قصص وعبر

قصص وعبر واقعية من الحياة

إن القراءة تمنحنا القدرة على الانتقال بين الماضي والحاضر وأحيانا كثيرة المستقبل أيضا بيسر، تجعلنا نتطلع نحو المستقبل بآمال وطموحات، كما أن القراءة تعتبر وسيلة فعالة للعيش في جميع العصور من خلال القراءة عنهم ومعرفة أحوالهم آنذاك.

القراءة تعطي القارئ كل ما يريد على طبق من ذهب، ولن يعلم حقيقة فائدة القراءة إلا القارئ وحسب!

القصــــــــــــــــة الأولى:

من أجمل قصص وعبر على الإطلاق….

لقد أتانا بالتاريخ أن الناصر “صلاح الدين الأيوبي” بيوم من الأيام استدعى صاحب الشرطة بدمشق (وزير الداخلية بمسمياتنا اليوم) وأمره بأن يؤذن في الناس ألا يبيت أحد وبابه مغلق عليه وألا يغلق تاجر باب دكانه عند الذهاب لمنزل.

تعجب صاحب الشرطة من طلب “صلاح الدين” آنذاك وحاول أن يقنعه بألا يفعل لخطورة الأمر، ولكن “صلاح الدين” أصر على تنفيذ أمره في الحال.

وبالفعل أمر أحد من رجاله بتبليغ أهل دمشق وقد كانوا حينها حوالي مائة وخمسين فردا، وباليوم التالي أمر “صلاح الدين” صاحب الشرطة أن يكرر الأمر في الناس كافة، وباليوم الثالث والرابع.

ثم استدعاه “صلاح الدين” وسأله: (هل تم إبلاغكم عن حالات سرقة بالأيام الأربعة الماضية؟!”

فأجابه صاحب الشرطة: “لا يا سيدي”.

في هذه اللحظة قال “صلاح الدين” لقائد جيشه الذي كان بالمجلس من الأساس: (الآن أعلنوا النفير للمعركة، والله لو بلغت عن سرقة واحدة لأجلت المعركة عشرة سنوات”.

كان ما فعله “صلاح الدين الأيوبي” اطمئنان للجبهة الداخلية والتي بناها وأقامها على الحق، أعلمتم كيف لنا أن ننتصر؟!

القصــــــــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــــــة:

من أجمل قصص وعبر على الإطلاق….

أصابها القلق الشديد على حالته التي كان عليها، فسألته باهتمام بالغ: “ماذا بك؟!”

كانت عروقه واضحة على وجهه من شدة غضبه والعصبية التي كانت تسيطر عليه حينها، رد على سؤالها بينما كان يبحث عن بعض الأوراق الهامة: “شقيقتي بالأسفل عند أمي، وزوجها وأهله على وشك الوصول لتطليقها”.

زوجته أصابها الذهول وحزنت كثيرا لأمر طلاق شقيقة زوجها فسألت بحزن بالغ عليها: “طلاق؟! وما الذي حدث بينهما لاتخاذ مثل هذا القرار المدمر لحياتهما؟! قرار الطلاق والانفصال”.

تنفس زوجها الصعداء وكانت السيجارة بيده وقال: “لقد تزوجها بمنزل عائلة وأعلمني ذلك ولم أمانع الأمر..”

قاطعته زوجته قائلة: “ولكنها تسكن بالشقة التي تعلوهم وليس مع أم زوجها”.

وافق على حديثها بإيماءة من رأسه واستأنف مدافعا عن حق شقيقته: “ولكن أمه نفسها تستعبدها دائما ما تضع لها قوانين خانقة تسلبها بها حريتها، لابد من النزول في الصباح الباكر لخدمتها، يأكلان طعام الغداء عندها لا يصعدان لشقتهما إلا عند النوم، لا تستطيع تربية ابنتيها بمفردها، فوالدته تتدخل في كل صغيرة وكبيرة وابنها في انصياع تام لأوامرها”.

زوجته بكل أسى هزت رأسها بالموافقة، قليل من الوقت وقالت: “ولكن كل ما ذكرته لا يكون سببا في خراب للبيوت”!

فأجاب عليها زوجها قائلا: “بكل تأكيد ليست هذه كل الأسباب، فزوجها إلى جانب شخصيته الضعيفة أمام أمه فإنه يضربها، علاوة على كونه بخيلا في عواطفه تجاهها وماله ومتحيزا على الدوام لأهله”.

فسألته بتعجب زوجته: “وكيف يكون الرجل متحيزا لأهله؟!”

فقال لها: “إنه يرفض أن يعطيها مالا بيدها تحريضا من أمه”.

فقالت له زوجته: “ربما يكون زوجها يعاني من ضيق مادي وكل ما يطلبه من زوجته أن تسانده وتقف بجانبه حتى يستقر ماديا”.

في هذه اللحظة على صوت زوجها عليها قائلا بعصبية: “وتضيع زهرة شبابها في خدمة أمه وإخوته وفي حرمانها؟!”

أومأت زوجته برأسها وقالت: “لكن شقيقتك لازالت صغيرة على الانفصال، أتريد لها أن تكسر شبابها فيعلى ابنتيها؟!”

فأجابها على الفور بعصبية وقولها لا يروق له: “بكل تأكيد لا، فور انفصالها عن زوجها ستتزوج وستترك ابنتيها عند أمي وبالتأكيد ستكونان في رعايتنا جميعنا”.

ابتسمت زوجته بكل هدوء واستوفت كل حديثها مع زوجها…

الزوجة بكل هدوء: “ها هي الأوراق التي تبحث عنها، أسرع وإلا تأخرت “.

فنزل الزوج مسرعا إلى شقة والدته، وأهل الزوج كانوا قد جاءوا وباتت الأسرتان مجتمعتان في انتظار المأذون الشرعي، وما هي إلا لحظات ووصل المأذون وتم الطلاق.

ظل بجانب شقيقته يواسي بخاطرها عند أمه ويطمئن قلبها، أخبرها بأنه لم يكن مناسبا لها وأنه غدا سيأتيها من هو أفضل منه من بإمكانه أن يصونها ويقدر حبها له ومدى تضحياتها لأجله، أكد لها أنها تستحق من هو أفضل منها.

وقبل صعوده لزوجته بشقتها التي تعلو شقة والدته قالت له أمه: “أبلغ زوجتك أن تستيقظ في الصباح باكرا عن قبل، فشقيقتك حزينة وتحتاج لمن يخدمها ويخدم ابنتيها، وإياك وإياها إن تأخرت”.

فأومأ ابنها برأسه وطمأنها قائلا: “وكيف تتأخر؟! وإن فعلت تعلم عواقب فعلتها ستبيت كالعادة مضروبة باكية”.

أكدت والدته على كلامها السابق: “وإياك وأن تعطيها أي مال في يديها”.

فأكد لها ابنها أنه لن يفعل إلا في أحلامها، استأذن من والدته بالصعود للأعلى فأذنت له.

وما إن وصل شقته نادى على زوجته مرارا وتكرارا ولكن لا مجيب له، والغريب أنه لم يسمع صوتا بالشقة بأكملها، فأخذ يبحث ولكنه لم يجد زوجته ولا ابنيه وإذا به يجد ورقة بغرفة نومه وعلى سريره من زوجته وقد كتب بها…

حالي كحال شقيقتك! وأنت لا تفرق شيئا عن زوجها بل تزيد في قساوتك عليه، أنتظرك ببيت أبي لتأتيني بالمأذون وتطلقني، كم أعجبتني شخصيتك وأنت تدافع عن شقيقتك.. أريد الطلاق ولا شيء آخر غيره، وما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك.

اقرأ أيضا مزيدا من قصص وعبر من خلال:

قصص وعبر من الحياة معبرة للغاية

وأيضا/ قصص وعبر بعنوان ” وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ”

3 قصص وعبر في ذكر الله والاستغفار والدعاء قيمة للغاية

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى