دائما ما نتعلم من أخطاء الآخرين بالحياة، وفي الحقيقة تعد تجارب الآخرين فرصا ذهبية بالنسبة لأمثالنا إن فهمناها حقا وعملنا بما جاء بها.
القصــــــــــــــة الأولى
بيوم من الأيام شديد الجمال، خرجت فتاة جميلة من عائلة غنية تتنزه مع شاب تحبها ومن عائلة غنية أيضا للغاية، كانت الفتاة فاتنة الجمال وترتدي ثوبا قصيرا فاتح اللون، تمسك بيد حبيبها قوي البنيان، وبينما يتنزهان مرا بجوار شيخ عجوز لا يقوى على السير إلا بصعوبة بالغلة، لقد كان الشيخ يعاني من مرض رعاش بكافة أطرافه.
وبينما كان الشيخ يسير في الطريق تعثرت قدماه فسقط بحفرة بها مياه متسخة، ونظرا لعدم قدرته على توازن جسده فسقط جسده بالكامل بالمياه فتناثرت كمية ليست بقليلة من المياه القذرة، وأصابت ثوب الفتاة وجسدها الأبيض الجميل.
انفجرت الفتاة في وجه الشيخ العجوز وأسمعته أوسخ الكلمات، وهم حبيبها بصفعه على وجهه ومن قوة الصفعة سقط العجوز أرضا للمرة الثانية، فوقف العجوز من سقطته وهم ليرد الصفعة ولكنه لم يستطع أن يرفع حتى بيده في وجه الشاب قوي البنيان مفتول العضلات، فتمتم ببعض الكلمات بنفسه.
كانت وجهتهما المنزل الذي بجوار الحفرة المليئة بالمياه المتسخة، وما إن صعدا كلاهما درجات السلم حتى سقط الشاب على رأسه وتوفي إثرها وسقط بالكامل بحفرة المياه المتسخة.
أسرعت الفتاة إليه لتطمئن عليه فوجدته ميتا مكانه، أمسكت بالعجوز وأخذت تصرخ في وجهه… لقد قتلت حبيبي!
أخذته وذهبت به لرجال الشرطة ليحكموا بينهما، فقالت الفتاة: “إنه بدجال، لقد تمتم بكلمات خفية وقتل بها حبيبي”.
فسأله رئيس النيابة: “وبماذا تمتمت أيها الرجل؟!”
العجوز: “لقد قلت لربي، اللهم إنه أراك قوته في، فأرني قوتك فيه”!
فدمعت عيني رئيس النيابة ونظر للفتاة قائلا: “لقد غار عليكِ حبيبكِ من العجوز فصفعه، ولقد غار حبيبه عليه من حبيبكِ فقتله”!
اقرأ أيضا: قصص وعبر قصيرة جدا عن معية الله سبحانه وتعالى (لا تفوتها)
القصـــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــة
الأمطار تتساقط من السماء على كل بقعة بالجوار، وجميع الموجودين يبحثون عن مكان للاختباء أو يفردون المظلات أملا ألا تبتل ثيابهم أو ألا يصابوا بالبرد والأمراض، إلا رجل رث الثياب واقف تحت المطر لا يتحرك لا يمينا ولا يسارا، وكأنه يستمتع بحبات المطر المتساقطة على جسده والتي عملت على تبليل كل ملابسه المهلهلة في الأساس.
اقترب منه رجل يحمل مظلته: “ألا تخاف أن تمرض يا هذا؟!”
فلم يرد عليه الرجل، فغضب الثاني منه غضبا شديدا على عدم رده، وأراد أن يلقنه درسا، فأخرج من جيبه محفظته المليئة بالنقود، وأخذ يقلب الأموال بها يمينا ويسارا، ومن بعدها سأله: “وهل تريد مني شيئا؟!، أي شيء”!
الرجل: “لا أريد منك إلا شيئا واحد، أن تغرب عن وجهي الآن”!
فذهب الرجل بعيدا عنه ظنا منه بأنه رجل محنون فقد عقله من شدة المطر الذي يهطل عليه وشدة البرودة أيضا، وبعدما انتهى المطر حمل الرجل حاله وتوجه لفندق فاخر للغاية بالجوار، وأول ما وجده حارس الفندق منعه من المكوث بالقرب من الفندق حيث أنه لا يسمح للتسول بمكان مثله, أخرج الرجل من جيبه بطاقة تحمل رقم أفخم جناح بالفندق بأسره، ومن بعدها أخبره بأنه سيصعد لغرفته يبدل ثيابه، وريثما يجيء عليه أن يكون قد أحضر سيارته الرولز رايس، تركه وذهب.
وقف الموظف مذهولا من هول ما حدث للتو، وبعد قليل من الوقت جاء نفس الرجل ولكنه في هيئة غير على الإطلاق، فعليه ملابس فاخرة للغاية ماركات عالمية، فسأله على الفور: “كم راتبك أيها الموظف؟!”
فأجابه الموظف: “2000 يا سيدي”.
الرجل: “وهل ترغب في زيادته؟!”
الموظف: “ومن لا يغب في الزيادة بكل الدنيا يا سيدي؟!”
الرجل: “عجبا لأمرك أيها الموظف، ألم تخبرني منذ قليل أن التسول ممنوع بهذا المكان؟!، فكيف وأنت تتسول الآن؟!”
استأنف الرجل حديثه: “عجيب لأمر بني آدم، فالجميع يصنفون الناس على قدر امتلاكهم للأموال، فسبحان من بدل حالك معي من حال لحال في لمحة من البصر”، وتركه ورحل
ولكن عاد مجددا ليخبره قائلا: “أيها الموظف سأضع حدا للتساؤل الذي يدور برأسك الآن، إنني رجل من أثرى الأثرياء، وبكل ليلة بليالي الشتاء القارصة وتحت المطر أختبر حال الفقراء بكل أنحاء العالم حتى لا أنساهم مطلقا”!
وأيضا: قصص وعبر كله خير مليئة بالعبرة والموعظة لمن يريد!
وأيضا: قصص وعبر وسيم يوسف قصة توضح لنا حال الدنيا