قصص وعبر

قصص وعبر واقعية من الحياة اليومية

تعد القراءة من أهم أدوات اكتشاف الذات ومعرفة الآخر، إذ تعمل القراءة على إزالة الحواجز الزمانية والحدود المكانية، فمن يقرأ كتابا ما يشعر بأنه يعيش الأحداث مع الشخصيات الواردة فيه، فالقراءة تمنح القارئ القدرة على التنقل بين الماضي والحاضر، وتحثه على التطلع نحو المستقبل وآماله، كما تمكن القارئ من العيش في مختلف العصور.

أما عن قراءة قصص وعبر فهذه التجربة تمكننا من الاستفادة بعصارة تجارب الآخرين ممن سبقونا وممن حولنا، ولا أجمل من الأخذ بكل عبرة جاءت بقصة قيمة بها العبرة والعظة، نأخذ ممن نجحوا وأبدعوا فيه ونتجنب ونتجاوز عن الإخفاقات التي وقعوا بها.

القصــــــــــــــــة الأولى:

من أجمل قصص وعبر على الإطلاق…

يحكي أحد الرجال ويقول… بيوم من الأيام كنت بوسيلة للمواصلات كانت تضم أربعة عشر راكبا، كان بجانبي يجلس شاب ملتحي تبدو عليه سمات الهدى والصلاح، وكانت أمامنا امرأة تتحدث لمن بجوارها وتقول لفظا (ولكنه يأبى أن يطلقني إلا بعدما أتنازل عن كل شيء نفقتي ومؤخري وكل حقوقي)، فلاحظت ابتسامة خفيفة على شفاه الشاب الملتحي فسألته ممازحا إياه ولكني أريد أن أعلم سبب ابتسامته (أتبتسم لأنك لا تريد لها الطلاق؟!)، فرد علي قائلا (إنني رجل متزوج من أكثر من سبعة سنوات، وحينما قدمت على الزواج والد زوجتي لم يكتب علي لا قائمة ولا مؤخر ولا أي شيء من هذا القبيل، كل ما قاله لي عندما تقدمت لابنته وارتضى بي زوجا لها أنه من ائتمن على العرض لا يسأل عن المال، أتعلم يا أخي حينما نطق بهذه الكلمات كان لها أثرا ووقعا جميلا على نفسي، كلما نشب جدال بيني وبين زوجتي تذكرت كلمات والدها فكنت أحمل نفسي وأجلس بجانب بالمنزل ريثما تهدأ وأهدأ مثلها وينتهي الخلاف بيننا دون تجاوزات أي منا بحق الآخر؛ توفي والد زوجتي كانت كلماته على الدوام حاضرة بذهني، ومع أول خلاف بيننا بعد وفاته كانت زوجتي غاضبة للغاية ومتوترة لدرجة جعلتها ترفع صوتها علي وتجاوزت كثيرا، تفاجأت برد فعلي عليها لقد ابتسمت في وجهها وأعلمتها بأنها مهما تفعل فلن أعبس في وجهكِ فأنتِ وصية والدكِ لي)، أيقنت حينها أن الحفاظ على بناتنا ليس بكتابة قائمة ولا بكتابة مؤخر عالي وإنما بحسن الاختيار من البداية.

اقرأ أيضا مزيدا من قصص وعبر معبرة للغاية من الحياة الواقعية من خلال: قصص وعبر قصيرة تويتر قصة الشاب الصالح وتاجر المخدرات وقصة المزارع الكسول

القصـــــــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــــــة:

من أجمل قصص وعبر على الإطلاق…

تحكي إحدى الفتيات وتقول كان لدي بثلاجتي كيس من اللحم البقري، ويوم جئت لأخرجه وأقوم بطهوه ففوجئت بأنه ليس موجود!، فسألت زوجي عنه حيث أن أطفالنا لا يزالون صغارا للغاية على فتح باب الثلاجة من الأساس، فأخبرني بكل هدوء أن والدته سألته عن وجود أي لحم أو دواجن لدينا، فأعطاها إياه!

سألته والحزن يقبع بداخلي حينها، وعندما أعطيتها إياه كنت تعلم يقينا حينها بأننا لا نملك غيره، وإنني سأطهوه اليوم، ألا يمكنك حينها أن تخبرها بأنه لا يوجد لدينا غيره؟!

فأجبني بكل غرور حينها قائلا: “أنت ومالك لأبيك”، فسألته بتعجب: “حسنا لا أمانعك ولكن أخبرني ماذا عن بيتك المفتوح؟!، ماذا عن أطفالنا؟!، أنت تعطيني مصروف بالكاد يكفينا، ألا تعلم كم من الساعات أقضيها لأخطط ماذا يتوجب علي شراؤه وماذا يمكنني أن أستغنى عنه؟!”

انتهى الحوار يومها بيننا على أنه غادرني دون أن يجيب على سؤلي، على الدوام أهدأ من نفسي وأذكرها بأننا أحسن من غيرنا بكثير وأحاول جاهدة ألا أشد في النقاش معه، لا أتذكر يوما أنني أثقلت عاتقه بكثير من المتطلبات؛ ولكن على الدوام والدته تتواصل معه وتسأله عن كل شيء بمنزلنا، ببداية كل شهر يعطيني ما يعطيني من راتبه، أتدرون إنني حتى لا أعلم راتبه كل شهر تحديدا، ولكني آخذ ما يعطيني إياه وأجعل له خطة، أشتري كافة احتياجاتي الضرورية مرة واحدة لأوفر بالمصاريف ولا أكرر نزولي للسوق لأقضي أكبر وقت ممكن بين زوجي وأولادي وأوفر لهم كل ما يحتاجون إليه.

ما يعطيني إياه بالكاد يكفينا، والدة زوجي لا تعاني من مشاكل مادية على الإطلاق، والد زوجي رجل يأتي بكل ما يحتاج إليه أي بيت دون أن تطلب منه زوجته (والدة زوجي)، رجل على قدر كبير من الحكمة والوعي بدرجة تمنيت لو أن زوجي ورثها منه؛ أما عن والدة زوجي يقينا وصدقا على الدوام أجدها تستكثر كل شيء علي وعلى أطفالي الذين في الأساس أبناء ابنها الوحيد.

إنني متأكدة أنني لا أظلمها، كنت في البداية أعتقد بأنها ينقصها ما تطلبه حتى ذلك اليوم الذي صادف أنني كنت بالأسفل لديها حينما اتصلت على زوجي وطلبت منه أن يشتري لها زيت وشاي وسكر وبعض احتياجات المنزل، مع العلم أنني كنت أرتب لها بمطبخها ووجدت كل شيء مما طلبته من ابنها متوفر وفائض عن احتياجها، لم أتحدث بشيء وأخاف الله إن تحدثت، ولكن كل ما يشغلني أطفالي الصغار إن لم أوفر لهم ما يحتاجونه من أساسيات فأين سيجدونه؟!

كانت هذه رسالة إحداهن وتريد حلا لأمرها، ما يفعله زوجها لا يلاقي رضا لديها، وفي نفس الوقت تخشى أن تتحدث إليه مخافة من خالقها فبماذا تنصحونها؟

واقرأ أيضا مزيدا من القصص والعبر المؤثرة من خلال: قصص وعبر pinterest قصة الحصان الاعمى و الوفاء بالعهد

وأيضا لا يمكننا ألا نزكي هذه القصص الرائعة من خلال: 3 قصص وعبر في القران الكريم من أجمل القصص للعبرة والعظة

قصص وعبر تليجرام 5 قصص من أجمل ما يكون!

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى