كثير ما نجد القصص المعبرة والتي تحمل تجارب الكثير من السابقين، تجارب مملوءة بالعبرات والعظات والتي لا يمكننا تجاهلها بعد العلم بها، وعندما نعلم بها نندم على ما فاتنا من الوقت قبل معرفتها، قصص بإمكانها مساعدتنا في تغيير كامل نهج حياتنا.
من قصص وعبر وحكم يوتيوب
القصـــــــــة الأولى:
بيوم من الأيام قام بعض الخلفاء باستدعاء شعراء مصر، وكان حينها شاعر فقير للغاية رث الثياب يحمل جرة بيده ذاهب بها ليملأها من البحر بالماء؛ لم يرد أن تذهب عليه الفرصة سدى فتبع الشعراء حتى وصل جميعهم لدرا الخلافة.
وما إن وصل الشعراء لقصر الخلافة أغدق عليهم الخليفة من الخيرات والهبات الكثير، ولكنه عندما رأى الشاعر الفقير وثيابه الرثة وبخاصة الجرة الفارغة التي يحملها، سأله: “من أنت؟!، وما حاجتك إلينا؟!”.
قال الشاعر الفقير: “ولما رأيت القوم شدوا رحالهم
إلى بحرك الطامي أتيت بجرتي”.
أعجب الخليفة أشد الإعجاب بما أنشد به الشاعر الفقير، فقال على الفور: “املأوا له جرته بالذهب الخالص”.
قال أحد الحاسدين والحاقدين عليه: “ولكنه رجل فقير، ولن يحسن التصرف بكل هذه الأموال”.
الخليفة: “إنه ماله يفعل به ما يشاء”.
وما إن ملأت له جرته بالذهب حتى خرج من قصر الخليفة، وقام بتوزيعها كلها للفقراء والمساكين.
قال أحدهم للخليفة: “أمل نقل لك ونخبرك بأنه لن يحسن التصرف بها، وأنه سيضيعها جميعها، لقد وزع الرجل الفقير كل الهبة التي أعطيته إياها”.
أرسل الخليفة على الفور في طلبه، وسأله عن صحة المعلومات التي وصلت إليه، فقال الشاعر الفقير…
“يجود علينا الخيرون بمالهم
ونحن بمال الخيرين نجود”.
أعجب الخليفة وأشاد برده، وأمر بتعبئة جرته بالذهب عشرة مرات، فقال: “صدقا الحسنة بعشر أمثالها”.
القصــــــة الثانيـــــــــة:
يقول أحد الحكاء على الرغم من سنه…
سألوني (ماذا تعلمت من السنين التي مضت وأنت معمر في هذه الدنيا؟) فأجبت…
تعلمت أن من لا خير فيه لأهله لا يترجى أحد منه الخير.
وتعلمت دوام الحمد على كل حال وفي كل مقال.
وتعلمت أن الحياة لا تدوم لأحد، وأنها في أي لحظة تنطوي على أصحابها حتى وإن كانوا غافلون عن حقيقتها.
وتعلمت أن أتحلى دائما بفعل الخيرات، وألا أنتظر بعدها المقابل حتى لا تصيبني الصدمة الكبرى.
وتعلمت أن الكلمة الطيبة والنفس المطمئنة الطيبة هي رأس مال الطيب الوحيد بهذه الدنيا.
وتعلمت أن أغلى إنسان والأغنى بكل هذه الدنيا ليس من يملك النصيب الأكبر من الأموال، ولكن من ينعم بالصحة والعافية والصحبة الجيدة من حوله.
وتعلمت ن من يزرع الثوم لا ينتظر رائحة الريحان، وإن تعب وكد بالغرس والسقاة كل يوم، حتى وإن قام بغسل ثومه كل يوم بماء الورد.
وتعلمت أن أعمارنا تنتهي وأعمالنا عكسها تماما، لا تنتهي أبد الدهر.
وتعلمت أن بقدر ما يصغي المرء لغيره، يصغي غيره إليه.
وتعلمت أننا لسنا على نوايا ذات قدر متساوي، بل لكل منا نواياه المختلفة، كما أن ليست كل نية سليمة تصنع عملا صالحا، فكم من أصحاب نوايا حسنة كثر وسعوا للخير ولكنهم أخطئوا الطريق.
وتعلمت أننا ما درسناه بالمدرسة يختلف كليا عما وجدناه بالواقع.
وتعلمت أن الناس لا يسعون للسؤال عن أحد ولا التواصل معه إلا إذا وجدت مصلحة تربطهم به، وحال يقضون مصلحتهم منه يعرضون عنه وعن طريقه.
وتعلمت أن للسفر كثير من النفع إذ يظهر حقيقة معادن البشر من حولك.
وتعلمت أن كل منا يشتري بسمعه أكثر بمراحل كثيرة مما يبيعه بلسانه.
وتعلمت أن يسعى الإنسان منا لمعرفة الكثير من قصص من حوله حتى يكثر من قول الحمد لله.
وتعلمت من الدنيا أنا كثير الثرثرة بأنا إنما يعبر عن نفسه الخاوية الفارغة.
وتعلمت أن من أجود أنواع النفوس هو الذهب، فحتى إن وضع بالوحل تجده معلنا عن مدى بريقه ولمعانه.
وتعلمت أن جميع من بالقبور لم ينالوا كل أمانيهم ولم يحققوا كل آمالهم، حتى أنهم كانوا على مواعيد وشواغل، ولكن الموت حال بينهم وبينها.
وتعلمت أن أكتب كل ما يعجبني حتى أفيد به من أحب.
