نقدم لكم هذه المقالة من موقع قصص واقعية تحت عنوان قصص من الواقع فيها عبر سوء الظن، فكم يمتلئ واقعنا بالحكايات التي تعلمنا وتكون المدرسة لنا سواء قصص تحيط بنا أو قصص نستمع إليها من الأجيال الماضية، ولعل ما ترويه في السطور التالية يكون خير مثال على هذا.
قصص من الواقع فيها عبر سوء الظن
كنت أعمل في أحد المنازل التي يمتلكها رجل ميسور الحال إلا أن هذا الرجل كان يبدوا عليه التغطرس وعدم الاهتمام بمن حوله حتى وإن داسهم بأقدامه أو بعجلات سيارته، فقد كنت عندما يخرج بسيارته القي عليه التحية ولكنه كان دائمًا ما لا يعيرني أي اهتمام لا بالرد ولا حتى بالنظر إلى.
كانت الاحوال الاقتصادية ليست جيدة فلم يكن الراتب يكفي لسد نفقات أسرتي لذا فكنت ابحث في النفيات عن بقايا الأكل لعلها تعين وتساعد، وكان في هذا الوقت يمر صاحب العمل إلا أنه كالعادة لم يلتفت أو يبدي أي ردة فعل وأنا استكملت ما اقوم بها كالعادة.
خرجت في اليوم التالي لأبحث بين القمامة عن بواقي الطعام كالعادة إلا أنني وجدت كيس نظيف يحتوي على طعام كامل لم يمسه أحد فاخذته، واستمر الحال بهذا الشكل عندما اخرج اجد كيس الطعام المعد حتى أنه تغير الحال من كيس طعام إلى أكياس بها اغراض للمنزل، وظل الحال على هذا المنوال فترة من الزمن.
ذات صباح استيقظنا على خبر سئ حيث مات صاحب العمل ولكن ترافق مع هذه الوفاة انقطاع أكياس المؤن التي كنت أجدها في المكان المعتاد، وعاد سوء الحال مرة أخرى فلم اتحمل وقررت أن اطلب من السيدة أن تزيد راتبي وبالفعل توجهت اليها وسألتها عن زيادة الراتب فاستغربت السيدة وسألتني، لما ألم يكن يكفيك راتبك فيما سبق؟.
قررت هنا أن اخبر السيدة الحكاية وما كنت أجده من أكياس المؤن، فسألت السيدة سؤال غريب منذ متى توقفت تلك الاكياس فأجبت منذ موت السيد، وهنا تبادرت إلى ذهني تلك الفكرة هل يمكن أن يكون هو من كان يضع الاكياس ولكن لا، لا يمكن فهو لا يعير أحدًا اهتمامًا حتى ولو في ابسط الامور وهى رد السلام، ولكن السيدة تصببت دموعها بعد سماع ما اخبرتها بها وطلبت مني أعود إلى منزلي وهى ستتصرف، وبالفعل عادت الأكياس مرة أخرى ولكن تلك المرة كان ابن السيدة هو من يحضرها إلى المنزل بنفسه، وعندما كان يحضرها شكرته ولكن لا رد هل هو مثل أبيه فتأففت قليلًا واعدت شكره ولكن هذه المرة كانت بصوت مرتفع فانتبه إلي وأعتزر، حيث قال بأنه ضعيف السمع كوالده، وهنا نزلت على تلك الصاعقة فالرجل لم يكن يتجاهل الناس بل كان ضعيف السمع حقًا إن بعض الظن اثم.