جميع أطفالنا يعشقون قصص الحيوانات، لما يجدون بها من سلاسة وقرب للقلوب، بها تشويق لأبعد الحدود، وبها القوي والضعيف، والقانون الذي يعم القصص أغلبها انتصار الخير على الشر دوما.
القصــــــــة الأولى:
بيوم من الأيام في إحدى الغابات كان هناك ثلاثة أصدقاء من الحيوانات، يحبون بعضهم البعض بكل صدق.
تعودوا بكل يوم يجتمعون، ومع كل منهم طعامه الذي يأكله، كانوا ثلاثة…
القرد وكان يحضر معه الموز والفول السوداني.
الخرتيت وكن يحضر معه بعض النباتات الخضراء.
والكلب وكان يحضر معه إما قطعة صغيرة من اللحم أو قطعة عظم.
وبيوم من الأيام بينما كانوا جالسين يستمتعون بوقتهم، ويأكلون طعامهم ويتحدثون، إذا بأسد ضخم يقترب منهم جميعا، وقد كان جائعا ويريد أن يجعل ثلاثتهم وجبة يسد بها جوعه الكبير.
وبقفزة واحدة صار القرد بأعلى الشجرة، والكلب سرعان ما تاه وسط الأشجار بخفة وسرعة ورشاقة، على عكس الخرتيت الذي كانت حركته بطيئة للغاية، ولم يستطع الإفلات من الأسد الذي هم بأكله.
على الفور قفز القرد من أعلى الشجرة وبدأ في استفزاز الأسد حتى يتمكن الخرتيت من الهرب بعيدا، وعاد الكلب لينقذ صديقه القرد حيث وجده في ورطة كبيرة، وبذلك تمكن الخرتيت من الهرب بعيدا عن الأسد، وقفز القرد مرة أخرى أعلى الشجرة، بعدما هيأ الفرصة للكلب يهرب بين الأشجار من جديد.
التقى الأصدقاء بالقرب من النهر حتى يشكر كل منهم الآخر على شجاعته وحسن تصرفه.
الصديق الصادق لا يظهر صدقه إلا وقت الشدة والضيق.
اقرأ: قصص اطفال مفيدة وقصيرة قصة الكنز والكلب الوفي
القصــــــــــــة الثانيـــــــة:
كان هناك في إحدى الغابات فهد قوي تخافه كل حيوانات الغابة، كان بكل يوم يخرج لاصطياد إحدى الحيوانات وإحضارها كطعام لأسرته وصغاره.
كانت الحيوانات تعلم وقت خروجه بالصباح الباكر فكل منهم يشق طريقا له للهروب، وذات يوم تحدثت الحيوانات عنه بصوتها المرتفع:
الغزالة: “بكل أيوم أخاف أن سرعتي الفائقة تخونني فأصبح طعما له ولصغاره”.
الزرافة: “إنه قوي وسريع للغاية، وأخاف اليوم الذي يكبر فيه صغاره فيحتاج طعاما أكثر ولا يجد بدلا لي”.
الحمار الوحشي: “إن أكثر طعام يفضله وصغاره طعمي وطعم بني جنسي”، وشرع في البكاء على أصدقائه وأقاربه من كانوا طعاما في السابق للفهد وأسرته.
الثعلب: “ما بالكم جميعا تخافونه وترتعبون منه، أما أنا فسأجعله يحمل القمامة من أمام منزلي”، قالها بكل ثقة وفخر واعتزاز، ولكن الحيوانات لم يصدقوه في وعده.
ذهب الثعلب لوكر الفهد وامتدح قوته وسرعته وذكائه، وطريقته المميزة في اصطياد فرائسه، وأخبره بأنه لا يمكنه الخروج يوميا للاصطياد بل إن الحيوانات ينبغي عليها أن تقدم عنده وتقدم نفسها لتكون فريسته.
أعجب الفهد بفكرة الثعلب واغتر بنفسه، فأصبح الثعلب كل يوم يذهب ليسرق الطعام تارة من عرين الأسد وتارة من النمر، وهكذا حتى تعود الفهد على الكسل.
وبيوم من الأيام امتنع الثعلب عن الذهاب لوكر الفهد لتكتمل خطته، فصار الصغار جوعى مما اضطر لذهاب الفهد لمنزل الثعلب، وهنا اكتملت خطة الثعلب عندما سأله الفهد عن الطعام الذي عوده عليه، فأجابه الثعلب قائلا: “لك مني الطعام بشرط واحد أن تحمل القمامة من أمام منزلي”.
وبالفعل حمل الفهد القمامة من أمام منزل الثعلب، وسار بها أمام جميع الحيوانات لتذهب هيبته من قلوبهم جميعا، شعر الفهد بالندم الشديد، فأعرض عن عروض الثعلب الماكر، وعاد بكل صباح يخرج لإطعام صغاره.
اقرأ: قصص للاطفال وقت النوم قصة ليلى وكلبها الصغير
القصــــــــــة الثالثــــــة:
بغابة كان يعيش أسدا جبار، حكم على كل حيوانات الغابة أن يذهب لعرينه كل يوم حيوان مختلف، وعلم الجميع أن من عليه الذهاب سيكون غداء الأسد أو عشاءه.
ولكنهم توجب عليهم إرسال حيوان مختلف منهم كل يوم للأسد وإلا لن يرحمهم، فمن المحتمل أن يقتلهم جميعا؛ كان هناك أرنبا ذكيا للغاية أراد أن يلقن الأسد درسا قاسيا، فقدم حياته وتطوع بالذهاب للأسد، وأول ما رآه الأسد قال: “ألم يجد حيوانات الغابة حيوانا أفضل منك؟!، فأنت لن تكفيني ولن تشبع معدتي المتعطشة دائما للطعام واللحم”.
الأرنب: “يقال أنك ملك الغابة يا سيدي؟!”
فرد عليه الأسد غاضبا: “وهل للغابة ملك سواي؟!”.
فرد عليه الأرنب قائلا: “نعم، وهو من أرسلوا إليه غزالة كبيرة ودسمة لتشبعه حتى لا يأكلهم”.
غضب من كلامه وهم بقتله، ولكن الأرنب قال: “أتأكلني يا سيدي وأنا الوحيد الذي يعرف عرين الأسد القوي؟!”
تردد الأسد في قتله، فأكمل الأرنب حديثه: “تقتله يا سيدي وتعود من جديد ملك الغابة الأول والأخير، وكلل من بالغابة يرهبك مجددا”.
أخذه الأرنب للبئر، وأخبره: “انظر يا مولاي وتأكد بنفسك”، وبالفعل رأى الأسد انعكاس صورته بالبئر، فقفز به ليقتل الأسد القوي (انعكاس صورته)، ولم يجد أحدا لينقذه فمات غرقا، واستراحت حيوانات الغابة من شره للأبد.
اقرأ: قصص اطفال عن الحيوانات قصيرة وممتعة قبل النوم