نقدم لكم هذه المقالة من موقع قصص واقعية تحت عنوان قصص وعبر صالح المغامسي قصة أبو الأسود الدؤلي، فمن منا لا يعرف الشيخ صالح المغامسي بوجهه الصبوح وطلته البهية، ذلك الشيخ الذي إن أردت أن تستمع لرقائق في معرفة الله عليك البحث عن كلماته وخطبه فورا، وما إن تسمع خطبته ستجدها تلامسك قلبك فورا، أما في قصتنا اليوم فلن نأتي بقصص الرقائق بل سنحكي مواقف تاريخيه ونأخذ منها العبرة والعظة، نرجو ان تنال القصص التي اخترناها لكم اعجابكم.
من مواقف أبو الاسود الدؤلي
الكمال لله وحده فلا يوجد انسان على الارض يتصف بالكمال في الصفات وربما موقف أبو الاسود الدؤلي خير دليل على ذلك، فقد عرف عن أبو الاسود الدؤلي بأنه عالم كبير وذا حسب ونسب ولكن عرف عنه ايضًا أنه كان بخيل.
يحكى أنه مر في أحد الايام اعرابي بأبي الاسود الدؤلي وأثناء ذلك كان أمام أبو الاسود طعام وقد راق هذا الطعام للأعرابي واشتهاه فقرر أن يتحدث مع أبو الاسود حديث يجعله يدعوه إلى تناول الطعام، أما أبو الاسود بفطنته لاحظ أن الاعرابي اشتهى هذا الطعام وقرر أن لا يتركه يشاركه طعامه لأي سبب من الاسباب.
بدأ الاعرابي في الحديث فقال يا أبو الاسود لقد مررت على أهلك فقال أبو الاسود انهم على نفس طريقك، فقال الاعرابي فقد علمت أن امرأتك كانت حامل، فقال أبو الاسود لقد تركتها حامل، فقال الاعرابي لقد وضعت امرأتك حملها، فقال أبو الاسود بالطبع يجب أن تضع حملها، فقال الاعرابي لقد وضعت توأم ذكرين، فقال أبو الاسود لقد كانت امها كذلك، فقال الاعرابي مات احد التوأمين، فقال أبو الاسود زوجتي لم تكن لتستطيع ارضاع الاثنين، فقال الاعرابي لقد مات الثاني، فقال أبو الاسود حزنا على اخيه، فقال الرجل لقد ماتت امهما، فقال وكيف بها ان تعيش بعد فقد ولديها، فقال الاعرابي إن طعامك لذيذ، فقال أبو الاسود لهذا فقد اكلته بمفردي.
وفي هذه القصة عبر منها أن الكمال لله وحده، أما الثانية فهى عن الفطنة والتنبه للاستغلال وعدم الاستسلام له مما يجعلك تضطر للتعامل مع الناس على قدر عقولهم دون أن يقلل ذلك منك.
اقرأ أيضا: قصص القران سورة الكهف قصص مفيدة جدا
زواج النبي صل الله عليه وسلم بالسيدة حفصة رضي الله عنها
من علامات رجاحة العقل أن يسعى القائم أو المسئول عن نساء أو بنات في تزويجهم احصانًا لهن وحماية لهن، والصحابة رضوان الله عليهم خير مثال لنا في هذا الأمر ولعل قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع ابنته السيدة حفصة رضي الله عنها خير دليل على ذلك.
كان لسيدنا عمر ابنة تدعى حفصة وقد ترملت وبعدها توجه سيدنا عمر إلى سيدنا عثمان وعرض عليه أن يتزوج من ابنته السيدة حفصة، فطلب سيدنا عثمان من سيدنا عمر أن يمهله بعض الوقت للتفكير فغاب لبضعة أيام وعندما سأله سيدنا عمر عن قراره قال انا لا افكر في الزواج الآن، فقام سيدنا عمر بعرض الزواج من حفصة على سيدنا أبو بكر الصديق ولكن سيدنا أبو بكر سكت ولم يعطي أي عذر أو رد مما اصاب سيدنا عمر ببعض الغضب من سيدنا أبو بكر الصديق.
بعد بعض الوقت اقدم النبي صل الله عليه وسلم على طلب السيدة حفصة للزواج فزوجها له سيدنا عمر فأصبحت بذلك واحدة من امهات المؤمنين رضوان الله عليهن، وبعد بعض الوقت جاء سيدنا أبو بكر إلى سيدنا عمر يسأله يا سيدنا عمر اغضبت مني بسبب صمتي عن الرد عندما عرضت علي حفصة؟، فأجاب سيدنا عمر أن نعم غضبت منك، فقال سيدنا أبو بكر لا تغضب فقد كنت عند النبي صل الله عليه وسلم وسمعته وهو يذكر امر خطبتها فلم استطع الرد عليك خوفًا من افشاء امرًا من امور النبي صل الله عليه وسلم واقسم بأنه إن لم يخطبها لكنت قبلت زواجي بها.
نجد في تلك الحكاية اكثر من عبرة الأولى هى في رد سيدنا عثمان رضي الله عنه الذي قدم ردًا لا يجرح سيدنا عمر رضي الله عنه عندما رفض الزواج من السيدة حفصة رضي الله عنها فقال انا لا ارغب بالزواج الآن، أما الثانية فكانت في محافظة سيدنا أبو بكر على سر النبي صل الله عليه وسلم فإفشاء الاسرار دلالة على الضعف وعدم الامانة وضعف المروءة وهذه القيم لا يحبها العرببل يفعلون عكسها فقال العرب الأوائل فإن اردت نجاحًا أو بلوغ منًا….. فاكتم امرك عن حافٍ ومنتعل.