سوف يسألك الله سبحانه وتعالى يوما عن مظلوم ظلمته، وعين أبكيتها، وقلب أوجعته فاحذر!
والحياة بطبيعتها وطبعها دوارة، تصيب الظالم بما ظلم، والشامت بما شمت، والمسيء بما أساء، لذلك لا تحزن فربك اسمه العدل.
قصص وعبر نهاية الظالمين
القصـــــــــــــــــــــــة الأولى:
قصة لا يستطيع أي منا نسيانها بمجرد قراءتها أو الاستماع إليها…
إنها قصة شاب يعيش على خداع الفتيات والإيقاع بهن، كان يسلبهن أعز ما يملكن، في البداية يجعلهن منومات بكلامه المعسول ومن بعدها يفعل بهن ما يجعلهن يفضلن الموت على البقاء على قيد الحياة بوصمة عار لا توصف.
كان يعيش على هذا النحو، وما إن ينتهي من فريسته حتى يبحث عن غيرها، ولم توجد فتاة تعتصي عليه وعلى حيله وعلى ألاعيبه، فلكل فتاة وضع نظاما معينا يستطيع من خلاله استمالة قلبها وعقلها أيضا.
حتى جاء اليوم الذي تعرف فيه على فتاة جميلة للغاية استهوت قلبه، فأراد أن يأخذ منه ما أخذه من غيرها من قبلها الكثيرات والكثيرات، ولكن هذه الفتاة كانت تختلف عن مثيلاتها، فكانت تمثل له الشوكة في الحلق.
جرب معها كل الطرق والحيل غير أنها لم تستجب له ولم تطاوعه على فع ما حرمه الله، وعندما ابتعدت عن طريقه لم يتقبل فكرة هناك فتاة تغلبت عليه؛ تحايل عليها بأنه لا يستطيع العيش بدونها، وأنها أسرت عليه قلبه وأنها بالنسبة إليه كالهواء النقي الذي سيخلصه من هذه الدنيا الظلماء.
قرر لقائها حتى يعرفها على والدته، وقد كان بالنسبة لها مجرد حيلة للإيقاع بها في شرك الشيطان؛ اتصل على أصدقاء السوء وأعلمهم بأنه سيقدم لهم هدية رائعة، فريسة ولكنها شرسة يمكنهم فعل ما يشاءون بها.
جاءت الفتاة بالموعد المحدد، ودقت جرس الباب، ولم تجد بداخل المنزل إلا وحوش ضارية، فعلوا به أشد وأبشع ما يمكن فعله لدرجة أنها كادت تفارق الحياة؛ تناوبوا عليها الأدوار، وما إن انتهوا منها حتى اتصلوا على الشاب حتى يقدم ويشفي غليله منها، فقد كانت الفتاة الوحيدة التي ترفضه وتمتنع عنه بل وتفشل سائر خططه.
عندما دخل رأى ما جعل قلبه مفطورا طوال عمه، لقد كانت شقيقته الوحيدة، لقد قدم شقيقته لأصدقائه على طبق من ذهب ليفعلوا بها ما كانوا يفعلونه مع الفتيات البريئات.
أمضى بقية حياته يتجرع من نفس الكأس الذي سقاه لغيره من البشر، ويتذوق كمية المرار الذي به.
القصـــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــة:
تزوج شاب من فتاة تخاف الله وتخشاه بكل جوارحها وتبرهن على ذلك بأفعالها، كانت تقوم على خدمة والدته ورعايتها ليل نهار، لا تقصر تجاهها بشيء، غير أنها كانت تتعجب من أمر وحيد، كانت كلما أعدت اللحم لوالدة زوجها وقدمته لها كطعام يقدم طائر غريب الشكل ليأكل اللحم منها ويرحل بعيدا بعدها.
بكل مرة يتكرر معها نفس الأمر مما جعلها تتحدث مع زوجها في هذا الأمر الغريب الذي تجده دوما عندما تطهو اللحم؛ فقرر زوجها مراقبة الأمر.
اشترى لزوجته اللحم وأطلب منها أن تعده وتجهزه وتقدمه لوالدته، راقبها من بعيد وبالفعل رأى الطائر الذي ذكرته زوجته ولم يكن قد رأى طائرا مماثلا له من قبل طوال حياته.
اقترب من والدته وسألها عن السبب، فباحت له بسر عظيم احتفظت به لسنوات طوال، أخبرته معترفة بأنه عقاب من الله سبحانه وتعالى على ظلمها لوالدة زوجها الراحلة حيث أنها كانت تأكل منها اللحم ولا تطعمها إياه حتى لاقت ربها!
اقرأ: 3 قصص وعبر طريق الإسلام عن الظلم وعواقبه الوخيمة
القصــــــــة الثالثـــــــــــة:
تزوج رجل بامرأة بعد وفاة زوجته التي رحلت عن عالمنا تاركة من خلفها ابنا صغيرا، كان يرجو الزوج حسن المعاملة من زوجته الثانية واتفقا على ذلك وأخذ عليها عهدا وميثاقا على ذلك الكلام، ولكنها لم تعامله معاملة طيبة بالمرة، كانت لا تحبه وتتمنى له الموت في كل وقت.
حتى عندما رزقها الله سبحانه وتعالى بابن صغير لم تتق الله في ابنها، بل ازدادت إصرارا على سوء معاملة ابن زوجها؛ وبيوم من الأيام أعدت وليمة كبيرة للغاية لأهلها ودعتهم جميعا الصغير قبل الكبير، وعندما أراد الابن الصغير أن يشبع جوعه لم ترده أن يجلس بين أهلها، خبأته بالشرفة، كان الولد الصغير يتجمد من شدة الصقيع ولكنه لا يستطيع التفوه بكلمة واحدة لأنه يخاف زوجة أبيه.
تحمل الولد الصغير شدة البرد دون أن ينطق بحرف واحد، جاء والده واستلقى على السرير وخلد في نوم عميق، وكان مطمئنا على ابنه لدرجة أنه لم يسأل عنه؛ وبالمنام جاءته زوجته الأولى توصيه على صغيرها، استيقظ وسأل زوجته عنه، كانت الزوجة قد نسيت أمره تماما، وأنها قامت بحبسه في البرد، أخبرته أنه نائم بجوار أخيه الأصغر.
عاد الزوج للنوم ليفاجئ بأن زوجته الراحلة تأتيه بالمنام وتخبره بألا يقلق على ابنهما حيث أنه ذهب إليها وهي ستقوم برعايته، استيقظ مذعورا وذهب ليطمئن عليه فلم يجده، بحث طويلا حتى وجده مفارق الحياة وجسده بالكامل متجمدا!
اقرأ: قصص وعبر لمن يعتبر بعنوان “سامحكِ الله يا أمااه” الجزء الأول
وأيضا: قصص وعبر لمن يعتبر بعنوان “سامحكِ الله يا أمااه” الجزء الثاني