إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
إن الأخلاق هي الدرع الواقي من انهيار كل المجتمعات، والعمل على فكرة بناء الضمير في أطفالنا منذ صغرهم، سيعمل ذلك على الحد من الكثير من الأفعال السيئة.
فالضمير وإحياءه داخل نفوسنا هو السبيل الوحيد للتحكم في تصرفات جميع البشر، وكل العوالم المتقدمة تعتمد على ضمير شعوبها في أفعالها وأقوالها أيضا، فكل مجتمع يتم النظر إليه من خلال رقي الأخلاق والقيم لشعبه.
صغارنا أمانة في أعناقنا نسئل ونحاسب عليها يوم القيامة، لذلك علينا جميعا أن نغرس الأهداف السامة التربوية منذ الصغر، ولا نتخاذل ونتكاسل عن دورنا كآباء لا يريدون شيئا بكل الحياة إلا مصلحة أبنائهم قرة أعينهم.
القصـــة الأولى:
قصة فيلم حاز على جائزة أفضل الأفلام القصيرة، وقد كانت مدته لم تتجاوز العشرة دقائق، كان بطل ذلك الفيلم طفل صغير…
في البداية بعد الكثير من الترويج للفيلم والدعايات والإعلان، تم حجز جميع تذاكر السينما ودور العرض، والجميع كان مترقب بشغف الفيلم وقصته التي روج لها بإتقان وبراعة إعلانية.
وما إن شرعوا في بث الفيلم أمام أنظارهم، بدأ الفيلم بمدة لا تقل عن الثمانية دقائق ولم يظهر أمام المشاهدين سوى سقف كئيب اللون، لقد تذمروا جميعا فلا يوجد صوت ولا أي مؤثر باستثناء رؤيتهم لذلك السقف، فمنهم من تفوه بأنه قد أضاع ماله ووقته في تفاهة، ومنهم من هرع للباب بهدف الرحيل، وبعد انقضاء هذه الثمانية دقائق اتجهت العدسة لطفل صغير معاق كليا طريح الفراش نظرا لانقطاع حبله الشوكي لجسده الصغير الهزيل.
وهذه كانت نهاية الفيلم فقد انتهى بجملة كتبت على الشاشات..
أعزاءنا المشاهدين لقد قمنا بعرض مجرد ثمانية دقائق فقط من حياة طفل صغير كتبت عليه أن يراها يوميا بكل حياته، وما كان رد فعلكم؟!
لقد تذمرتم ولم تتحملوا ولم تطيقوا صبرا على رؤية هذه الثمانية دقائق، ومنكم الكثيرون الذين هموا بالرحيل.
تذكروا دوما أن كل مشاكل الدنيا مهما عظمت لن تعادل شيء ولو ببسيط للغاية من نعم الله سبحانه وتعالى علينا، فالحمد لله على السراء والضراء، والحمد لله على نعمه علينا والتي لا تعد ولا تحصى.
القصــــــة الثانيــــــــــة:
بيوم من الأيام وقبيل الاختبارات النهائية للعام الدراسي، قام مدير المدرسة بكتابة خطابات وتوجه بإرسالها لأولياء الأمور كل على حدا، لقد كان بها العديد من الكلمات والتي لو قدرت لكانت أكثر قيمة من الذهب وكل ما هو نفيس بهذه الحياة، كان المدير ذو الشخصية الأكثر من رائعة موطنه الأصلي الهند، وقد أرسل هذه الخطابات قبيل الاختبارات بأسابيع قليلة…
أعزاءنا الآباء
من المقرر أن تبدأ اختبارات أبنائكم في غضون أسابيع قليلة، إنني أوقن أنكم حريصون كل الحرص على نجاح أبنائكم ووصولهم لأسمى الدرجات.
ولكن من فضلكم أن تتذكروا جيدا، من بين كل هؤلاء الطلاب الذي سيتم اختبارهم هناك..
هناك الفنان الذي لا يهتم كليا لأمر الرياضيات..
وهناك الموسيقي الذي لن يأبه لدجات مادة الكيمياء..
وهناك المنظمون الذين لا تعنيهم مواد التاريخ والأدب الإنجليزي..
وهناك الطالب الرياضي الذي بالنسبة لديه لياقته البدنية ذات أهمية أكثر من الفيزياء وغيرها من المواد الدراسية الكثير..
إذا كان ابنك أو ابنتك قد تحصل على أعلى الدرجات، فهذا يعد عظيما للغاية، ولكن إذا كان ابنك أو ابنتك قد أخفق فأرجو منك ألا تسلب ثقته بنفسه وعزته بها.
عزز ثقته بنفسه، أخبره بأنه لا بأس إن أخفق، ففي النهاية إنه مجرد اختبار، أخبره بأنه قد خلق لأمر أعظم من ذلك بالحياة، أخبره بأنك تحبه وستظل تحبه للأبد، وأن إخفاقه بالاختبارات لن ينقص من ذلك مثقال شيء.
أرجو منكم أن تقوموا بفعل ذلك، وحينها ستجدون أبنائكم يقهرون العالم بأسره.
إخفاق باختبار لن يسلبهم مستقبلهم المنير المشرق، لن يفقدهم أحلامهم وطموحاتهم بالحياة، صدقا لن يسلبهم مواهبهم التي ولدوا وانفردوا بها.
ولا تعتقدوا أن الأطباء والمهندسين هم الذي حصلوا على كل السعادة بالعالم..
مع كامل أمنياتي بالتوفيق الدائم والمستمر لأبنائنا مستقبلنا القادم، ولكم منا فائق الاحترام والتقدير.
مدير المدرسة..
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
5 قصص للأطفال سن سنتين مفيدة وهادفة للغاية
3 قصص للأطفال رائعة جدا وهادفة للغاية
3 قصص للأطفال لتعليم القيم الهادفة البناءة لصغاركِ