعصية.
ثانيا/ قصة جحا وأصدقاء السوء:
بيوم من الأيام كان جحا يمتلك خروفا سمينا ومقربا إلى قلبه، لم يرد لا بيعه ولا ذبحه، وبيوم قدم إليه بعضا من أصدقاء السوء فعمدوا إلى إيصال فكرة أن يوم القيامة قريب سيأتي بالغد أو بعده بالكثير، وأنه سيخسر حينها خروفه الذي لطالما تعب في تربيته، وأقنعوه بذبحه وأنهم سوف يساعدونه في التهام الخروف حيث أنه لن يقدر عليه بمفرده؛ وباليوم التالي ذهب جحا إلى الغابة وقام بجمع الحطب لشوي الخروف بعد ذبحه، ولكن ما أغضب جحا أن أصدقائه تركوه وحيدا ولم يساعدونه في شيء وذهبوا ليستحموا بالبحيرة فقام جحا بوضع ملابسهم كاملة بالنار فالتهمتها، وعندما أتوا لم يجدوا ملابسهم فاستشاطوا غضبا، فسألهم جحا ما بالهم بالملابس وفيما سيحتاجونها ويوم القيامة آت بالغد بعدما حمل الخروف وفر هاربا منهم، ولم يستطيعوا اللحاق به لأنهم عراة.
ثالثا/ قصة جحا وموت كلا من زوجته وحماره:
بيوم من الأيام ماتت زوجة جحا فلم يحزن لفراقها كثيرا، وبعدها بأيام قلائل مات حماره فحزن جحا حزنا كثيرا لدرجة أن أحدا سأله: “عندما ماتت زوجتك لم تحزن هكذا، لماذا كل هذا الحزن على حمارك؟!”.
فأجابه جحا: “عندما توفيت زوجتي قدم إلي كل الأهل والجيران ووعدوني بأنهم سوف يزوجوني من هي أجمل وأصغر منها، ولكن حينما مات حماري لم يقدم إلي أحد ليعدني بأنه سوف يعوضني خيرا منه”.
رابعا/ قصة المريض مع طبيبه:
يحكى أنه في إحدى الأيام قدم مريض إلى طبيب ليعالج ما به من داء، ولكن الطبيب تفاجأ بسوء حالة مريضه الصحية، وأن أمل نجاته من هذا العضال نادر، فأخبره طبيبه: “إن واجبي المهني يحتم علي قول الحقيقة ومصارحتك بها، إنك لن تعيش إلا أيام قلائل، لذلك فإن كنت تريد أن تقابل شخصا عزيزا عليك فافعل لأن أيامك بالحياة معدودة”.
فأجابه المريض: “بالطبع أريد رؤية طبيب غيرك”.