من أقوال محمد بن إدريس الشافعي:
بقدر الكد تكتسب المعالي، ومن طلب العلا سهر الليالي.
ومن رام العلا من غير كد، أضاع العمر في طلب المحال.
تروم العز ثم تنام ليلا، يغوص البحر من طلب اللآلئ.
فلا علا دون عمل، ولا عمل دون تعاون، وبالتعاون تهون كل الصعاب
القصـــــــة الأولى:
كان هناك رجل يعيش فوق أحد الجبال العالية، وكان عيشه ملائما لعمله، فقد كان يعمل بتحطيم الصخور التي على قمة الجبل ويقوم ببيعها، وكان لديه ابنين يعلمها في المدارس حتى يرتقي بهما الحال.
وعلى قدر اهتمامه بتعليمهما لم يتناسى بسبب أعماله الشاقة ضرورة تربيتهما تربية سوية، كانا الابنان يحبان والدهما كثيرا، وفور انتهائهما من الدراسة يوميا يذهبان ليساعداه؛ كان الوالد حريصا كل الحرص على تعليم ابنيه كل ما ينفعهم بدنياهم اقتداءا بالتعاليم النبوية الحميدة.
وبيوم من الأيام صادف الوالد صخرة صلبة وتحتاج الكثير من الجهد لتحطيمها، أراد حينها أن يعلم ابنيه درسا في التعاون، فأرسل إليهما أنه يريد مساعدتهما، وعلى الفور لبى الابنان نداء الوالد، فأشار إلى الصخرة وطلب منهما تحطيمها، قام الابن الأكبر بمحاولات عديدة ولم يبقي من مجهوده شيء حتى أنه شعر بأنه استنفذ كامل طاقته، ومازالت الصخرة كما هي على نفس حالتها كتلة واحدة صلبة.
أعطى المطرقة لأخيه الأصغر، والذي حطم الصخرة من ضربة واحدة، استولت عليه إثرها حالة من الفخر بالذات، وربما حالة من الكبر فشرع في قول: “أنا الأقوى” لأخيه الأكبر، وأنه بضربة واحدة من يديه القويتين تحطمت الصخرة وتحولت لقطع صغيرة، غضب منه أخاه الأكبر وأخبره قائلا: “لولا ضرباتي القوية المتتالية لما تحطمت الصخرة الصلبة من ضربتك الواحدة!”.
أراد الأب أن ينهي النزاع بين ابنيه ويعلمهما ما أراد، فقال لهما بحنية: “أتعلمان تعاونكما سويا الفاعل الحقيقي وراء تحطيم الصخرة، وتذكرا دوما أن قوة تعاونكما أقوى من الصخرة الصلبة، والدليل أنها تحطمت بضرباتك يا بني المتتالية، ومن ثم عندما ضربها أخوك على الرغم من كونها ضربة واحدة إلا أنها تحطمت حيث أنكما تبادلتما عليها في الضرب بالمطرقة، وكانت النتيجة أنكما بتعاونكما تغلبتما على الصخرة على الرغم من قوة صلابتها”.
اقرأ أيضا: قصص الانبياء عن التعاون من قصص الانبياء في القران
القصــــــــــــــة الثانيـــــــة:
بيوم من الأيام خرج النمل لجمع الطعام وتخزينه قبل دخول فصل الشتاء كحالهم المعتاد دوما، وجدت إحدى النملات كيسا من السكر، وقد كن مملوء للغاية، يعتبر بالنسبة لها ولكل النمل كنز لا يقدر بثمن، فكرت النملة في طريقة لحمله ولكنها لم تتوصل لحل، فقد كان ثقيلا للغاية كما أنه كان مملوء وباحتمال كبير ممكن أن يسكب.
عادت النملة طلبا للمساعدة، وجاء معها الكثير من إخوانها، وقد وثقوا كيس السكر بالحبال حتى يحافظوا عليه ويسهل حمله، وتعاونوا جميعا على حمله والذهاب به إلى مملكتهم.
وبتعاونهم جميعا وعدم استسلامهم ومواصلتهم للعمل أمنوا جميعا من خوف المجاعة أو قلة الطعام، في التعاون قوة.
اقرأ أيضا: قصص للاطفال عن التعاون الصفة الخلقية السامية، من أجمل القصص لا تفوتها
القصـــــــة الثالثـــــــــة:
بإحدى الروضات أرادت معلمة الفصل إعطاء درس قيم لتلاميذها الصغار، فطلبت من كل واحد منهم إحضار نوع من أنواع بذور الورود والأزهار أو الأشجار باليوم التالي، وأعطتهم رغبة هائلة بجعل ما تريد أن تفعله سرا غامضا مع التشويق لهدفها.
وبالفعل باليوم التالي أحضر الجميع ما طلبت، وأول ما دخلت المدرسة الفصل سألوها جميعهم بآن واحد: “ما الفائدة من هذه البذور؟!، أخبرينا رجاءا!”.
قالت لهم بحب وود: “هيا بنا جميعا إلى حديقة المدرسة حيث أننا سنقوم بزراعة هذه البذور”.
وفي الحديقة قسمتهم المدرسة إلى مجموعات ليتعاونوا وبالتالي يلتصق درس التعاون بأذهانهم طويلا، وتم تقسيم الجميع إلا تلميذ واحد أبى أن يعمل معه أحد، حققت له المدرسة ما يريد حتى يتعلم الدرس بنفسه.
بعد قليل من الوقت أنهى الجميع عمله المكلف به إلا التلميذ المخالف، وعندما وجد أن الجميع قد انتهوا من العمل وتوجهوا للعب بالحديقة مع بعضهم البعض، شرع في البكاء وطلب المساعدة.
جعلت المدرسة أصدقائه يساعدونه حتى ينتهي من عمله، وبعد انتهائهم قالت: “أرئيتم يا صغاري بالتعاون تحلو الحياة وتحل بها المشاكل، وتقل بها الصعاب”.
اقرأ أيضا: قصص للأطفال عن الأخلاق قصة جميلة لتعليم الكرم والوفاء بالعهود