أحيانا كثيرة تحمل لنا العبرة والعظة بطابع الفكاهة، وإن لها حقيقةً لأثرا طيبا على النفس البشرية فبالرغم من الضحك بسببها إلا أنها تُحفر بعقولنا ولا نستطيع نسيانها، ودائما ما نتذكرها ونعمل بها؛ لأنها لمست قلوبنا قبل عقولنا وأدخلت السرور عليها.
أولا/ قصة أحد الشباب اليافعين الذي كان سببا في هداية اثنين من الهنود:
حكا الشيخ “محمد العريفي” أنه بأحد الأيام وقبل صلاة الفجر، جاء إليه شاب بالمسجد يبدو على مظهره مواكبة أحدث صيحات الموضة، ممسكا بيده سيجارة، مترنحا في وقفته؛ مما أثار قلق الشيخ من هيئته ومظهره الخارجي.
حوار بين الشيخ والشاب:
سأل الشاب: “هل أنت إمام المسجد؟”.
فأجاب الشيخ: “نعم، كيف أستطيع مساعدتك؟”.
الشاب: “لقد أسلم على يدي اثنين من الهنود”.
فقال الشيخ مندهشا، وعلى ظن منه بأن الشاب ليس بعقله من هيئته وطريقة كلامه الغريبة: “وأين هما؟!”.
فقال الشاب: “هما بالسيارة”.
فسأله الشيخ: “وكيف حدث ذلك؟”.
فرد عليه الشاب: ” من أسبوعين مضيا كنت أصلح سيارتي بإحدى الورشات، وعندما دخلت بها الورشة، أتاني هما الاثنين لتصليحها، فأول ما سألت هل أنتما مسلمين، فأجابا لا؛ فسألتهما ولما لا؟، فقالا وكيف لنا أن نعتنق دينا دون علم به؟!، فقررت مساعدتهما على فهم الدين الإسلامي الصحيح؛ فذهبت إلى إحدى مكتبات الدعوة الإسلامية لأشتري لهما كتبا لتوضيح الدين بكل يسر، وأعطيتهما الكتب ومضيت تاركا سيارتي لإصلاحها؛ وعندما عدت لآخذ السيارة، طلبا مني كتبا أخرى للتعمق أكثر، فأحضرتها لهما على الفور بنفس الطريقة والكيفية؛ وها هما اليوم يريدان اعتناق الإسلام، وسألاني سؤالا غريبا: ” كيف ندخل الإسلام؟”، فأجبت بأني على غير معرفة بكيفية دخول الإسلام حيث أني مسلم من زماااااااااااااااااااااااااااااان”.
ثانيا/ قصة مسيلمة الكذاب وسيدنا عمرو بن العاص قبل دخوله الإسلام:
بأحد الأيام قابل “عمرو بن العاص” قبل دخوله الإسلام “مسيلمة بن حبيب الحنفي” المشهور بمسيلمة الكذاب من ادعى النبوة، ورغم أنه كان معترفا بأن “محمدا” صلى الله عليه وسلم نبيا من قبل الله إلا أنه كان يزعم بأنه نبيا مثله أيضا، حتى أنه بعث كتابا إلى رسول الله يطلب منه فور حصوله على كتابه بتجزئة الأرض إلى نصفين: نصف لمسيلمة والنصف الآخر لمحمد بن عبد الله؛ فما كان من النبي صلوات الله عليه إلا أن رد عليه كتابة بالناحية الأخرى من كتاب مسيلمة: “إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين”.
حوار بين “عمرو بن العاص” ومسيلمة الكذاب:
سأل عمرو مسيلمة: “ماذا أُنزل عليك البارحة يا مسيلمة؟!”.
فأجابه: “لقد أنزلت علي سورة الفيل”.
فقال له عمرو: “أسمعني إياها يا مسيلمة”.
فقال مسيلمة: “الفيل، وما أدراك ما الفيل، له خرطوم طويل وذيل قصير”.
فرد عليه عمرو قائلا: “يا مسيلمة، والله إنك لتعلم أني أعلم أنك لكذاب”.