كما نعلم جميعا أن أطفالنا يحتاجون إلى قصة جميلة لتوصيل أهداف تربوية سامية لهم، وأن هذه الطريقة هي الطريقة المثلى لتربية الأطفال وتعليمهم قواعد الحياة الدينية السليمة من أجل عدم المعاناة فيما بعد؛ ومن أجمل قصص الأطفال في رمضان قصة “هدية شهر رمضان” التي تحمل الكثير من القيم البناءة والكثير من الأحداث المشوقة.
قصة “هدية شهر رمضان”:
بيوم من الأيام جمعت الجدة أبنائها وأحفادها لتقص لهم قصة شهر رمضان كما تعودت أن تستمع إليها من جدتها منذ صغرها؛ ففي صباح اليوم التالي آتٍ شهر رمضان ويحمل معها الخير الكثير للناس كافة، واستعدادا لاستقبال شهر رمضان أرادت الجدة أن تعلم أحفادها قيمة الصيام والمحافظة عليه، وأيضا التعود برياضة النفس على تحمل كافة مصاعبه.
هدية شهر رمضان:
بدأت الجدة بسرد القصة الشيقة حول شهر رمضان ومطالبه الخاصة من عباد الله.
الجدة: “يا أحفادي الأعزاء لقد تعودت دوما من صغر سني أن أستمع لحكايات جدتي التي أحتفظ بها بذاكرتي من شدة تعلقي بها، وأنني لطالما تعودت على تنفيذ ما بها من نصائح وأن أبتعد دائما عن كل ما بها من متاعب فأتعلم من عبر الآخرين، وأنا اليوم سأروي لكم قصة هدية شهر رمضان احتفالا بقدوم شهر رمضان الكريم”.
أحد الأحفاد: “يا جدتي وما هي هدية شهر رمضان؟!”
الجدة: “كل عام يقدم إلينا شهر رمضان حاملا الكثير من النفحات، ولكنه يرغب من كل واحد منا هدية صغيرة لا يستطيع الاستغناء عنها، وهي الصيام وإن لم نفعلها ذهب غاضبا منا، ومن ثم جاءنا بفترة لا نستطيع الصيام بها، وغضب الله سبحانه وتعالى منا بسبب غضب الشهر المبارك”.
إحدى الأحفاد: “يا جدتي وكيف نستطيع الصيام والتعود عليه ونحن صغار كما ترين؟”.
الجدة: “إن الله سبحانه وتعالى يعطي عبده ويلهمه الصبر والسلوان جزاء ما قدمت يداه في طاعة الله والامتثال لأوامره، وإن لرمضان فضلا عظيما دون سائر الشهور العربية، ففيه أنزل القرءان الكريم على خير الأنام”.
أحد الأبناء: “يا أمي الحبيبة احكي لهم قصة ابنك الأصغر عندما جاءه رمضان ولم يجده صائما”.
الأم: ” نعم يا بني إنني أتذكرها جيدا، بإحدى السنوات قدم شهر رمضان ولم يصم بأول يوم فيه عمكم الصغير، ففي ثاني يوم مرض مرضا شديدا، فذهبنا به إلى الطبيب للاطمئنان على صحته؛ فأعلمه الطبيب أن كل ما حدث له بسبب إفطاره بشهر رمضان، فلقد غضب منه وجازاه الله بالتعب الشديد، انتهج الطبيب هذه الخطة ليجعله صائما مثل بقية إخوته؛ ومن يومها لم يفطر يوما واحدا خشية غضب شهر رمضان منه الذي يؤدي إلى غضب خالقه”.
وبعد كثير من الضحكات المتعالية استكملت الجدة حديثها الممتع والمفيد.
الجدة: “يا أبنائي وأحفادي الأعزاء إن الله سبحانه وتعالى دعانا إلى تذكر الفقراء والمساكين بإطعامهم ومعرفة حقهم المعلوم علينا؛ والحرص على الأعمال الصالحة بشهر رمضان شهر المغفرة والرحمة؛ وكل عام والجميع بألف خير وسعادة، وجميعنا نجتمع على طاعة الله وذكره، فها قد أتانا شهر رمضان ويريد هديته منا”.