إن الثقة المطلقة بالله سبحانه وتعالى هي وقود التفاؤل في الحياة.
ابتسم….
فإن الله سبحانه وتعالى ما أشقاك إلا ليسعدك، وما أخذ منك إلا ليعطيك، وما أبكاك إلا ليضحكك، وما حرمك إلا ليتفضل عليك سبحانه، وما ابتلاك إلا لأنه يحبك.
إلى كل من يشعر بالبؤس وضيق الصدر والكرب العظيم، ويظن أن الدنيا قد أظلمت وأغلقت أبوابها، كل ما عليك فعله هو أن ترفع يديك للسماء وتناجي ربك الرحمن الرحيم، تناجر ربك من يسمع دبيب النملة في ليلة صماء، ولا تقل كيف ستحل مشكلتي، اتركها لمن له ملك السماوات والأرض وهو على كل شيء قدير.
إن الله سبحانه وتعالى لا يبتليك بشيء إلا وبه خير كثير حتى وإن ظننت العكس، وأشد المعارك تعطى لأقوى الجنود.
فيا كل مهموم ومبتلي أرح قلبك، فلولا البلاء لكان يوسف مدللا في حضن أبيه، ولكنه بالبلاء أصبح عزيز مصر.
كن على يقين بأن بعد الابتلاء والصبر عليه، هناك شيء عظيم ينسي مرارة كل ثانية قضيتها في الصبر على الابتلاء.
القصــــــة الأولى:
بيوم من الأيام زار النبي صل الله عليه وسلم أحد المسلمين كان قد مرض مرضا شديدا واشتد عليه الأمر، فسأله صل الله عليه وسلم عندما رأى من حالته ما رأى: “هل كنت تدعو الله سبحانه وتعالى من قبل بشيء؟!”
فأجابه الرجل: “نعم يا رسول الله، لقد كنت دائم القول والدعاء ب (اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة، فعجله لي في الدنيا)”.
فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم: “سبحان الله إنك لا تطيقه، هلا قلت اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”.
اقرأ أيضا: قصص وعبر عن الموت قصة معبرة عن حسن الخاتمة
القصــــة الثانيـــــــة:
عندما طالت مدة بقاء سيدنا “يوسف” عليه السلام بالسجن، سأل ربه مناجيا: “ربي جعلتني في السجن طويلا”.
فقال رب العباد: “أنت من سألت لسجن فأعطيناك، ولو سألت العافية لعافيناك”.
ولقد جاء بالقرآن الكريم: ” قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ” صدق الله العظيم.
جميعنا نخطأ ويسهو علينا ونتفوه بمثل هذه الجمل، علينا أن نراقب كلماتنا وما تتفوه به ألستنا، فما تقوله ألستنا تتلقاه أنفسنا، وعندما نطلب من ربنا سبحانه وتعالى فعلينا أن نختار أفضل شيء.
قال الإمام الماوردي: “القدر موكل بالمنطق”؛ لذا فإننا يلزمنا أن نختار أفضل ما نطلبه من الله سبحانه وتعالى وألحقه دنيا وآخرة.
اقرأ أيضا: قصص وعبر في القران الكريم قصة اصحاب الاخدود
القصــــة الثالثـــــة:
يروي الشيخ “علي الطنطاوي” قصة حقيقية وقعت له…
كنت قاضيا ببلاد الشام، وبيوم من الأيام اتفقنا أن نقضي الأمسية سويا، نحيي ذكريات صداقتنا باجتماعنا جميعا بنفس الوقت، وفجأة شعرت بضيق في النفس واختناق شديد، ولم أستطع تكملة الأمسية والسهرة معهم فاستأذنت بالرحيل، ولكنهم لم يأذنون علي وأصروا على بقائي، ولكنني لم أستطع البقاء فوضحت لهم ما يحدث لي، وخرجت لأستنشق الهواء النقي أتجول بالطرقات.
وبينما كنت أسير في إحدى الطرقات، سمعت صوت بكاء ونحيب يصدر من خلف تلة كبيرة، اقتربت من الصوت حتى وجدت مصدره، وإذا بها امرأة يبدو عليها الحزن الشديد والضيق والبؤس.
كانت شديدة البكاء لدرجة أن صوتها قد تأثر بالنحيب، كانت تبكي وتدعو الله سبحانه وتعالى، اقتربت منها وسألتها: “ما الذي يبكيكِ يا أختاه؟!”
فردت قائلة: “إن لي زوج قاسي الطباع وظالم، طردني من بيته وأخذ مني أطفالي، وأقسم علي ألا أراهم مرة أخرى، أما أنا فليس لي أحد بالدنيا ولا مكان أذهب إليه”.
فسألتها: “ولم لا ترفعين أمكِ وشكواكِ للقاضي؟!”
فردت علي قائلة والدموع تنهمر من عينيها: “وكيف لامرأة مثلي أن تصل للقاضي؟!”
وهي تبكي وتقول لي هذه الجملة، ولا تعلم أن الله سبحانه وتعالى قد جر القاضي (يقصد نفسه) من رقبته بمنتصف الليل إليها.
سبحان ربنا الرحمن الرحيم الذي أمر القاضي بالخروج ليلا وترك أصدقائه، ليصل للمرأة المظلومة بقدميه، ويسألها بنفسه عن حاجتها، ترى أي دعاء قد دعت به هذه المرأة المظلومة كسيرة الخاطر ليستجيب إليها سبحانه وتعالى بهذه السرعة!
اقرأ أيضا: قصص وعبر في الظلم قصة نهاية الظلم ودعوة الصياد المظلوم